يوميات -١٤- ربما عن أخي ❤

اليوم كنا على موعد مع عاملة التنظيف و رجوت أختي ان تتكفل عناء توجيهها و مراقبة جودة عملها لأني أريد أخذ كفايتي من النوم مع الصغيرتين خاصة وأني لم أعد أحضى بأي قيلولة عصرية منذ أن سافرت أمي الحبيبة لأخوالي _ إنه نبأ يستحق الاحتفال حقيقة و نحمد الله على التيسير و أرجوه سبحانه أن يحفظها و تعود لنا بالسلامة _استيقظنا قرابة العاشرة وفي بالي فكرة واحدة ” ماراح أطبخ غدا بقولهم يطلبون من برا ” بعد قرابة نصف ساعة نزلنا و تركتهم يشاهدوا رسوم الكرتون ودخلت للمطبخ أفكر بافطار محترم لي و شيء خفيف للصغيرات إذ لا يشتهون شيئاً فور استيقاظهم وعندما حان دوري واعددي لي كوبا ً ساخنا ً من الشاي بالحليب وبعض الخبز و اختيارات مفتوحة من القيمر والمربى واللبة والعسل ..لم اشتهي كثيراً و انشغلت أقلب الجوال وأرد على المحادثات ، كانت فكرة الغدا من مطعم تسيطر علي لكني محتارة ماذا عسانا نطلب ويرضي جميع الأذواق !! وبينما كنت كذلك دخل أخي و ألقى السلام ، تفاجئت من رؤيته لأن يعمل بشفت ليلي وبالتالي فهو ينام طيلة النهار ويخرج ليلا ً ولا نراه إلا مصادفات قليلة ..تحدثنا قليلاً ومازح الصغيرتين ثم همّ بالخروج وكأنه تذكر شيئا ً فعاد ليسأل بوجهه المنهك بكل براءة : ” أسماء ايش الغدا اليوم ؟! “
رددت فورا ً : ايش تشتهي بعدني ما فكرت ، و جاهدت لأحبس فكرة المطعم لئلا تفلت مني فأخي المسكين هذا يتناول وجبته يوميا ًمن المطعم و هي غدا وعشاء معاً و لا يفطر غالبا ً أو يأخذ قهوة أو اي مشروب يحصل عليه من الكوفيهات القريبة من عمله ، فسؤاله يعني أنه لا يرغب بأي شي من برا و سيرضى بالمقابل بأي شي من البيت .
– شرايك سباغيتي ؟
– أي شيء ما يهم لأني دايخ جدا ً ودي آكل و أنام عشان ألحق أرتاح قبل الدوام .
– تبشر باذن الله متى طيب .
– حدي إلى الساعة وحدة .
كانت الساعة الحادية عشر والربع و تغيرت خطة المطعم إلى  اعداد غداء سباغيتي لي و لاخوتي وبعض الأرز لوالدي وصغيراتي .
اخرجت بعض الدجاج المجمد ورميته في الماء و ذهبت أبحث عن السباغيتي و نقعت الرز و شرعت أعمل بأسرع مالدي .
لِم لم أخبره بأني لا أنوي دخول المطبخ ؟ شعرت بالأسى و ” كسر خاطري ” التعب يعلو وجهه منذ أن طلب النقل لمقر عمله البعيد وهو خائر القوى ، ثم أننا لم نتحدث منذ الأزل وعندنا تحدثنا اليوم شاركني بعض أسراره فكيف أتجاهل سؤاله ، إنه أخي المفضل و الأقرب لقلبي .. صديق الصبا و مخططات الطفولة .
يصغرني بسنتين وبضعة أشهر في طفولتنا كنت أحكي له الحكايا والقصص قبل النوم يتسلل إلى سريري و أقص له كل القصص و أصوغ النهاية التي نريدها عندما كبرنا نهتنا أمي عن ذلك ولم نستجب حتى ذكرت لنا حديث الرسول عن التفريق بين الصبية في المضاجع فلم نمانع و فكرنا بحل أفضل لا يغضب والدتي كل يوم قبل النوم ندفع سريره ناحية سريري و تظل حواجز الأسرة بيننا نتحدث و نضحك كثيرا ً حتى ننام ،وعندما كبرنا و صار في غرفة الأولاد مع أخي صارت أسرتنا مقابلة لبعضها يفصل بيننا الممر ، نظل نأشر ونلوح لبعضنا ونتحدث بصوت عالي حتى نسمع صراخ وتهزيء من أحد والدينا لندفن رؤسنا في المخدة وننام فورا من الخوف . وبقدر حبي له مرّت كثير من اللحظات التي قلت له فيها ” ياليتك بنت ما أبغى أخو أصغر مني أبغى أخت صغيرة ” فيغضب ويشكيني عند والدتي لتعاتبني بدورها وتمتدحه بكلمتين جبراً لخاطره ، كنت طفلة تحب اللعب بالدمى والعرائس و عليه فهو وأخي الأصغر يشعرون بالملل حين انشغل عنهم بعالم باربي الخيالي و الفساتين الملونة والبيت البلاستيكي ذو الثلاث طوابق فيشكوني لوالدتي فتتوسط عندي لهم لأسمح لهم بمشاركتي اللعب بالدمى واسمح بعد تهديد ووعيد ألا يصيب عروساتي أي ضرر و ألا تخلع ايديهم ورؤوسهم ..يلعبون قليلا ً ثم يداهمهم الضجر فيرمونها بوجهي ويخرجون للعب الكرة .
يتذكر أخي اني في فترات طفولتنا كنت ارسم جدولاً للصلاة و اشجعه بوضع علامة صح عند كل فرض يصليه لأكافئه في النهاية على التزامه ولا أذكر هذا أبدا ً لكنه يتذكر و يشكرني على مساعدته آنذاك، ما أتذكره أني عندما بدأت أصلي كنت إمامة له و بما أنه ولد فأطبق إمامة الرجال فأتقدمه وأدعه يصلي خلفي ، لم أكن أعلم أن الاثنين يصليان متجاورين إلا متأخرا ً وعندما بلغ السابعة اقترحت أمي أن أصلي خلفه لأنه لا يصح أن تكون بنت إمامه لولد !! فرفضت أشد الرفض لأنه على حد قولي ” يخربط ” وما حافظ السور فصرنا نصلي متجاورين بلا جماعة تجمعنا و قد نتسابق للانتهاء أولا ً دون قصد منا .
أما في مرحلة المتوسطة والثانوية صار علاقتي فيه علاقة المعلمة فصرت أدرّسه غالباً أيام الاختبارات لأن عداها ليس له استعداد للاستماع ومن جهتي لا أريد تضييع وقتي الثمين فأدرّسه  الانجليزي والرياضيات والأدب وأحياناً أقوم بتحفيظه القصائد لازال يتذكر عدة أبيات من قصيدة حفظناها سويا ً.

“وليل كموج البحر أرخى سدوله
علي بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطّى بصُلبه
وأردف أعجازا وناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
بصبح وما الإصباح منك بأمثل “

امرؤ القيس



عندما التحقت في الجامعة كان لا يزال في الثانوية و انشغل كلانا بعالمه الخاص نتحدث و نضحك في الويكند ربما و ينجح باضحاكي كل مره ، هل كان ظريفا ً لهذا الحد أم انا خفيفة جدا ً تضحكني أتفه الاشياء ؟! لا أعلم لكن الآن مثلا ً صرت أتحاشا أن أحكي له شيئا ً مضحكا ً لأنه يتفاعل بكل ثقل وبرود و يقتل المتعة والسالفة معاً و قد ينشغل بتفاصيل سخيفه و تحقيقات لا فائدة لها أو قد يعلق بسؤال عن التكملة ” وبعدين ؟” بعدين توكل على الله وخلنا فاطسين ضحك لا تخرب علينا يرحم والديك .
السنة الثالثة في الجامعة كان قد تخرج ولم ينقبل في أي جامعة قريبة و مكث سنة عاطل و متفرغ لقضاء مشاوير البيت فتنازل أبي عن مشاوير الجامعة له ، وهنا عدنا لنحكي في مشوار الصباح وفي الظهر غالباً صامتين و قد يعزمني على مشروب بارد ينعشنا قليلاً .
كنت آخذ فطوري من البيت و بعض الريالات للمشروبات و غالبا ً أنساها ولا أتذكر افلاسي من الكاش إلا حين النزول فيعطيني من جيبه ويعلّق ” أحس اني صرت أبو لأني اعطيك مصروف “.
في تلك الفترة كنت أحب الاستماع لبرنامج الإذاعة الصباحي ( بك أصبحنا ) وخاصة فقرتهم الأخيرة في ظلال السيرة كنت اندمج لأقصى درجة واذكر أننا مرة وصلنا للجامعة ولم تنتهي الفقرة و عندما ابديت تحسري على وصولنا أخبرني انه لا بأس من بقائي لنهايتها لأنه ليس مستعجلا ً وسينتظرني و بالفعل بقينا حتى النهاية .
هذا الأخ الذي يسمح له دون البقية بالاطلاع على مذكراتي الخاصة وهو الوحيد الذي يؤمن بها واذكر مرة كنت أكتب و منشغلة وطلبت مني أمي جمع الأوراق والجرائد وهو منشغل بشيء آخر فطلبت منه أن يقوم بمهمتي فرفض إلى أن أخبرته أنه حينما يقوم بذلك فسأكتب عنه في دفتري وسيتذكره التاريخ إلى الأبد فنهض مسرعا ً بابتسامة كبيرة أتذكر العبارة العبيطة التي كتبتها ( أراح نطلع من الفندق بعد شوي وأمي قالت لي أشيل الجرايد بس أنا مشغولة أكتب لكم وقلت لمحمد شرايك تشيلهم عني وأكتب انك شلتهم و قام شالهم وهأنذا أكتب عنه ) هكذا فقط بكل نكران و جحود أين الشكر والعرفان و أين ما سيتذكره الأجيال  !!؟
الله أعلم .
هذا ما يسعني ذكره حالياً عن بطلي المغوار وأخي المفضل عزوتي و عضيدي محمد عسى الله أن يحفظه ويبارك له في عمره وعمله وأن يرزقه عروسة حلوة تناسبه و أن يمن عليهم بذرية طيبة رائعة كروعة عمتهم  الكاتبة .
تصبح على خير ..
أسماء

هامش :
وأنا اكتب شاش راسي ورحت اسمع شيلة هو عزوتي و راس مالي
‏”
هو عزوتي وراس مالي     مهما تجور الليالي
                 ياعزوتي وتاج راسي
أخوي ونعم الأخوه       يشد عضدي بقوه
                 ياعزوتي وتاج راسي

يا عزوتي وراس مالي❤

يوميات -١٣-

دخلت بخطوات متثاقلة ألقيت حقيبتي وخلعت عبائتي ثم الجوارب والحذاء وارتديت نعال البيت و اتجهت للمطبخ ، يبدو نظيفا ً إلا من صينية الشاي مع البيالات و بعض القطع في الحوض تجاهلتها وقررت البدء بتنظيف الفرن في المطبخ الخارجي ، ارتديت المريلة الثقيلة البلاستيكية تشبه تلك الخاصة بالجزارين وقفازات وردية طويلة و بخاخ متعدد الاستعمالات وبدأت بالفرك ، قبلها كنت قد شغلت غسالة الصحون و اسمع الأصوات بداخلها  وأنا اكمل التنظيف ، انتهيت و مسحت الارفف المجاورة ثم دخلت لأمسح الأرفف الداخلية و بينما أنا منهمكة بالبقع المستعصية صدر صوت نغمة غريبة ، توقفت فكرت ..جوالي ! لا لا صوت غريب ، ناديت  فيه أحد ؟! لكن الجميع نيام فكرت أخرى لا يكون حرامي !! ثم شعرت أن حتى الحرامي سيكون نائما ً في هذا الحر ، تذكرت ربما الغسالة و هرعت لها وأنا أفكر مالمشكلة ليست صافرة النهاية التي أحبها ، أين الكاتلوج لأفهمها ، لقيتها ساكنة وعلى الشاشة يبدو الوقت المتبقي ١٣ دقيقة ، وضعت أذني عليها لم اسمع شيئاً .. قرعتها ثم سألتها ” هاه وشو ؟ ” تلت لحظة الغباء هذه لحظة صمت طويلة و تفكير يعني لو ردت عليك يا أسماء كنت بتظلين واقفة !!
عدت أمسح الارفف و اضحك على نفسي ، شعرت بالتعب و نطقت ( فيني النوم والله ) تتالت الاشعارات على جوالي ، غريب من المستيقظ في هذا الوقت ؟!! الساعة العاشرة صباحاً !
تحققت من الرسائل فإذا بها قروب مدرسة شهد  :

و كأننا بنادي سباحة لا مدرسة ، وشهد لم تصل الا متأخرة بحدود التاسعة والنصف ، يعني أن الدوام ساعة و نصف تقريبا ً ، في المرة القادمة لعلي أثق بحدسي ، لم ننم جيداً أنا والصغيرات تأخرنا بالسهر ثم استيقظت شهد قرابة الخامسة والنصف عطشى و لا أعرف متى نامت مرة أخرى لكن عندما سكتت و بدأ يتسلل النعاس مرة أخرى استيقظت أختها لا أعرف مما تشكو و لا أكاد أفهم حديثها ربما جائعة وربما تخاف من الوحش لا أدري وظللنا إلى السادسة والنصف لنغفو لاستيقظ بعدها في الساعة الثامنة والثلث لدوام الآنسة .


كتبت التدوينة أعلاه بين الساعة العاشرة و٤٥ دقيقة والحادية عشر وربع تقريبا ً  بينما كنت انتظر استيقاظ أخي لنذهب لاحضار الآنسة لذا تبدو مقطوعة نوعاً ما .

هل تتذكر تدوينة المطبخ والغسيل ؟ تلك التي أعلنت حبي وتفضيلي للمطبخ حسنا ً الآن و كما تراجع فاروق جويدة بعد عام عن قصيدة ألقاها ينفي خيانة عيون حبيبته أتراجع الآن عما قلته لست أفضل المطبخ ولا الغسيل ..لا أفضّل أي شيء و اشتاق لمعامل البرمجة كما لم أظن يوماً اني سأشتاقها ، سمعت ليلة البارحة نهاية مساحة في تويتر عن المصادر المفتوحة كان العدد محدود و الكلام عميق لم افهمه وشعرت ” كالأطرش في الزفة ” لكنها جددت الحب والأشواق في نفسي ..و علّني أعود 💜

يارب بارك أعمارنا وأعمالنا وتقبل منا إنك أنت السميع العليم ..

سوالف المشاوير 🚙

هذه الأيام تحرر التعليم نوعاً ما من قيود كورونا التي فرضت منذ دهر كما أشعر وعاد الطلاب للدوام الحضوري ككتلة واحدة بلا مجموعات A و B وبلا تباعد بالأدراج وعليه تغير نظامنا وصار النوم حالة استنفارية ضرورية لها ساعة محددة إن تجاوزناها أفقد السيطرة ويصابون بالأرق و أمضي بقية الليل بالتهديد والوعيد .
قبل النوم حمام دافئ و سريع للصغيرتان  للانتعاش لأن الصباح به ما يكفي من الطقوس ، و لأننا للتو غادرنا الشتاء استنكرت توتة أننا نستحم يوميا ً فقالت معاتبة ( كل يوم نتسبح كل يوم !!! مابي تعبت من التسبح كله تفركينا وتسبحينا وأنت لا !!) لا تعلم الآنسة أنني اتحين نومهم لأحظى بحمام دافئ أنا الآخرى ، أعطيتها محاضرة صغيرة عن النظافة و الصداقة و علاقتهما الوطيدة .
أما في الصباح فبعد أن ننتهي و نركب السيارة أخيرا ً مع والدي حفظه الله وأبقاه لنا ذخرا ً نبدأ بالسوالف والتعليم و..و..و.. 
نقول دعاء الركوب ثم أحثها على ترديد الأذكار من بعدي ، أحيانا ً تستجيب و تردد بكل حماسة وأحيانا ً تغمض عينيها و تُعلن ” خلاص ماما أبي ارتاح قبل الدوام ” فأكمل لوحدي بصوت خفيض رحمةً بها ، لأختم قبل نزولنا بطلب أخير :
– توتة اللهم اني أسألك ..؟
– ما أبغى أقووول ( وتبالغ في مطها وقد تصرخ حتى )
– يالله شاطرة بسرعة اللهم اني أسألك ..؟
– علماً نافعا ً

– و رزقاً طيبا ً
– و ع م ..؟
– وعملاً متقبلاً
– شاطره حبيبتي الله يحفظك يلا ننزل .

وعندما آتي لاصطحبها ظهرا ً تكون رفيقتي هنده نتحدث أو نخطط عما سنفعل لاحقا ً ، اليوم مررنا بباسكن روبنز فطلبت مني أن نشتري بعد اصطحاب شهد فقلت ” لا” ، ترجتني وتعللت بزكامها وأختها في الفترة الحالية وأنه لا يناسبهم ثم صمتنا قليلا ً وأردفت تسأل :
– ماما اذا صرت كبيرة كل شيء ايه ؟!
– هاه ..لا طبعا ً
– لا والله متى يصير كله اييي
– حتى الكبير المؤدب يسأل أمه و أبوه ويسمع كلامهم شوفيني أنا شلون صح
– لا مابي بصير كبيرة و اشتري باسكن روبنز وما تقولين لا

صدمني التمرد والآمال البريئة في آن معاً .. أن تكبر لتشتري آيسكريم و في سفرنا كانت أختها تأمل أن  تكبر بسرعة لتنام على سرير الفندق ، و أنا بدوري أدعو وآمل أن تقر عيني بهن نساء صالحات و زوجات وأمهات رائعات اللهم آمين .

أفكر أن اختم بتدوينة مفيدة عن “الواو الذهبية” تهيأ القلب لرمضان و أتوقف عن الثرثرة في الشهر الفضيل باذن الله ، تذكرت البارحة بعد التدوينة الأخيرة تلقيت اشعار من الوورد بريس كالتالي :

فور قراءتي كانت ردة فعلي كعجوز خائفة  فقلت : بسم الله علي ..ماشاء الله تبارك الله ..عين الحسود فيها عود ، ثم فكرت على رسلك يا محور الكون هذا الاشعار لا يعدو كونه برمجة ما ترسل للجميع ليس أن المدونة مراقبة مثلا ً و هناك مبرمج خاص يتحين تدويناتِ ليثني علي و يحثني على الاستمرار ، تنفست الصعداء وقررت ألا أكثر ثرثرة ..
علّي أعود قريباً بالفائدة التي حكيت عنها سابقا ً .
وإلى اللقاء .. مساؤك بارد و حلو باذن الله 

” عزاي أنك رجاي العذب لو كل الدروب عثور “
– مساعد الرشيدي رحمه الله –

الملابس vs المطبخ

كلاهما متعب لكن شخصيا ً أفضّل المطبخ لأنه مهما تكاثرت الأطباق فمجرد البدء بها لكن تتركها حتى تنتهي ثم تنتقل لمسح الأسطح و الأرضية و يصبح لامعاً ولو كنت تملك غسالة الأطباق الأوتوماتيكية سيصبح الوضع أحلى وأحلى ، أما الملابس فبغض النظر أكانت غسالة عادية أو أتوماتيك فالموضوع لا يتوقف عند هذا الحد ، تأتي مرحلة نشر الغسيل على الحبال أو المنشر الداخلي  ثم قطف الملابس بعد جفافها و مرحلة ” التسفيط ” للبجامات و الملابس الداخلية وتعليق البقية ثم التوزيع على الأدراج و الأرفف والدواليب هل ترى كم هي عملية معقدة وبغيضة ؟!!
اليوم غسلت ملابسي و قررت نشرهم خارجا ً تحت أشعة الشمس الساطعة كان الهواء شديداً بعد تعليق أربع قطع أخذت تلعب وتدور بطريقة سريعة و سرحت أتخيل ملابسي سابحة في الهواء حتى إذا سكنت الريح هبطت على أسطح الجيران .. قطعت خيالاتي و أسرعت بجمعها لأنشرها داخلياً .
تذكرت الآن أني تركت الروب المخمل الشتوي في الخارج لأنه كان مبتلا ً بشدة وأتعبني حمله و غسله ثم قررت تعليقه على الحبال ولا أملك الشجاعة الكافية لأصعد لإحضاره فالظلام دامس و الهدوء مرعب ، ليس مرعبا ً لكني لا أحب ذلك حتى مطبخنا الخارجي أتحاشاه إلى أن يطلع النور .. بالضبط أوافقك فعلاً ” الحمد لله والشكر ” لنأمل أن يظل روبي في مكانه ..وتصبح على خير مقدماً💕

قبل أن تنام : تأمل هذا النص عن الجنة ثم استمع لنونية ابن القيم في وصفها .

رزقنا الله واياكم ووالدينا وذرياتنا جنة الفردوس الأعلى بلا حساب ولا عذاب ..اللهم آمين

أحاديث يناير وذكريات أخرى

كعادتي تنتابي حيرة البدايات وتقف عائق كتابي وحجة سهلة للتملص من تدوين بعض الذكريات ولو كنت تقف أمامي لكان الأمر أسهل سنبدأ الحديث عن الطقس ربما وستتداخل الأحاديث و تتشابك وقد لا نكملها كلها فكلمة تجر أخرى وحادثة تستدعي أختها أليس كذلك ؟!
ثم فكرت أن اكتب عن هذا الخميس بأحداثه اللطيفة لكن شعرت بظلم لبقية يناير وما سبقه من كم الأحداث والقصص ..لن أكتب كل شيء ولن أطيل حد الملل فسبابتي مجروحة وتؤلمني كلما طقطقت على شاشة الجوال لأكتب هذا الجرح نتيجة تكالب الجفاف والأعمال المنزلية على الأصبع المسكين .
سافرت خادمتنا الرائعة في السابع من يناير ومذ ذهبت والأوقات تبدو أقصر و الأعمال تتراكم دون أن تنتهي ، مكثت لدينا ٤ سنوات متتالية بدون تخطيط اذا صادف انتهاء عقدها بدء كورونا والاغلاق العالمي فجلست اضطرارا وقبل أن تكمل العام و لسوء الأوضاع الاقتصادية اتفقت مع زوجها أن تبقى سنة أخرى وهكذا أكملت أربع سنوات في سابقة من نوعها إذ لم تبقى لدينا خادمة لمدة تزيد عن السنتين ، لذا فعلاقتنا بها أقوى من كل سابقاتها في اسبوعها الأخير أُمضي الليالي مع أمي أعدد ذكرياتنا معها فقد قدمت في آخر شهور حملي بهند ، حتى صغيراتي يحببنها و اعتدن قربها وددت لو أكتب تدوينة عنها لكن الوقت ضيق والكلمات تستعصي ، وددت أن احكي تاريخ عائلتنا مع الخادمات ، عن أول خادمة جاءت مع ولادتي و عن فترات بقاءنا بلا خادمة أو عن تلك التي كانت تقضي جل وقتها باللعب معنا ريثما ينام أبي في غرفته  وتستلقي أمي في الصالة أمام التلفاز المطفأ ، فكانت تتكفل باخراجنا ليحظيا بالهدوء ،  تكمل عملها بسرعة لنلعب وتبتكر الألعاب والسباقات لأجلنا أو عن خادمتنا عائشة الفلبينية المسكينة كانت وحيدة بلا زوج أو أطفال أو حتى عائلة وكان أصدقاءها يستغلونها بتدين الأموال منها وعدم سدادها كانت تحبني كثيرا و تأمل أن أتزوج واسكن وحدي لتأتي تعمل في بيتي الصغير تنظف وتعتني بأطفالي وكنت وقتها في الثانية عشر من عمري فأي زواج تقصد وأي وبيت و أطفال !!! أذكر بها تمسك ياقتي وتمسح على صدري وتمسح دموعها عن وجهها وتخبرنا أنها تحبني وستنتظر أن أكبر لتعود فتعمل لدي وتقضي بقية حياتها عندي ، أتذكرها منذ أن كبرت وأتساءل أين عساها تكون وكيف تصرمت سنواتها وهل عادت لتعمل بعد أن غادرتنا !
كنت طفلة لا أفهم شيئاً وكانت مسكينة وحيدة ومع هذا لم تترك لها أثرا ً سألت أمي قبل مدة ان كان لدينا عنوان لها أو أي طريقة للتواصل للاطمئنان عليها بعد كل هذا العمر ومساعدتها لو تيسر ذلك ، وعلمت مؤخرا ً أن والدي حاول الوصول اليها مرارا ً ليرسل لها مساعدات وليعرض عليها أن تعود حتى عند سفر موظفيه في اجازة يطلب منهم البحث هناك بلا فائدة .. بعد سنوات نسيناها لكني مع سفر جوسي تذكرتها و آمل أن تكون بخير و أن تكون حياتها هادئة مطمئنة .

بعد ذهابها باسبوع اتفقنا مع بنات عمومتي أن ننام جميعا في استراحة جدي كتغيير للروتين وختام اجازة فصلية لائق لأطفالنا وبالفعل كانا يومين رائعين بكل الأحاديث و الضحكات و الحلوى

كانت الأجواء حلوة منذ أواخر ديسمبر واستمرت إلى منتصف يناير ممطرة وباردة ذاك لمطر الحلو المستمر باختصار كان الجو ( ديمة ) وخرجنا أكثر من مرة للاستمتاع بالأمطار غير عابئين ببرودة الجو أو تبلل ثيابنا وعباءتنا و الحمد لله على المطر أحبه كثيرا ً ينعش روحي و يعيد حياتها ❤

ثم عادت الدارسة عبر المنصة لاسبوع تقريبا زارتنا في نهايته ابنة خالتي واخيها بغرض تجديد جوازها ، أردنا وأختي أن نريها أهم الأشياء فذهبنا لبعض المولات التجارية والكافيهات و الأهم ذهبنا لإثراء 😍 وقد حرصت على ذلك لأن روضة الحاج شاعرتي المفضلة ستقيم أمسية و أختي تكره الشعر بشتى أشكاله فرفضت الذهاب معي و لا أريد الذهاب وحدي إذا لا أعرف كيف تبدو الأمسيات فلم أحضر واحدة مطلقاً ، في الجامعة كان نادي الخطابة يقيم الأصبوحات وكانت ظريفة نوعا ً ما لكن أمسية مع شاعرة في مكان كإثراء ! وتطوعت ابنة خالتي ذات السادسة عشر ربيعا ً أن ترافقني وعندما وصلنا وقف أمامنا الحارس معلنا ً اكتفاء العدد ! بقيت معها أمام الباب صامدون لمدة ٤٠ دقيقة و تكون وراءنا طابور طويل ممتد لم نكثر الرجاءات ولكن بمجرد دخول أحد أو خروجه نسأل لماذا و ( اشمعنى هذا يدخل ؟؟) بعد مضي الاربعين دقيقة واقتراب وقت بدء الأمسية جاءت فتاة نحيلة و مهذبة ترتدي عباءة فاتحة فستقية اللون حذاء رياضي أبيض و كمامة بيضاء و ناقشت البواب وفهمت من كلامها أن هناك الكثير من المقاعد المحجوزة لأعضاء نادي اقرأ لكنها تخلفوا ومن غير المنطق أن يأتوا متأخرين ويتجاوزو الطابور البشري هذا كله فمن الانصاف أن يحظى الواقفون بأحقية الدخول للأسبقية وهذا ما حصل قرروا ادخال خمسة منا ودخلت مع ابنة خالتي وكانت مقاعدنا قريبة جداً السطر الرابع من اليمين في قاعد السينما وحتى عندما دخلت روضة جلست أمامنا ريثما ينتهي التقديم ، كانت أمسية عذبة و رقيقة بشعرها النثري اللطيف وقصائدها الجميلة وختمت بالأحب للقلب ( في موسم المد جزر جديد) عندما انتهت تزاحم الناس للحصول على توقيعها والتقاط صور الذكرى أردت توقيعها كذلك لكني لم أحضر ديوانها ولم اشتره حتى وحقيبتي فارغة من كل ورقة ممكنة حتى لو كانت فاتورة 💔 أخذت ورقة ممنوع الجلوس محجوز الموضوعة بجواري وقمت بطيها لتوقع لي عليها ، المعضلة الثانية كانت ايجاد قلم ، كل الرجال أمامي خاصة أولئك الذين يرتدون الثياب يضعون قلما ً لكن لم أكن لأطلب منهم ، سألت فتاة خلفي فأجابت بالنفي ثم رأيت قلم بيد فتاة متحمسة تصور القلم و الاهداء فسألتها ان كانت تسمح بإعارته !! وقفت تفكر لوهلة ثم تبادلت وصديقتها النظرات والضحكات وقالت ( توني محصلته هدية ترا وقعي ورجعيه ) وبالفعل هذا ماحصل ، أمضيت بقيت الليلة أتغنى بكلماتها و تضحك أمي و أختي وحتى بناتي في كلمة مرة أحاكي القاءها .

أما في بداية الأسبوع الماضي تحديدا ً الأحد فقد كان قرار وزارة التعليم بالعودة الحضورية للروضات و المرحلة الابتدائية ، كنت في حيرة من أمري هل أتركها تحضر أو تتغيب خاصة مع تزايد الأعداد حسب احصاءات وزارة الصحة ان صدقوا ، في الأيام التي سبقت الأحد كانت مليئة بالأرق والتفكير والاستخارة والدعوات الخالصة أن يحفظها الله ويحميها من كل أذى .. مرت الأياء بهدوء نوعا ً ما ولله الحمد أولاً و آخرا ً

وصلنا لخميسنا الحلو ، ابتدأ كأي صباح دراسي للآنسة الصغيرة استيقظ وبعد الصلاة أوقظها و تبدأ مراحل الاستعداد وارتداء الثياب أمام الدفاية و تسريح الشعر أمام المرآة ثم النزول للمطبخ لأعد لها شيء لتأخذه معها وشيء لتتناوله إن أرادت ، ذهبت مع والدي لإيصالها ثم عدت للبيت نعسانة أرغب بالنوم لكن عجزت عن تجاهل الفوضى في الغرفة الخضراء فقمت بترتيبها و تنظيفها ثم فكرت لم لا أقوم بكنس أرضية المطبخ ثم تلميعها ، حقا ً يا أسماء هل وصلت لمرحلة الاستمتاع بالأعمال المنزلية !!! رددت فورا على نفسي لاااا و استلقيت بكل تعب انتظر وقت خروج توتة لأذهب لاصطحابها لكن هذه المرة كنت قد وعدت هند أن تذهب معنا لترى أين تقضي أختها وقتها و ذهبنا سويا لاصطحاب شهد ثم ذهبنا سويا ً لاستلام جوازي الجديد وبعدها أردت مكافئتنا بآيسكريم باسكن روبنز فطلب من أخي أن يقف عنده لكنه انزلني وذهب يبحث عن مواقف وكأني سأشتري ذبيحة وليس آيسكريم سريع الذوبان فخرجت مع الفتاتان وكان الجو حارا وبدأ يذوب ويتقاطر ويدفعه الهواء العالي في كل اتجاه فتلطخت أنا و شهد وهند تكرر أنها نظيفة لأنها لم تطلب ايسكريم بسكوت واختارت الكوب وجلسنا نأكله على الرصيف في أسوء مكان ممكن لكنه أفضل الحلول و حتى عندما حاولت مسح يداي تطايرت مناديل باسكن روبنز و قامت شهد تركض خلفها دون جدوى 😩💔 عندما عدنا للبيت قررت البقاء في الخارج لأن الجو دافئ وملائم للتعرض للشمس ، واستغليت الوقت بكنس أوراق الاشجار المتناثرة في كل مكان ……..سأكمل غدا ً اذن الله فالنعاس يغالبني وتجاوزت الساعة الثانية صباحا ً 😴

السبت الساعة الواحدة و خمس وثلاثون دقيقة عدت لأكتب اني فقدت الرغبة بالإكمال وعليه ستقف التدوينة حيث تركتها ..دمتم بأمان الله ❤

” ما عندي وسط ” 🎶

على كرسي خشبي متهالك جلست أحتسي _ الفعل ليس حكرا ً لأصحاب القهوة السوداءالمزاجيين _ كوباً ساخنا ً من الشاي بالحليب وأتأمل شجرة الليمون المخضرة التي لم تزهر أو تُثمر يوماً وأتفكر بتحليل الشخصية الذي أجريته قبل ليلتين ..
قلت في عقلي المفتش !! هذي آخرتها ! أي نعم شخصية جافة نوعا ً ما رغم رفاهة الحس ورقة القلب لكن المفتش !!كل هذه الغلظة و الجفاف هل يعقل أنها بي !؟


ثم جلست أستعيد بعض المواقف وتصرفاتي بها لا أحب الشكر المبالغ فيه ، ولا أثق بمعسولي الكلام ولا أصدقهم غالبا ً ، لا أعتذر إلا في الحالات القصوى والغير مقصودة غالبا ً لكن أن أفعل شيئاً مع سبق الاصرار والترصد ثم اعتذر بعد ردة فعل أحد ما أو حديثه لا قطعا ً لست أنا ..
أتذكر مجموعات الواتس و رقة ردود الفتيات اللاتي معي و دعواتهن اللطيفة و كلماتهن الرقيقة وأنا بينهن عاجزةلا أنطق ..حرفياً لم أعد انطق اكتفي بالملصقات على شاكلة دعاء سابغ يشملك وأهلك و والديك وأحبابك ..ألا يكفي ؟!
هل كنت هكذا منذ الأزل ؟ فجأة أصبح الناس عندي صنفين فإما أن أحبك و افتديك بكل الدنيا أو أنت لاشيء ، كما تقول لميعة في قصيدة أحبها ” قبل أعرفك يا صفر يا ممتاز ما عندي وسط ” وقبلها اسقطت لعيون حبيبها كل القواعد النحوية ” تروح لك فدوة القواعد والنحو … وماقالت الأعراب بسنين القحط “
تعود الذاكرة للوراء الوظيفة الأولى غرفة المعلمات تضحك ندى وتقول ” فديتك ” تمر عذاري بجوارها تقرصها وتنهاها بقولها ” الفداء لله ورسوله  يا ندى ” ليقطع أحاديثنا ضجيج الممرات و نداء المراقبة على فصولكم يا معلمات .

بدأ الطقس يعتدل و يميل للبرودة اللذيذة ، قبل البارحة في استراحة جدي كانت عقيقة حفيد عمي الأول ، حفلة عشاء جميلة و عائلية ، أصر البنات على رفع درجة التكييف رغم برودة الجو بدأت انتفض و يؤلمني بطني ومع هذا لا يبدو عليهن الاحساس كنت قد أحضرت جاكيت صوف كحلي خبأته بحقيبة صغيراتي لكني خجلت أن ارتديه ، وظللت أعاتب نفسي لم كل هذا الخجل !! في هذا العمر بهذه العقلية ..الآخرين يحددون ما ترتدين يا أسماء ! هزلت ..الحقيقة خشيت أن أوصف بالعجوز لأن عماتي و الكبيرات هن فقط من التحفن بالشالات الصوفية فكيف سأبدو وأنا متدثرة بينهن .. ظللت متماسكة حتى وقت العشاء حينها لم استطع أن أهنأ بلقمة إلا بعد أن التحفت بشال أحداهن المنسي .
مالذي حصل لماذا أهتم كثيرا برأي الآخرين ؟! اليوم صباحاً أيضا ً وصلتني النكتة أدناه و اضحكتني كثيرا ً وأردت أن اضعها في حالة الواتس من باب نشر البهجة فلم أفعلها لأني خجلة من بعضهم ..كيف تضع أسماء نكتة سخيفة هكذا !! ماهذا التناقض ، أشعر بي اختفي و أتبدل لا أكاد اعرفني تخيل  لدرجة اني لا أدخل الواتس بعد الساعة ١٢ ليلا في ليالي الأحد والاثنين و الأربعاء لئلا يظنوا اني مهملة ولم أنم بعد ..و أكمل أحاديثي في تويتر مثلا ً 🥲💔

البارحة كان يوما ً سعيدا ً قضيناه برفقة سماء وأطفالها الرائعون ..بدءا بحديقة حيهم الممتلئة بالناس تبارك الرحمن وانتهاءا في بيتهم الدافئ ، الكثير من الضحكات و السوالف والتهديدات لصغارنا جراء مقاطعتهم لنا والكثير من تلبية النداءات ” نعم ..هاه .. ايي” و عشاء في الخارج لأجل الجو المعتدل سلمت يداها ، كان عبارة سباغيتي لذيذة و سلطة دوريتس باردة ، ثم بدأت فتياتنا فقرة الصالون ووضع صبغ الأظافر و الحُمرة وبودة الخدود فاقترحت أن نقيم عرسا ً ، تساءلت شهد : ماما لابسين بنطلون شلون عروسات ؟! فأخرجت صديقتي فساتين لبناتي وبناتها و أخذنا الورد الصناعي الذي يزين أحد الأرفف و اعطيناهن و بدأنا عرسنا الجميل ، الزفة الأولى كانت من نصيب بناتي على الزفة الأحب لقلبي ” هب السعد ” أحبها كثيرا ً وكنت أود لو أزف عليها و حين تزوجت وصرحت برغبتي قالوا أنها قديمة جدا ً فغيرت رأيي ولازالت أتحسر كيف لم أزف على أنغامها رغم حبي لها منذ الطفولة و لعل العوض بزواج ابنتي يوما ما باذن الله بلغني الله فيهن ما يسرني ويجبر خاطري آمين ، ثم زفة بنات صديقتي على  زفة “الورد الأبيض “وهي زفتي الحقيقة عندما اشتغلت علقت لصديقتي ” هذي زفتي تدرين يالله من زين الذكريات ” فردت بكل عقلانية ” إلا أسوم كانت حلوة زفتك .. وأيام حلوة بوقتها ” و آخر واحد دحوم ارتدى ملابسه العسكرية و دخل يضرب تحية ويرمونه البنات بالورد على شيلة عاش سلمان ملكنا ، كنت مصورة الحفل و صديقتي تضرب الدف وهو صينية العشاء الاستيل ذات الصوت المزعج و ابنها مسؤل الاضاءة يفتحها حينما ينتصفون بالدخول يوم ممتع ومضحك نحمد الله عليه كثيرا ً رغم اني بت ليلتي قلقة على والدتي التي تعاني مؤخرا من ارتفاع ضغط دمها وتذبذبه ومع هذا نحمد الله على أيامنا هذه و أدعوه سبحانه أن يمن بالصحة والعافية على والدتي وأن يبقيها لنا سالمة معافاة اللهم آمين .


اعتذر على التشتت في هذه التدوينة و تداخل الأحاديث وكدت ألغي نشرها ثم قلت ..حتى هنا يا أسماء في مكان تكادين تجهلين الكل ويجهلونك ..مم تخجلين وعلام كثرة التفكير !!!!
يومكم سعيد وموفق باذن الله ❤

يوميات -١٢-

صباح ضاحك حلو و يوم طيب سكر ..
الافتتاحية من نشيد طفولة قديم عن الجيران كنا نتغنى به ، كيف حال صباحاتك ؟! وكيف كانت عطلتك الاسبوعية ؟! الأربعاء كان يوما ً مزدحما ً جدا ً باختبار الحلقات و التسميع واختيار المقاطع المناسبة ومن ثم رصد الدرجات وهذا ما ذكرني بأحد أسباب كُرهي للتعليم رغم المحبة الطاغية ، الدرجات و حقيقة التقييم و أن تكون في مكان ذا سلطة يرتفع أحدهم وينخفض بناء على قراراتك !
تحاول جهدك ألا يتدخل قلبك و كذا تفصل انجذاب روحك ..وتذكر نفسك الحياد أولا ً وآخرا ً ونظرة المساواة للجميع و رغم كل اجتهادك تخاف من الظلم و تتخيل الطوابير يوم القيامة كل هؤلاء ظلمتهم ولو بعُشر درجة !! ينتظرون أن يقتصوا منك قلق ورعب يدفعك للتفكير للانعزاء في صحراء لوحدك 😣
المهم أنه انتهى بكل الرعب والمسؤلية التي به ليُختم برسالة من صديقتي تخبرني فيها أنه ستزورني إن كنت متفرغة ، انعشت روحي ونسيت كل التعب وسارعت بالاجابة أن تعالوا ارجوكم ❤
يوم الخميس كان يوم اللقاء الجميل لا اعلم متى آخر مرة تحديدا ً  التقينا بها ، قبل بدء الدراسة باسبوعين ربما لا أتذكر .
أتلاحظ كيف أشير للأيام ؟ منذ أزمة كورونا وانقطاعي عن المدرسة وأنا لا احفظ التواريخ أبدا ً و كأني في عصور ما قبل الهجرة ، قبل كورونا ..بعد كورونا .. لما رفعوا الحظر ..لما فتحوا الحدود ..بعد ولادة عمتي..يوم داومت شهد .. بعد عملية صديقتي ..وهكذا نعود للعصور الحجرية شيئا فشيئا.
المهم أننا لم نلتق قرابة الشهرين و أكثر و مؤخرا ً كل لقاءاتنا نكون متعبتين ، صداع ما أو زكام أو اي تعب كان وأخبرت أمي ان كانت تلاحظ أن لقاءاتنا أصبحت متعبة فأمرتني أن أكف عن الوسوسة و أتكل على الله ” والله خير حافظا ” .
مرّ اليوم سريع جدا ً لم نلحق استدراك كل الأحداث والسوالف المهمة خاصة مع مقاطعات الصغار وبقاءهم بجوارنا و تحول الحديث فجأة لشفرة سرية لا يكاد السامع فهمها لتشتيت تركيزهم وفي كل مرة يصعب الحديث نقترح ضاحكتين أن نتعلم لغة صعبة لا يفهمها صغارنا ، كنت أفعل هذا مع شهد و هند و مع الاستمرار بدأن بفهم ما أقصد رغم جهل اللغة ..
نأتي للحديث عن الغرباء عصرية ذاك اليوم وصلتني رسالة من احداهن تسأل ان كان يمكنها أن ” تفضفض ” فتحت الرسالة على عجالة وكانت بوقت حرج جدا قبل منصة شهد بنصف ساعة حيث أكون مستنفرة غالبا ً أصرخ و ألقي الأوامر و اسرّح شعرها و اغير ثيابها فكان ردي أني لا اعلم لو باستطاعتي افادتك فتعذرت عن التطفل و دعوت لها بالتيسير ..وبعد الأمسية الممتعة مع صديقتي تذكرت الرسالة فسألت صديقتي ان كان أمرًا عاديا ً سؤال الفضفضة هذا !؟ بقدر ما أحكيه و نقول بودنا لو يسمعنا غريب ولو ولو أخاف من هذا الغريب واشعر حقاً أنه يجب أن يدفن بأسراري معه فوراً 😂  استغفر الله.


سألت صديقتي : ليه يعني؟!
– أبد وحدة تبي تفضفض و ما عطيتها مجال ، خفت ما أفيدها .
– يوه أسوم مالك داعي تلقينها مخنوقة بتقول كلمتين وترتاح
– شدراني يختي أحس غلط مهما ساورتنا الرغبات الملحة بنتحسف صح
– اي بس تلقينها واصلة معها مرة وما عندها أحد تقوله 😢💔
و تغير حديثنا وظل الموضوع بخاطري ، و قبل أن أنام أرسلت رسالة ” فضفضي أسمعك ” و تتالت ردورها الغضبى أنه بعد ماذا و أني قاسية القلب و ..و.. و أوضحت زعلها منيّ !!!
ومالذي فعلته أصلاً !! حاولت جهدي بارضاءها وجبر خاطرها دون فائدة فأرسلت لصديقتي ألومها على اقتراحها بقبول الفضفضة وتشنيف الآذان الصاغية ..
لا أجيد التعامل مع الغرباء مهما بدوت لطيفة و اتوجس منهم ماذا لو كان حرامي ؟!!
حتى لو تفصلنا المحيطات والبحار الحرامي حرامي .عن بعد و إلا عن قرب هذا لا يغير الحقيقة و شعور محور الكون المستهدفة هذا لا يغادرني ، ومع هذا قبل أيام رسالة واتس اب من رقم مجهول “لا نستطيع الوصول اليك العنوان غير صحيح ” لم أتحقق حتى من مرسلها وان كان فعلا من الشركة التي قد طلبت منها ..شاركت مباشرة موقعي و صورة باب بيتنا ، تضحك صديقتي وتقول وضعك يا أسوم ” ألو حرامي تعال اخطفني ” .
وإن لم يكن حرامي فأنا نوعا ً ما افسد العلاقات باندفاعي وتعلقي و بذل كل طاقتي ومحبتي ،  وحاليا ً لست احتمل صداقات جديدة و آمل أي يُبقي الله مالدي وألا يحرمني صحبتهم الطبية في هذه الدنيا و ما بعدها .

اشعر بالنعاس الآن ..يوما ً سعيدا لك و لغرباءنا الحرامية في كل مكان 💕

هامش : برنامج ذلكم الله فرصة جميلة لادراك بعض أسماء الله وصفاته و لتقوية صلتنا بالله

رابط التسجيل : https://il.ink/yusurplatform

يوميات – ١١ –

تنتهي اليوم اجازتنا الطويلة كما يشير التقويم المدرسي أربعة أيام طويلة نوعا ً ما دون انجاز يذكر سوى موعد طبيب الأسنان ولذا شكرا ياوطن على هذه الإجازة ، لكن تبقّى على قائمة المهام أو أحفظ سورة كاملة و وجهين من سورة أخرى و أن تتقن شهد حرف الميم  .
تتأفف في كل مرة أطلب منها تكرار الحرف و أحاول أن استجدي الذاكرة لأتذكرني فلا أتذكر شيء يستحق ، كنت فتاة مدللة واستمر أبي يوصلني لمدة شهر أو أقل تقريباً وكانت أمي توصلني معه لأني أضيع ولا أعرف فصلي  فتدخلني حتى مقعدي الخشبي ذاك ، وكنا في الفسحة ننتشر كفراشات متناثرة و عندما يرن جرس الانتهاء أتوه ثانية فلا أعرف أي فصل أنا !! وكثير مثلي إلى أن اهتدوا المعلمات للحل فوضعوا صور فواكة على الأبواب و قامو بتثبيت شرائط ملونة للطالبات وكنت أملك شريطة حمراء ففصلي أول (ج) هو فصل التفاحة وكذا رسمت أمي على جميع دفاتري تفاحة حمراء قمت بتلوينها ، بعد أن حلت المشكلة سجلني والدي بباص خاص رغم قرب بيتنا إلا أن يخاف علي من العودة مشيا ً على الأقدام كبقية فتيات الحارة  ، لا أتذكر الدروس و كيف قرأت أو متى كتبت لا أتذكر سوى معلمتي منيرة التي علمتنا الوضوء والصلاة كتب الله أجرها وجزاها عنا خير الجزاء . 
نعود لشهده انها أصغر مني آنذاك و هي الآن فعلياً أصغر ممن معها ببضعة أشهر فتململها طبيعي جداً. 
حضرت عدة دورات تتعلق بالقراءة والكتابة و كيف نحبب الأطفال فيهما دون أخطاء وكان الكلام حلو جدا فلماذا يبدو التطبيق مستحيلاً !!
أفكر بيني وبين نفسي لعلي أركز على القراءة والكتابة ستتبع لاحقاً ولا أعلم ما الأصح سأفتح مقاطع أكثر باليوتيوب و ادعو الله التيسير .
دعنا من كل هذا يبدو أن معرض الكتاب في الرياض سينطلق قريبا أو قد انطلق لا أعلم تحديدا ً لا رغبة لي بالقراءة ولم اتحمس إلا عندما علمت أن بثينة قد ترجمت الجزء الثالث من نساء صغيرات ” أولاد جو “، تويتر حالياً يزدحم بالاقتراحات والتوصيات ولا عناوين تلفت النظر بعد أو ربما الكسل هو ما يجعل الأشياء تتساوى .
خالص دعواتي  لك أن تحظى بأسبوع رائع و ممتع و خفيف ظل ❤

رسائل
Cc: myself

* هامش : الخوافة للآن تأجل اختبار السواقة و بقية أفراد العائلة متخوفة من نسيانها للاساسيات

خلف كيس الطحين

فتحت الثلاجة الموجودة في الطابق العلوي بحثا ً عن الشوكلاتة الذائبة التي وضعتها قبل ساعة ، لاشك كانت في مكان واضح ولم أتكلف عناء اخفاءها عن الأعين ، قلبت عيني في الثلاجة ثم علت وجهي بسمة الانتصار حين تحققت من أماكني السرية ووجدت الأشياء كما هي ، هل تعلم أن هناك متعة من نوع آخر تتعلق بإخفاء أطعمتك اللذيذة وكلما زاد خوفك على أشياءك أن تختفي بظروف غامضة زادت احتمالية عيشك ببيئة آمنة ومُحبّة 😂❤
في شقتي سابقا ً وتحديدا ً في بداية زواجي كنت أخبئ الكتكات بحكم العادة ولكنه يظل في مخبئه أسابيع طويلة و كلما فتحت الثلاجة و لمحته كرهت أكله لقد مكث طويلاً ولم يشعر به أحد وفي أحيان كثيرة كنت آخذ الأشياء التي أحبها _و مع هذا لا اشتهيها في شقتي _ لبيت أهلي و هناك فجأة تكتسي ألوانا ً براقة وتصبح مقاومتها مستحيلة .
جرت العادة أننا وأقصد بذلك اناث العائلة نملك حرية التصرف و التعدي على ممتلكات الآخرين شرط أن يكونوا ذكورا ً قادرين على القيادة لاحضار بديل للمفقود ، ولو حصل مرة أن سرق*  أخي كولا تخصني أو قطعة شوكلاتة فأنا أثور و أصرخ و أغضب بكل طريقة ممكنة بحجة أني أريده اللحظة ولن استطيع احضار البديل حالاً وكان هذا قبل أن يكون لدينا سائق ، لأن بعده كثرة السرقات بحجة وجوده !!
و في الفترة الحالية أنا أتعلم القيادة و انتهيت التدريب في المدرسة لم يبق إلا الأختبار العملي ليتقرر هل استحق الرخصة أم لا ؟!
وأفكر هل هذا يعني أن تُستباح ممتلكاتي الثمينة ..تلك القابعة خلف كيس الطحين أو تحت كومة الثلج أو في رف البيض ملفوفة بكيس دواء ؟!!


تتساءل بالطبع كيف هي القيادة ؟ مخيفة بكل صراحة مخيفة جدا ً رغم حماسي و ثرثرتي عن مشاويري الطويلة و بطولاتي التي سأقوم بها لو كنت أقود السيارة الآن وبعد تعلمي اياها تبدو مرعبة أكثر من ذي قبل .
في أحد أيام التدريب كنت أعاني من آلام في بطني و رغم هذا تناولت المسكنات وذهبت على مضض لئلا أضطر للتعويض بوقت قد لا يناسبني وطوال الطريق و أنا أتحلطم بيني وبين نفسي ..
” من قال نبي نسوق ونعتمد على أنفسنا ؟! من قال !
أنا وحدة أبي أتدلل مابي سواقة مابي سيارة
لابو هالسواقة واللي اخترعها و لابو هالسيارات واللي اخترعها ” و يومها أخطأت بكل الأشياء و ركبت الرصيف و اسقطت المثلثات و دخلت للمنحنى بنفس السرعة بلا تخفيف لدرجة أن المدربة أعادت علي ” خففي باللفة ترا بالاختبار هالحركة ترسّب ” .
ورغم المزاجية التي طغت بعض الأيام إلا أني أحببت ذاك الارتباط الذي كنت افتقده وشعور انجاز ولو طفيف و حديث مع غرباء و مدربة لطيفة كلها أشياء ممتعة انعشتني .
خرجت مع اخوتي كل على حدة وكانت تعليقاتهم واحدة
” أسماء مو لازم تمشين يمين .. ترا كذا بنحك سيارات الحارة كلها “
” أسماء خلي دعست البانزين خفيفة ولا تشيلين رجولك وترجعينها هالحركة للدبابات بس “
أما أخوي الأصغر خرجت معه مرة واحدة في أشد الأوقات حرارة ربما الساعة ١١ ضُحىً والشوارع فارغة إلا من سيارتنا والسراب وعندما قطع آدمي الشارع خاف أخي ومد يده يضرب (الهُرن/ بوري / يزمر) و فتح الشباك يشير بيده اركض بسرعة أختي تسوق 😑 “
حسناً هذا ما لدي لذا تصبح على خير .. مع تمنياتي لك بقيادة آمنة 🚗❤
أسماء

هامش :
* لا أدري لم عبرت عنها بالسرقة بيد أن التصرف حينما يصدر مني كان كحق من الحقوق 😶

يوميات -١٠-

الساعة الواحدة والربع بعد منتصف الليل أكتب من سريري الجديد والصغير نوعا ً ما تقول أمي وصديقتي أنه كاف ٍ وأخالفهما الرأي إذ ما أن اتقلب حتى أوشك على الوقوع ١٢٠ سم فقط !كيف اقتنعت ! لا تُقارن بتاتا ً بسريري السابق ذو عرض ال١٥٠ سم أو ربما أكثر كنت اتدحرج لأصل من حافة للأخرى وكنت أسمح بمشاركة الآنستين لي النوم فيه لكن الآن لا يمكن ..المهم دعني أحكي لك عن تصرم أيامنا هذه الفترة كيف يبدو ؟!
أخبرتك أني الحقت نفسي وصغيرتي بحلقات صيفية عن بُعد ونسأل الله البركة بالوقت والعمر وأن يتقبل منا ، في البداية كنت أصوم لذا صعب الوضع والمعلمة الجديدة تداهمك فما أن أدخل حتى تقرأ اسمي :
– أسماء ..يالله يا أم شهد تفضلي أقري
– احم أنتو وين ؟!
– تابعي من عند ..
وأكمل بصوت مبحوح من أثر النوم و حلق جاف ، ثم تلتها أيام غياب وتكاسل رغم أنها ثلاث أيام فقط ومع هذا أتكاسل بسبب قل النوم و السهر المرهق .
أما البنات فالأمر عائد لي و لمزاجي لأن وقتهم حرج جداً من ٢ إلى ٣ عصرا ً وأيضا ثلاثة أيام فقط ومع هذا أُغيّبهم بداعي قيلولة العصر أو عقوبة لا يدركون معناها و لا تهمهم .
غرفتنا لازالت تحت الترتيب والتخفف والحركة البطيئة لأني غالبا ً لا أعمل إلى بعد نوم الصغيرات وعليه فالوقت لا يسع على عكس النهار ماشاء الله آخذ بالتمدد و الاتساع ..
قبل أسبوع أو أكثر شغفت بالأعمال الفنية المصغرات كما يطلق عليها miniature  و شغفت بعالم الباربي والقطع الصغيرة و اعادة التدوير غالبا ً من الكراتين و الأشياء اليومية ، صنعت مدينة ألعاب صغيرة من الكراتين سأرفق صورها في الأسفل ، وقبل فترة أقدم حاولت صنع اكسسوارات للباربي ونجحت بصنع تاج من البلاستيكة المدورة التي تقفل علبة الماء وليس الغطاء نفسه عالم المصغرات في البنترست واليوتيوب بحر لا يمل منه ، ربما يبدو مضيعة للوقت لكنه هواية ممتعة على الأقل .


لدي خبر أخير مفرح : ستعود صديقتي باذن الله و يبدو أن معاهدات السلام تضمنت تحديد مواعيد لتبادل الزيارات فيما بيننا وهذا ما أسعدني كثيرا رغم أنها نقلت لي الخبر على خجل وقالت قد تقل لقاءاتنا واجتماعاتنا و طمأنتها أن لا بأس ألم نفترق قبلها ونقضي السنة والستة أشهر دون لقاء واحد ؟!  سنحاول جهدنا أن نبقى على صلة المهم أن نكون بنفس البقعة و أشعر أنه قرّت عيني وقلبي قبل أن نلتقي حتى ، ومنذُ هذه الأخبار وأنا أخطط ماذا سنفعل ان التقيتنا ؟!
إلى الآن لدي فكرتان المسبح لمقاومة هذا الصيف ثانيا ً الرسم لنبدع و يبدع صغارنا وجهزت كل ما نحتاجه مسبقاً بقي أن نتقابل ، وبالطبع هذه الفترة عندما أتذوق شيئا لذيذا أضعه على قائمة الأشياء التي سأدعوها لتناوله آخرها دجاج مشوي على الفحم من “مطعم بخاري” مغمور .
وكذلك كيكة الشوكولاته من لافيفيان ذات الصوص اللذيذ وقطع الفراولة والتوت الكثيرة ..
تمازحني أمي وتدعو أن تأتي صديقتي بسرعة بقولها : ” ان شاء الله يجون بسرعة أسوم جهزت المنيو لثلاث جيات قدام ” ..
هذا كل شيء حاليا ً ، مع تمنياتي لك بصيف منعش وبارد و لا تنس أن تتناول الايسكريم يومياً أو يوم وترك على الأقل لأني سمعت شائعة تقول أنه يرفع هرمون السعادة ..
تصبح على خير .. أسماء

ختام لائق من روضة الحاج :
‏وكنتُ أفكِّرُ
كيف تُراكَ تفكر فيَّ؟
وماذا تقولُ لنفسِك عني
وهل تكثرانِ النميمةَ حولي
وأيكما مَن يدافعُ عن ترّهاتي
ويحنو عليَّ؟
ومن أنا في ذاتِ ذاتِك
سيدةٌ لقنتكَ الحياةَ
ام امرأةٌ أنفقتْ كل شيءٍ
ولم تُبقِِ شيّا؟
وكنتُ أفكرُ
ماذا منحتَ
مقابل ما قد منحتُ كثيراً
وماذا تبقَّى لديَّ؟