هذي الخطوب ستنجلي .. يوميات -٥-

مستلقية على الأرض في الغرفة المجاورة لغرفة نومنا “بيتنا الصغير كما أطلق عليه ” في محاولة لتخفيف الآلام التي أشعر بها ولا أعلم مرجعها أهي العضلات أم الأعصاب؟ لازال جنبي الأيسر يؤلمني منذ البارحة ..أتأمل سقف خزانة الملابس ذات الأبواب الستة التي تضم ثيابنا ،هناك في الأعلى كومة من الأشياء العالقة ..سرير شهد في فترة النفاس ، كرسي استحمام هند الذي استغنيت عنه بعد ثلاث اسابيع من استخدامه لأني خفت أن تنزلق مني ، بعض هدايا ولادتي بشهد بطانية وكراسي أطفال ..حقائبي السفر الوردية وسرير اشتراه أخي لهند كهدية لولادتي و عدة أكياس من ملابس الشتاء الجيدة أحدق بصمت وأفكر بكتابة هذه التدوينة محاكية أسلوب أم ايلينا في رواية ( هكذا كانت الوحدة ) لا أعلم لماذا تستهويني هذه المواضيع الكئيبة فأول فترة الحظر بداية مارس تقريبا ً قمت بتحميل رواية ( المدينة الوحيدة ) شرعت بالقراءة ثم توقفت لم تجذبني بعد ، واليوم قرأت تغريدة تمتدح هذه الرواية فسارعت لتحميلها ، لماذا نمارس هذا الضغط على ذواتنا بتعزيز ما نخشاه؟ ألا يكفي كل هذا الانعزال عن الآخرين وهذا البعد الذي فرضته الظروف !
أشتاق لعماتي وبنات أعمامي كثيرا ً رغم أننا بالوضع الطبيعي قد نتباعد لشهر أو اثنين مع هذا فأنا مشتاقة ، اشتاق لحديقة الحي والمراجيح الكثيرة ..لتسابقي مع بناتي للجلوس عليها، حسنا ً سأتوقف عند هذا الحد قبل أن ينحرف مسار التدوينة للحديث عن الأشواق وما أفتقده 🤐💔

تعليق دراسة ثم دراسة عن بعد ثم حظر جزئي ثم كلي ثم يعود الجزئي فنفرح به كفرحنا بالحرية ، تقيدنا مخاوفنا فالأعداد تتزايد لا تقل ، و العلاج لم يكتشف بعد نتمسك بالأمل وحسن الظن بالله و نصبّر أنفسنا أن كل شيء سيمضي وستعود الحياة حلوة خضرة ،قبل أيام مرّت علي قصة أحمد بن حنبل فعلقت أبياته بلساني أكررها فكما يروى أنه كتب رجل من إخوان أبي عبد الله أحمد بن حنبل إليه أيام المحنة ” فتنة خلق القرآن ” :
هذي الخطوب ستنتهي يا أحمد فإذا جزعت من الخطوب فمن لها؟!
الصبر يقطع ما ترى فاصبر لها فعسى بها أن تنجلي ولعلها
فأجاب أحمد:
صبرتني ووعظتني فأنا لها فستنجلي؛ بل لا أقول: لعلها
ويحلها من كان يملك عقدها ثقة به إذ كان يملك حلها
لذا نحن على ثقة بفرج الله مهما طالت الأزمات ، لا أظن الصغيرتان تدركان الوضع تماما ً تسأل شهد أحيانا ً عن والدها فتتصل لتتكلم معه و تطلب منه المجيء في كل مرة ، أخرج تصريح زيارة أثناء الحظر الكلي و جلس برفقتهن بالسيارة لساعة أو حولها وعندما رفع الحظر أخذهن لزيارته بضعه ساعات ، اليوم وأثناء الاستحمام توقفت شهده عن اللعب ثم التفت إلي وقالت : ” ماما الله يعافيك اذا راح الكورونا ودينا للألعاب اللي فيها ثعلب معلق ” 😂😂 تقصد ألعاب وست افنيو طبعا ً ، ” إذا خلص كورونا بنروح كل مكان ان شاء الله “
الحظر والبُعد أجبرنا على التقنية فلتعليم طالباتي استخدمت برنامج الزووم كما طلبت منّا إدارة المدرسة ، أول حصتين صعبة ثم أصبحنا خبراء تبدأ حصصي في التاسعة والنصف صباحا ً يوميا ً عدا الخميس فهو يوم راحة 🤩 ، اشرح بصوتي وبكتاب الكتروني اشاركه معهن ، الصف الأول اشرح لطالباتي وأمهاتهم 😅 أما ثالث فالأغلبية اتقنوا الموضوع ، فخورة جدا ً بطالباتي وبنفسي أن ختمنا المناهج بحمد الله رغم كل شيء ..وجاء قرار الوزارة بالنجاح جميلاً جدا ً ، كتبت احدى الصحف عنوانا ً لافتاً مشابها ً لروايات أغاثا كريستي ( لأول مرة منذ 97 عاما.. لم يرسب أحد )
حاولت استغلال الوقت بمراجعة القرآن مع صديقتي عبر نفس البرنامج ، أول مكالمة قاربت الساعة تماماً ما بين تسميع وضحك واشتياق ثم اعتدنا فلم تتجاوز البقية العشرون دقيقة 🤭 لم نكمل المشوار لانشغالنا بالصغار وموعدنا ليلي متأخر يبدأ ١٠ ونصف ونتأخر حينا ً وننسى حينا ً وحلّ رمضان فصعبت المهمة ،الممتع اني حضرت مرة لمحاضرة قصيرة عبره مدتها نصف ساعة ومرة ديوانية للشعر عن بعد استمتعت بها ..ولازلت أبحث عن دورات لطيفة خفيفة عن بعد لحضورها للانتفاع .
أما خالاتي فاقترحت احداهن أن نجتمع على برنامج imo لكني لم أحبه كثيراً ، يظهر لك من تعرفين ومن لا تعرفين بمجرد تحميلي له تنهال مكالمات و رسائل من غرباء وعرب ..من أنتم 🤨 ؟
أول مكالمة كانت من سائق ما أوصلني مرة لحضور درس تطبيقي أظن عندما كنت حاملاً بشهد 😂😂 بالطبع لم أكن لأتذكر هذا الا لأني أسجل الأسماء كقصائد ( سواق سهيل مدرسة درس ..الخ ) لذا فأنا أثبته لنحادث خالاتي لنصف ساعة أو حولها ثم احذفه وهكذا في كل مرة تقترح إحدى خالاتي اجتماع عن بعد .
أما عماتي فيفضلن برنامج Dou و هو عندي أصلا ً فقط فعّلت الحساب و بدأنا بالمكالمات مرتين الأول قبل رمضان بأسبوعين والثانية أول رمضان اتصلت عمتي على عماتي وزوجات الأعمام للمباركة بالشهر وأنا همزة الوصل في كل الحالتين فأدخل معهن عرضا ً 😁
وبقية الأيام نمضيها برتم هادئ ولله الحمد بغض النظر عن معارك بناتي مع أبناء أخي اليومية أو صراخنا بشأن ما يرتدون ، نحاول أن نسرق من يوما ً لحظات للعبادة وليست تكفي والله 💔
جاهدت نفسي لكتابة هذه التدوينة منذ مدة أبدأ بالكتابة وعند بلوغ عشرة اسطر أشعر بعدم الجدوى فأتوقف لكن هذه المرة اكملتها لذا فالنصف الأول( ينتهي عند كلمة وما افتقده) من هذه التدوينة كتبته البارحة واليوم أكملته ولله الحمد .

كتب النصف الثاني من هذه التدوية في العاشر من رمضان لعام ١٤٤١ من الهجرة أثناء اسلتقائي على الكنبة الصفراء برفقة آخر حبة من سمبوسة البطاطس بالماش 😋


دعاء :
أسأل الله أن يعفو عنا ويعتق رقابنا ورقاب والدينا وذرياتنا من النار وأن يرفع هذا الوباء عن المسلمين والعالم أجمع ..آمين

هامش: الصورة رسمة توتة لعائلتنا الصغيرة رسمتني أنا بتاج أرنب وهي بجواري وعندما سألتها أين هند ؟ ( لحظة الحين ارسمها) ثم رسمتها كعصفور على ذراعي 😂😂

اعتذر عن أي أخطاء املائية فلا أود إعادة قراءتها لئلا اشعر بعدم الجدوى و” أكنسل ” فكرة التدوين بكبره 😁

يوم في البحر

اليوم السبت الموافق ١٢ من اكتوبر لعام ٢٠١٩ من الميلاد خرجنا في نزهة للبحر أو كما نقول ” كشتة ” ، قبل أن أكمل علّني أحكي قليلاً عن لطف هذا الويكند ..

الخميس كانت ليلته من الليالي الطويلة خاصة أن الآنسة هند بقيت مستيقظة لوقت متأخر وأظن العلّة في سهر صغيراتي وصعوبة نومهن هو الجوع إذ يعاندن ولا أعرف مالحل 🤷🏻‍♀️

وهو أيضاً ما أيقظها منذ الخامسة فجراً شعرت بحركتها وعندما فتحت عيناي إذا بها تطل عليّ فوق رأسي قائلة ً (دَي) أكانت تظن أني أمثل النوم معها ؟! لا أعلم ..حاولت اعادتها للنوم وغفوت معها فتأخرت في الاستيقاظ واضطررت للجري لتدارك مافات ولساني يلهج بالدعوات أن ألحق على التوقيع قبيل الخط الأحمر ..

أما جدول الخميس فهو منهك يتغير التوقيت الزمني عن بقية الأيام فنشعر بالضياع طيلة اليوم ، وقد تغير جدولنا للمرة الثالثة على التوالي منذ باشرنا الدراسة وهذه النسخة هي الأسوء على كل الأصعدة فلدي ٥ حصص لكن يهون الأمر أنها مع ثالث وهم أكبر وأسرع استيعابا ً من صف أول .

في المساء ذهبت مع صغيرتي لمطعم هرفي ليلعبون قليلا ً ثم مررنا على البقالة لنشتري ايسكريم وعدنا بعدها للبيت ، الجمعة لم يكن لدينا أي خطط فاتصلت على عمتي ودعوتها لبيتنا ثم زوجة عمي مع أطفالها وهكذا أتوا ضيوفنا واستمتعنا معهن بسهرة وأحاديث وضحكات رائعة وكذا صغيراتي مع بنات عمي ..

السبت وهو اليوم استيقظت متأخرة نظرا ً لسهر البارحة وعليه اقترحت أمي أن نكشت للبحر وأن تحظى صغيراتي بطلعة نهارية إذ لا أخرج معهن إلا ليلا ً بسبب الدوام .

بعد صلاة العصر طلبت مني أمي أن أقيس درجة الحرارة وأرى مدى ملائمته للخروج ، خرجت للحوش وكان الجو لطيفا ً مع قليل هواء بلا أي ذرة رطوبة وهذه علامة جيدة فمؤخرا ً عادت لنا الرطوبة مع سبق الإصرار والترصد والله نسأل أن تخف وأن يرفعها عنا ..

أخبرتهم بنظرتي وسارعت بإعداد سلة الشاي وبعض الحلوى والمسليات ثم تجهزنا وخرجنا من البيت و شعروا بالغدر والخيانة لأن نسمة الرطوبة بدأت تنتشر ” والله قبل شوي الجو حلو ترا ”

لو تفد كل محاولاتي فأخبروني أن أنظر عن يساري لأشاهد الغيمة الكبيرة الدليل القاطع على رطوبة الجو 🤭😂

وصلنا للبحر وقضينا وقتا ً ماتعا ً رغم رطوبة الأجواء ..

لاشيء يستحق الكتابة لكني أردت تذكر هذه الأيام الخفيفة وأن أحمد الله عليها ليديمها لنا اللهم آمين ..

على الصعيد المدرسي فإن يوم المعلم ٥ اكتوبر صادف السبت وتلاه الأحد احتفالاً من المدرسة لنا و هدايا من ورود وحلوى من صغيراتنا كانت لحظات بهيجة نشكر الله على هؤلاء الطيبين ، أما الأسبوع القادم فهو اختبارات و ملاحظات ومصححات فيارب عونك وتوفيقك 🙏🏼❤

مرفق صور للبحر وصوته و هدايا طالباتي ووردهن 💕

تصبحون على خير و أتمنى لكم أسبوعا ً سعيداً وحياة أسعد وأروع 💖

عودة المدارس

صباح الخير ، الحقيقة أني بت لا أعرف كيف أدخل وكيف أبدأ بكتابة التدوينة ، وكثيرا ً ما فكرت ثم أنثني لشعوري بعدم فائدتها !!

هكذا هي كثرة التفكير تفقد الأشياء أهميتها ، عدنا كنذ آخر أسبوع في ذي الحجة بدأنا بلا طالبات وكانت المدرسة خاوية وكريهه ، بعد أسبوع فقط امتلأت بالضحكات وصراخ الصغيرات وخطواتهن اللاتي تتسابق في الممرات وازداد العمل والمهام ووزعت الجداول ، للمرة الأولى منذ التحاقي بالتدريس أكون معلمة دين و تحديدا ً توحيد وفقه ، اضطررت في أحد المرات للتغطية مكان زميلتي مدة شهرين تقريبا ً في مادة الفقه وكان الوضع صعبا ً جدا ً ..

إذاً كيف حالي الآن ؟!

لا أعلم للتو لم نكمل شهرا ً من العطاء ! لكن يبدو مقرر أول ابتدائي خفيف مبدئيا ً أما صف ثالث فالدفعة مزعجة ومتذمرة أسأل الله أن يصلح أحوالنا جميعا ً .

لازالت ساعة النشاط موجودة رغم كل القرارات والدعوات بأن تزال _ ساعة يومياً للأنشطة فرضتها وزارة التعليم _ ساعة منهكة وتبدو أحيانا ً أزلية لا تنتهي فهي لا تدخل في نصاب الحصص ولا تعتبر من التكاليف وكأنها فرض الزامي غير قابل للنقاش ..فمثلاً كنت أحاول بالمشرفة تعديل جدول الحصص حيث لدي في يوم ثلاثة و يوم خمسة فأصرت أنها أربعة وليست خمسة وعندما أشرت لساعة النشاط قالت بالحرف الواحد ” من متى نعد النشاط حصة ؟” وعليه فلدي أربع حصص والخامسة النشاط _ من أصل ثمانية _

غير مهم فالله هم المعين على كل حال ، هذا على الصعيد المهني أما شخصيا ً فقد اكتشفت أني اضحيت شخصية حساسة من نوع آخر ، كنت قبل أيام أتابع مسلسل صيني في جوالي وتأثرت لقصة الحب و كيف كافح البطل ليتزوج حبيبته وكل المشاعر الرومانسية وجدتني وعيناي مغرورقتان بالدموع ألهج بالدعاء لابنتي أن يرزقهن الله أزواجا ً صالحين يحبونهم بشدة ويبادلنهن ذلك وأن تكون حياتهن وردية وسعيدة تعوض ما قد يحسونه من فرق أو اختلاف في طفولتهن ..أن يارب آمين .

صرت هكذا لو سمعت قصة حب أو زواج سعيد أفكر بصغيرتي وآمل أن ينالوا من الحب والسعادة أضعاف مضاعفة و أخاف حين أفكر ماذا لو تعرضت احداهن لما تعرضت له ..ثم استغفر الله وأحسن الظن به سبحانه أنه سيجبر قلوبهن ويسعدهن واثقة يارب برحمتك و لُطفك ..

المعضلة الثانية يا أعزاء كيف أختم التدوينة ؟! لا أعلم وأشك اني كنت مدمنة تدوين يوم ما 😅

* الصورة المرفقة من شخابيط شهد وهند بالألوان المائية ، حفظنا الله وأياكم وأحبابنا ❤

ما مضى من الإجازة ..

الأربعاء الموافق ١٤ من ذو القعدة لعام ١٤٤٠ من الهجرة ، الساعة الآن وياللمصادفة ١١:١٤ م ..أجلس في غرفتي بقرب صغيراتي في محاولات للنوم ، لم سأكتب اليوم لأني شعرت بمرور العطلة دون تدوين واصطياد لجميل اللحظات لذا سأحاول توثيق ما أتذكره من أحداث جميلة وسأرفق من الصور ما يتيسر ..بداية عيد الفطر كان في بيتنا بالنسبة للنساء أم الرجال ففي بيت عمي ، نبدأ بالتجمع قرابة الساعة ٩ والنصف صباحاً ونكتمل قبيل الحادية عشر فنتناول العيد وهو طبق من الرز تحضره كل واحدة من زوجات الأعمام والنساء الكبيرات ، لم نبدأ نحن الجيل اللاحق بهذا بعد ..نضع الأطباق على الطاولة تقريبا ً ٥ أو ٦ من أطباق الأرز المختلفة تبعا ً لنفس طباخته .. يكون هو فطورنا فطور العيد المتأخر وهي عادة نجدية توارثناها من الأجداد والأصل في ذلك أن الرجال يجتمعون في الشارع ويفرشون السجاد والسفرة الطويلة ويحضر كل رجل طبق أرز بالدجاج أو اللحم و يتعايدون ويتذوق كل منهم طبق الآخر وسط تبادل التبريكات وتهاني العيد ..طبعا ً بعد صلاة العيد مباشرة وقبل أن تحمى الشمس ، كان أبي وأخوتي يلتزمون بهذه العادة بيد أنهم انقطعوا عنها في السنوات الأخيرة بحجة أجواءنا شديدة الحرارة والرطوبة ..عيدنا صباحي من ال٩ والنصف وحتى ال١٢ ظهرا ً يأتي أعمامي وأولادهم لبيتنا فيسلموا على العمات ثم يخرج الأولاد وندخل نحن للسلام على أعمامي ومؤخرا ً نؤجل سلامنا لأن الجميع يشعر بالنعاس ولا نصدق العودة لأسرتنا للنوم ، ارتدت شهد تايور وردي من قطعتين بخامة مخرمة مثل الدانتيل ، وهند فستان بصدرية بيج و تنورة من التور البيج ذو البطانة التركواز وأنا ارتديت فستان أحمر نفسه الذي ارتديته لحفلة عقد قران بنت عمي

تلا يوم العيد أيام من الفراغ و متابعة الصيام ، ثم سافرت أمي لأخوالي مدة اسبوع تقريبا ً دون أن نذهب معها إذ لا تملك صغيرتي جواز سفر ولا أعلم للحظة إن كان والدها سيتكرم علينا به أم لا ، وإن أخرجه فليزمنا تصريح للسفر وقد طلبته منه منذ انفصالنا ورفض ذلك ، وعليه فلم نخرج من المملكة وحتى للبحرين التي لا تبعد سوى نصف ساعة ، و يغيظني تذكر ذلك والتفكير به ، وبعد عودة أمي سافرنا إلى المدينة لترتروي قلوبنا وهذه زيارتي الثالثة لها ، كانت الأولى وأنا في المرحلة الثانوية و الثانية كنت في الجامعة وهاهي الثالثة قد حلت أخيرا ً ، مكثنا ليلتين فقط لكنها كانت من أجمل الأيام ، سعادة غامرة و فندق قريب من مسجد الرسول وتحديدا بوابة النساء رقم ٢٥ ، فندق توليب إن الذهبي ، رغم ضيق الغرف لكن لا يهم كنت أخرج للصلاة بالتناوب مع أختي لأن الآنسة هند ترفض أن أربطها بالخيط مثل القطة وتبدأ بالبكاء والصراخ فبقاءها بالفندق أريح على كل الأصعدة ، شهد على العكس ما أن أتركها واخرج ولو قليلا ً تبدأ بالبكاء فكنت آخذها وعندما يكبر الإمام أعطيها جوالي لتنشغل به ، وأكثر ما أعجبني حيوية المكان فبعد صلاة الفجر أمر على البوفية واشتري ساندويشات بيض و فلافل وأعود لأجدهم نائمون قد سبقوني بالعودة فأتناول افطاري واغلي لي قليلا من الحليب بالشاي وأعود للنوم ، ومتى ما استيقظوا تناولوا ما احضرته لهم ، بعد صلاة الظهر والعصر كنت أتجول مع شهد في محلات الخردة الرخيصة واشتري قلائد و أساور لفتيات العائلة الصغيرات ، ونحن نقطع الشارع امسك يد توتة بقوة ..” شهودة اركضي ماما اركضي ” ونركض للضفة الأخرى من الشارع ..أيام خفيفة وجميلة رغم قصرها ثم ذهبنا بالقطار

” الجديد ” إلى مكة ولم نبت سوى ليلة فقط أخذت عمرتي بعد الساعة ١١ وعشر تقريبا ً حيث تولى الجميع الهاء بناتي وتسللت خارج غرفتنا في فندق “صفوة رويال أوركيد” راكضة لأكتشف وأنا في المصعد اني قد ارتديت الخمار وهو مقلوب ولم استطع قلبه لانتشار الكاميرات في أنحاء وزوايا الفندق ، كانت العمرة الأولى لي وحدي فقط بلا أمي أو أخي أو كائن من كان ..امشي واشكر الله أن بلغني بيته بعد سنوات الانقطاع والحرمان ، لم أذرف الدموع لكن عيناني كانت مغرورقتنا معظم الوقت ، عدت للفندق قرآبة الواحدة بعد أن مررت بالمطاعم الموجودة في الطوابق السفلية للفندق ، واكتشفت في هذه السفرة تأثير زيادة الوزن على تصرفاتي وكثرة مروري بالمطاعم _ ماشاء الله تبارك الله _ 😂😂🤭 والحمد لله على نعمه ، كنت مرهقة وتفآجات بصغيرتي مستيقظتان تشعران بالأرق وتغير المكان ..فمكثنا سويعات ثم اغلقنا كافة الإضاءة فداهمهن النوم ولله الحمد ..

صليت الفجر في الحرم مع والدتي أما الظهر فخرج الجميع متخلين عني وعن البنات فما كان مني إلا أن غيرت ملابسهن ونزلنا للمصلى في بهو الفندق ،بعد صلاة الظهر كان ينبغي علينا تسليم الغرفة والخروج و هذه كانت الخطة أن نذهب للطائف لنستمتع بأجوائها لمدة يومين أو ثلاثة قبيل عودتنا للشرقية وهذا ما حصل ، اخترنا أحد المنتجعات في مدينة الشفا لطيفة الأجواء كثيرة الغيم ، ثم عدنا والله نحمد على وصولنا بالسلامة لبيتنا و للسعة بعد الضيق ، أما حالياً فنحن ننتظر زفاف بنت عمي يسّر الله أمرها وأتم عليهم وعلينا الأفراح و جمع بينهما بخير ، ولا أدري هل فرحتي لأجل زفافها أم لأجل قدوم أخوالي لحضوره !!

هذه نبذة عن أيام الإجازة التي تصرمت ونسأل الله مزيدا ً من البركة والسعادة فيما تبقى منها ..في أمان الله

p.s. اعتذر عن فوضى الصور لازلت غير معتادة على التدوين من الجوال

من المدرسة

اكتب الآن من المدرسة تحديدا غرفة المعلمات محاولة لكسر الروتين وكتابة تدوينة صباحية على غير العادة ..

أمس الأحد كان يوما صعبا ً لأني لم أحظى سوى بساعتين إلا قليلا من النوم ، والسبب بكاءهن واستيقاظهن الفجائي ، ولا ألومهن لأن الجمعة كانت حفلة ملكة إحدى قريباتي وأخذتهم معي و تأخر وقت النوم كثيرا ً فتعكر مزاج السبت واستيقظوا مبكرا على غير العادة و ناموا متأخرا ً 🤷🏻‍♀️

ولست أدري لِم أكتب هذا إذ مر ذاك اليوم بحمدالله ..

هذه الأيام تبدو طويلة المعلمات والطالبات والجميع يتذمر نريد انتهاء الترم على خير ..تعبنا واجازة الأسبوع لم تكن كافية 😌 الحمد لله على كل حال ..

لم أعد أعرف الكتابة مثلما اعتدت هل لأني كبرت ؟! فبت استسخف ما اكتب وامسح واكتب مرارا إلى أن استقر على المسح وتجاهل رغبة الكتابة أو لأني امتلك حساب تويتر اكتب فيه باستمرار ! لست أدري ..

” قلت يوما.. إن في عينيك شيئا لا يخون

يومها صدقت نفسي..

لم أكن اعرف شيئا

في سراديب العيون

كان في عينيك شيء لا يخون

لست ادري.. كيف خان؟ ”

فاروق جويدة

المدرسة تحفل بالكثير من القصص والنقاشات والرسائل ولكن أين تختفي القصص حينما نريد كتابتها ؟!🙃

انجازاتي الصغيرة

على مدار اليوم منذ أن نستيقظ إلى أن نخلد إلى النوم و نحن نحقق انجازات صغيرة وبسيطة ، لو تفكرنا بها في آخر اليوم لغمرتنا السعادة ..

وبحسب الظروف والهمّة تكون الانجازات ، فمثلا ً قراءة أي كتاب ولو بضع صفحات يعدّ انجازاً ، أو ترتيب رف الملابس الذي أأجله منذ أزل يعتبر انجاز ..خروجي للعمل مبكرا وتوقيعي قُبيل الخط الأحمر يعد انجاز وهكذا دواليك ..

اليوم احتفل مع نفسي بانجازي المعطّر برائحة الشامبو والصابون ، في الغالب استعين بأمي أو أختي أثناء تحميم الصغيرتين ، خاصة لأن الموضوع يتخلله بكاء ودفع بالأيادي وثانيا لأني اخشى دخول الماء لآذانهن ( أعلم انني أبدو أحياناً كالأم الموسوسة في دعاية ديتول ..لكن ليس باليد حيلة ) ..اليوم خرجت أمي وأختي للتنزه وآثرت ملازمة المنزل خوفاً على صغيراتي من البرد ، ولاحتمالية زيارة عمتي الليلية فقد قررت تحميمهما ، جهزت الملابس ومجفف الشعر والمناشف ثم بدأنا بالمعركة ، وأنا أخاطب نفسي أن لاباس سأحاول اجتناب الصراخ سأتمالك أعصابي ..انتهيت من توتة بسلام ، وتبعتها أختها رغم بكاءها الا أنني لم اخشى الا من انزلاقها من يدي فهي لم تبلغ السنة بعد ..بعد ساعة كانتا نظيفتين مرتدين بجامات شتوية نظيفة و أمي لم ترجع بعد ..

فكرت بعقلي لم لا اسبح أنا الأخرى ؟؟

لكن الفتاتين معاً لوحدهما ، كيف سأتركهم ؟!

لا لا سأنتظر ..توقفت لبرهة حسنا ً تخيلي أنك تسكنين مع الفتاتين لوحدكم ولا يوجد هناك يد عون ..هل ستستغنين عن النظافة ؟!

لا طبعا ً ،فاعتمدت على الله ووضعت هند في سرير أختها ذو الأسوار العالية وأعطيت شهد جوالي لتعبث فيه وتنشغل عن إيذاء أختها ..وبفضل من الله انتهيت بسرعة وعدت لهن ، كان الشعور جميل جدا ..شعرت أنه انجاز هائل والحمدلله أولا وآخرا

وفي الحقيقة شعرت أنه حدث يستحق الالتفات و التدوين للتذكر ❤

أيام عادية

صباح الخير ..يبدو ان وقت التدوين سيكون بعد منتصف الليل بعد الحصول قليل من السكون ، الجميع يأوي لغرفته طلبا ً للراحة ، اكتب من كنبتي المفردة في غرفتي او منزلي الصغير كما اطلق عليها ..

البارحة ارتديت قميص وردي اللون وكنت معظم الوقت أحمل لابتوبي الصغير ذو اللون الوردي ، انتبهت بعض الطالبات فعلّقن ..

” أبلة كيوت أنت ولابتوبك طقم ! ”

” كيوت ابلة كل شيء وردي اليوم ”

الحقيقة أني أحب اللون الوردي كثيرا بكل درجاته ، الباهتة خاصة والفوشية الداكنة ، كانت غرفتي سابقا ذات ثلاث جدران وردية ، ثم لظروف عودتي للبيت مع طفلتين تبادلت غرفتي مع أختي و توسعت بالغرفة التي بجوارها ، لذا أصبحت أملك بيتا ً بداخل بيت ٍ 💓

الآن بات لا يهمني لون الجدارن المهم مساحة تسعني و صغيراتي ، بيت يأوينا وجدران و سقف والكثير من الحب ..قبيل أيام كنت أتفكر بنعم الله علينا وكم تبدو الحياة ضئيلة مقابلها ..بيت وسرير دافئ وأهل طيبون والحمدلله كثيرا ، احمده سبحانه واشكره ألف مرة على هذه النعم واساله سبحانه ان يديمها علينا وأن لا يحرمنا اياها ( رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي )

أيام الدوام اصبحت اقصر بحصتين وذلك لأن المناهج قد ختمت ، بقي حفلنا الختامي نسأل الله التوفيق والتيسير ..

تصبحون على خير ..