أحاول جاهدة ألا أحمل بقلبي حقداً تجاه أحد ، لعلمي بخطورة ذلك علي أولا ً على عقلي وجسدي و كيف يورث البغضاء والعداوة وسلسلة من الأفعال اللاعقلانية وأحاول تطبيق ماقاله المقنع الكندي عن أبناء عمومته :
ولا أحمل الحقد القديم عليهم
وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
برغم هذا ومحاولة التناسي تبقى أشياء لا تغتفر تطوف بالذاكرة حين مرور صور مشابهه ..
اليوم وأنا عائدة للبيت كنت اتحمل تعليقة مفاتيحي وكم أحبها قطعة من الخشب نُحت عليها ” أم شهد” اشتريتها من أحد المهرجانات الشعبية وبينما كنت أتأملتها بحب مرت بي ذكرى مؤلمة ..تذكرت مفاتيح شقتنا تعليقة البطريق الخشبي التي طلبت شراءها أثناء سفرنا وكانت من الأشياء القلائل التي تجرأت بطلبها ، قمت بحفر تاريخ زفافنا عليه واضفت مفاتيحي .. تذكرت آخر يوم كيف دفع بي بقوة وسحب المفاتيح من يدي طلبت ان يعيد المفتاح اذ به مفاتيح بيت أهلي فأخرج مفتاح الشقة ورمى ببقية المفاتيح مع تعليقة البطريق باتجاهي فحملتها وغادرت .. بقيت معي وقتاً قصيرا ً لحين عودتي للملمة شتاتي كمرة أخيرة ..أخرجت المفاتيح منها ورميتها مع أغراضه وخرجت غير آسفة على ذلك المكان او شخوصه ، الآن وبعد مرور وقت كافي لا استطيع ان اغفر له عملته تلك والطريقة التي دفعني او اخذ المفاتيح بقوة من يدي ثم رماها ، ليس هناك ما يبرر ردة فعله تلك لذا لن اغفرها له ..
موقف آخر في بداية اليوم كنت مع الزميلات نتبادل الأحاديث فمرت صديقة قديمة للسلام ومعها أخرى ، تلك الأخرى قامت بالوشاية علي ولم يكن بيننا شيء يستحق اذا اقوم بتدريس ابنتها وحصل موقف بسيط لا يضر احد يتعلق بكتاب ابنتها فأقامت الدنيا علي ّ ، لم نتصادف بعدها سوى بالممرات واعرضنا عن تبادل السلام ، كنت اعدها زميلة بعيدة لكن بعد تصرفها فلا شيء يلزمني باللباقة معها ، كانت تطل برأسها والكل يدعوها للدخول واشعر بها متحرجة من مقابلتي ..دخلت بعد اصرار الكل ، تصرفت كأن لم أرها وهي كذلك ..تعلم يقيناً ما فعلت وسيبقى دائما ً بيننا شيء لا يمحى .
أسأل الله أن يهبنا قلبا ً سليما ً ولسانا ً صادقا ً ..آمين
انتهى