يكفيك أنك لم تزل حياً *

تناولت قبل قليل شوربة ساخنة وحارة أيضا ً رغم أن أمي تصفها بقولها ( شوي حويرّه ) فأعلم أن الانتهاء من تناولها يعني عيون دامعة وأنف أحمر وعرق متصبب .
أقلب الشوربة وأفكر في الليلة الماضية كنت قد ذهبت للسوق و عند بحثي عن مقاس ما اقترحت البائعة أن آخذ المقاس حتى لو كان كبيرا ً ( عشان لو انتفخت شوي بيضبط أو مثلاً أكلت عشا وكذا بيمسك ) ارعبتني إلا قليلاً ضحكت في البداية ثم قلت ( بسم الله عليّ من غير شر ، استغفر الله ) و ظللت استغفر واسمي من هول الفكرة .
رجعنا للبيت و عندما حان وقت النوم كان بحث تلك الليلة عن الرشاقة والتمارين و كيف يعود البطن لوضعه الطبيعي كما يقولون ( العيار اللي ما يصيب يدوش ) ربما لم تقصد شيئاً وكان عياراً طائشا ً لكنه أدوش و كاد يصيب ، ظهرت لي الكثير من المقاطع الرياضية ثم فجأة وصفات الرجيم الساحر والشوربة الحارقة و كيف أنها تنزل الوزن في أسرع وقت للحاجات الطارئة  فكرت بخاطري ( لو لقينا عروس لمحمد يبغالي أسويه قبل لا ادور فستان ) .

أمضيت وقتاً طويلاً بمشاهدة تلك المقاطع لسيدات يحلفن ويقسمن أنها طريقة ناجحة ..أطفأت جوالي وقلت لنفسي ( قولي حمد الله يالله الصحة والعافية والهداية ) ثم تذكرت قول ايليا ” يكفيك أنك لم تزل …حياً ولست من الأحبة معدما “
الحياة بحد ذاتها نعمة فمابالك بأحبة يحيطون بك ؟!
متعنا الله بالصحة والعافية وأحبابنا و أدامهم حولنا نأنس بهم طول العمر ❤

أهم حدث في عالم التدوين عودة أسماء العزيزة بتدويناتها المليئة بالأحاديث والأفكار ، أحبها و أحب ما تكتب و من هذا المنبر أبارك لك تخرجك يا أسماء جعلك الله نافعة أينما كنت https://lavender2001.wordpress.com

هنا تدوينة العودة :

اختم التدوينة بمقطع ثمين لنيل الثواب الجزيل خاصة لمن يتوانى أو يستثقل حفظ القرآن أرشدنا الحبيب لطريق آخر للحسنات ..

هواجس ليلية / ٤

عن الرسائل الحلوة التي تجبر الخاطر ، فجأة من أناس نُحبهم باعدت بيننا المسافات والظروف ، لا أملك هذه اللطافة التي تجعلني أبادر واغدق بالحب والمشاعر والاشتياق فأنا أفكر أكثر من اللازم ” لاتنشبين يا أسماء ” ، ” راح يقولون ايش الطاري ” ، ” لا تصيرين لزقة ” وغيرها من الأعذار الواهية التي تدفعني للكتابة والمحو آلاف المرات بعذر ( ماله داعي ) واشتاق للأصوات وافتح جهات الاتصال فأظل أتأمل فتخونني الشجاعة عن الاتصال لأكتفي بعدها برسالة ” ولهانة عليك ” و قد يغلبني الحياء في غير موضعه فألزم الصمت بلا ردة فعل أو رسالة أو أي شيء سوى انشغال القلب ، فإن وصلتني رسالة أرد ( حتى أنا والله ) وبخاطري أعاتبني ” تو الناس يا أسوم “..
أؤمن بتلاقي الأرواح وإئتلافها أو تنافرها فطالما أنا أحبك أعلم أنك تحبني في المقابل و إن كرهتك فهناك كره مقابل حتى لو لم نتحدث أبداً أو حتى نلتقي .
يارب جمع الجنة و نعيمها مع كل هؤلاء الذين أحبهم ، الطيبون الذين عرفتهم منذ أدركت الحياة ..آمين ❤

ما جدوى الذكريات ؟

مالجدوى من الاحتفاظ بالذكريات ؟ وأقصد بذا حفظها ماديا ً صور و مقتنيات من أماكن معينة ، منديل لمطعم نذهب إليه للمرة الأولى معا ً ، وردة مجففة من مسكة عروس كنت لا أتفق معها ، منديل معطر من مطعم آخر ، قرطاسة حلوى أعجبتني .. والقائمة تطول .
أنا شخص يحب الذكريات و يحب الكتابة ولذا فطريقتي المثلى هي أن أكتب ما حدث وكيف و أين ومتى ومع من وماذا أرتدي وكيف أجلس أثناء التدوين وتفاصيل سخيفة لا تهم فعلا ً !

حسناً لم كل هذا ؟! لقد وصلت غرفتي الجديدة في أواخر رمضان ولم أحظى بوقت كاف ٍ لترتيبها والحق أني لا أريد الاستعجال وأريد التخلص من كل ما لا أحتاجه ، بالضبط مرحلة التخفف والبدء من جديد و من أهم قطع الأثاث التي وصلت مكتبة متواضة صغيرة بأبواب عليها أقفال حيث أن أقفال ايكيا البلاستيكية لم تعد تكفي الحاجة المهم أن أنقاض مكتبتي الأولى وخليط تلك الأشياء كان تراكمات سنين فقررت أن لا أعيدها دون جولة تفقدية وجردية لما تحويه خاصة المذكرات واليوميات و الملفات الشفافة بقصاصاتها و أغراضها ..
أكتب يومياتي منذ الطفولة ربما كنت أبلغ الثانية عشر وكنت أحرص ألا أكتب إلا الأيام السعيدة لئلا أحزن كلما قرأتها مستقبلاً وكم كان قرارا ً حكيما ً لم التزم به ، فبعد اتمام المتوسطة تغيرت الكتابات والفضفضة لم تعد أمي تملك الوقت لسماعي و أختي تتذمر و وقت الفسحة لا يكفي للثرثرة مع صديقاتي فكنت أحكي للدفاتر تماما ً كما نرى بالتلفاز أبدأ هكذا ( مذكراتي العزيزة اليوم …) لا يسمح لأحد بالاطلاع على ما أكتب وكثيرا ً ما كنت أكتب السباب والشتائم في مقدمة الدفاتر تحذيراً ووعيدا ً لمن يتجرأ على التطفل ) وفي أحد الدفاتر كتبت ( اللي يقراه بدون استأذان هو حمار ) فحصلت على ضربة مفاجئة من أخي الأكبر أتخيل أنا مادار بيننا شيء يشبه التالي :
– ليه تقولين علي حمار
– ما قلت أنت حمار قلت اللي يقراه
– ايه وأنا قريته
– محد قالك تقراه ياملقوف ولعلي  بعدها حصلت على ضربة أخرى ..
بعدها غيرت الديباجة وبدأت اضع الاستثناءات ،( اللي يقراها بدون استئذان هو حمار ماعدا أمي وأبوي وفلان وفلان ) وأخص بالذكر أخويّ الأكبر سنا ..
المهم مضت السنون وأسماء تكتب وتحب أن تكتب أشياءا ً ذات معنى أو بدون فائدة كنت ولازلت أظنها أكثر ما أجيده فلست طاهية ماهرة و خبيرة مكياج ولا رسم ولا خياطة ولا أي مهارة أخرى اذا الكتابة هي ما يناسبني .. وعليه عاهدت نفسي أن أكتب دائما ً ..أتوقف لأيام ..أشهر ثم أعود ..بعد زواجي شاركته ما أحب وقرأت عليه بضعة صفحات من مذكراتي وقتها كنت عروس جديدة لم يمض على زفافنا سوى شهرين أو ثلاث وكانت الصفحات مختلفة بعضها في قمة سعادتي وبعضها في قمة قلقي وحيرتي .. تفاجأت من ردة فعله لم يبدي أي حماسة أو تشجيع أو أي ردة فعل تجبر الخاطر بل على العكس أرادني ان اتعهد له ألا أكتب مجدداً !!
لم أذكره بسوء لكني كنت حزينة في أحد الصفحات وقال أنه ينبغي ألا أكتب أشياء كهذه لئلا يقرأها أحد ويظن سوءا ؟! يخاف على نفسه من التهمة هذا ما أهمه ولم يكتف بهذا بل أذكر أنه طلبني بكل تودد أن امزق ما كتبت وألا أكتب مرة أخرى !
كنت مصدومة ومدهوشة وبدء بلعبة المشاعر ولوكنت تحبيني لما فكرت ولو كنت كذا لأطعتني ..
لم أحلف له وأخبرته اني لا أقدر لكن سأحاول ، قطعت الأوراق أمامه ورميتها و أخذ الدفتر من يدي ورماه في أحد الأدراج وعلق ( كذا أحسن ) ، جاهدت نفسي شهرا ً كاملاً ثم عدت لأكتب لأتنفس وأحاول الصمود وكنت أخبئه عنه في دولاب الملابس تحت كومة الملابس الداخلية أو في فوضى أوراق المدرسة لئلا يلمحه فيعيد اللوم والخصام ، الآن تمر علي صفحات وقصاصات من تلك الفترة و تتضح لي المشاعر والتحمل في تلك الفترة وكم كانت عصيبة وأسأل نفسي ” كل هذا يا أسماء ولم تضعي احتمالية الانفصال ولو ١% !! ” كانت معظمها تنتهي برجاءات لله بالعون و الانقاذ و أتفكر الآن لعله استجاب سبحانه ورحم حالي عن مرارة تلك الأيام ..
ولم هذه التدوينة ؟ لأني قبل قليل أتصفح احدى مذكرات الثانوية وسقطت منها أوراق مطوية وعندما فتحتها كانت كرسالة طويلة كنت سأعطيها له لا أعلم متى ، كتبت في أحدها متسائلة ( لما سألتك أنت بالبيت قلت “مالك دخل” واستغربت ليش ترد علي كذا وعقبها رديت وقلت الله يعيني رجعت سألتك ” أنت مغصوب ؟ “رددت أيضا ً ” مالك دخل ” )
هذه الأوراق قلبت الكثير من الذكرى والمشاعر والتحمل كانت الاشارات كلها واضحة بعد عقد القرآن وقبل الزواج فلم كنت أتجاهلها ، أهو غباء أم استغباء والله لا أعلم .
قبل ليالي وجدت جوالي القديم فقمت بشحنه لأتصفح صور طفولة ابن أخي ، أيضا ً وجدت به كما هائل من الذكريات والشكوى والتصبر.. ليلتها لم استطع النوم شكوت من آلام غريبة في صدري و في الصباح أخبرت أمي بأرقي وآلام صدري فأرجعت السبب أن يكون نفسيا ً من القهر على حد قولها من الذكريات المؤلمة ..

سأحاول أن أتشجع وأرمي واتخلص مما أظنه ذكريات ولن أحتفظ إلا بالقليل باذن الله ..

طابت أيامكم وفي أمان الله 💕

هواجس ليلية /٢

الساعة الواحدة بعد منتصف الليل على سريري أحدق باللوحة الموضوعة أمامي و أتذكر التكلمة ” ومن تناسى فإنا قد نسيناه ” هل نملك ذاكرتنا ؟ نقرر الاحتفاظ بذكرى و نقرر محو الأخرى ! أهو أمر بهذه البساطة ؟!
قبل أيام كنت في الغرفة الخضراء أحضر الحلقة على الزوم وقد أقفلتها علي هرباً من الإزعاج، لم تنتظر شهده خروجي إليهم فبدأت ترسل مكاتيب الغرام من تحت الباب واستلمها دون أن افتحه ثم مدت أصابعها ونادت ” ماما امسكي أصابعي ” استلقيت على الأرض أمسك أصابعها ونضحك و عادت ذاكرتي للطفولة أول بيت أذكره ، كان مستأجرا ً و فيه باب في الصالة بيننا وبين جيراننا و أتذكر أني وابن الجيران نستلقي أمام الباب نتحدث و نضحك ونمسك أصابع بعضنا البعض هذه اللمحة هي فقط ما أتذكره وعندما سألت أمي أكدتها لي وقالت أننا كنا نقضي الكثير من الوقت خلف الأبواب نتحدث ونلعب خلف الباب المقفل أحضر العابي ويحضر ألعابه ونلعب ” عن بعد” لحين مللنا وانشغالنا بشيء آخر .
تشغلني أشياء كثيرة كتبت قرابة الصفحة ثم مسحتها ..لازلت أكتب وامسح والتساؤل المُلحّ : أحد حالف عليك تكتبين  يا أسماء ؟!
تصبح على خير يا حلو

لقطة استلام بريد المحبة
عائلتنا الحلوة طبعاً نلاحظ شعري طويل واصل للأرض

هامش :
شفتو برنامج ” كلوب هاوس ” الموضة الجديدة المهم تويتر مستلمينه انتقاد لين أمس شفت مقطع ضحكني الله يسعدهم المصريين مسوين روم بس تقول آآه ويردون عليك الله بكل بساطة وتفاهة و تعال شوف التفاعل 😂😂
عموما الله يكفينا شر هالبرامج لأن فلسفته الظاهر على وزن ” هل نحن وحدنا ؟” الذي ناقشه شباب في حوض الوانيت أيضا مقطع حليو لمن يهمه الأمر مراجعة اليوتيوب
طبعا ً كالعادة يتحول الهامش لتدوينة منفصلة ..

همسة لك أيضا ً ❤

نسيت الإجابة على السؤال الأول : لا ليس أمرا ً بهذه البساطة ، ترتبط الذكرى برائحة ما .. بلون .. بنكهة كل الأشياء المحيطة يحفظها عقلك دون أن تشعر في كل مرة تمر بك هذه الظروف تعود ذكرياتها لتهاجمك

هواجيس ليلية /١

في وقت سابق الليلة ذهبت لزيارة أحد صديقاتي المعلمات التي وضعت مولودة قبل شهر وقامت بدعوتنا و لذا حرصت على زيارتها هذه الصديقة بالذات كنا نتجاور في المكاتب و نتشارك الأحاديث المهموسة في أوقات فراغنا الضيقة جدا ً بين ازدحام الحصص وعند ولادتي بهند كانت الوحيدة التي زارتني في بيتي و تحرّج البقية من ذلك لأني لم ادعهم بشكل واضح على عكسها فقد اتصلت وسألتني أي الأوقات أنسب فحددت لها اليوم وجاءت وحدها ، لم تكن الظروف مناسبة أن أقيم احتفالا ً أو أي نوع من أنواع التجمعات، كنت قد انفصلت مؤخرا ً وانهيت عدتي بوضع صغيرتي لكن لم أخبر أحدا ً من المدرسة عداها والبقية عرفوا بمحض الصدفة بأسئلة عابرة كل على حده ، قابلت زميلات العمل و شعرت بالحنين لهّن و لجلسة الصديقات آخر لقاء لنا في أواخر مارس عندما تعلقت الدراسة بسبب كورونا ٨ أشهر بالضبط ، رغم علاقتي السطحية والتي لا تتجاوز أسوار المدرسة إلا أني اليوم شعرت بالفقد لا شيء يربطني بكل هؤلاء..غُربة إلا قليلا ً ، كأنني عدت لنقطة الصفر لدائرة العائلة والعمومة فقط ..
والآن بعد يوم ممتع لماذ هذه المشاعر والعبرة المخنوقة يا أسماء ؟!
لم لا تستمتعين و تتركين التفكير الغير مجدي !

” ناسياً ما قد مضى “

اليوم الأربعاء والساعة الآن تجاوزت منتصف الليل على الأريكة البيجية ..
مرّت ثلاث أيام على عودة الدوامات بدوني ! ، في ليلة الأحد أُرسِلت رسالة في قروب الواتس اب ترحيبية بالعودة وبقائمة طويلة من الاحترازات وبتعليق يؤكد حضور المدرجة أسماءهن في الجدول ، تصفحت القائمة أكثر من مرة ولم أجد اسمي 🙃 لعله سقط سهوا ً كما يسقط دائما ً فبادرت بسؤال المشرفة عن دوام الأحد بالنسبة لمن لم يذكر أسمها فقالت لا تحضر فقط الموجودين ، عدت للقائمة وبدأت أقرأها وأتفقد الزميلات ، حسنا ً الكل موجود عداي أنا وآلاء !! هل أرسل لآلاء ؟! تراجعت في اللحظة الأخير اذا كيف ستدري وانتظرت مرّ الأحد طويلا ً ، في الليل أُرسِلت قائمة أخرى لحضور دورة مختلفة واسمي أيضا ً ليس بها ، تساءلت إن كانوا قد استغنوا عني فماذا ينتظرون ؟!
كثرت رسائل الزميلات عن غيابي و تشوقهم للقائي وأنا كذلك والله مشتاقة لكني معلّقة ، رغم أني أفكر بالاستقالة منذ تلك اللحظة التي اخبرتني فيها المديرة أنها ستحضر لترى إن صدقت اتهامات الأهالي فستتخذ اجرائها _ أي الاستغناء عني _ فأجبتها بثقة أنه لا بأس وهو حقها بالأخير أن تبحث عن مصلحة الطالبات _ورضا أمهاتهن على ما يبدو _ لكن توقفنا بسبب كورونا ورغم هذا ” عافهم الخاطر ” كما يقال شعرت بخيبة إذ كان يبدو أنهم ينتظرون الفرصة السانحة للتخلص مني ..هكذا بكل سهولة ، تلومني احداهن على عزة النفس المبالغ فيها لكنها لا تعلم شعور التهديد بالتخلي عنك ، ومبدأي في الحياة القائم على المثل الشعبي ( من باعنا برخص بعناه بتراب ) ، كرهت ذلك الوضع كثيرا ولازلت ولأني أحبهم وأحب ذكرياتي معهم تمنيت أن أخرج من عندهم بطريقة لائقة كيفما كانت ، لكن أن أترك هكذا ويتم تجاهلي دون ايضاح أو تبرير لماذا ؟ لست أفهم ،
لِم ينسى الناس الحفاظ على العِشرة ؟!
ألا تستحق بضع السنوات تلك و هذه ال” أسماء” قليلا ً من التقدير ؟!


أسألك يارب الرضا والعوض الجميل والبدايات المشرقة بعد النهايات الصادمة ..آمين

فقط تنفسي

اليوم هو الأحد الموافق السادس والعشرون من ذو الحجة لعام ١٤٤١ من الهجرة ، أكتب هذه المرة من على سريري الصديق الصدوق الشاهد على كثير من لحظات الفرح والبكاء وأصبح مؤخرا ً منطقة نزاع _كتلك التي بيننا والكويت_ للآنستين أيهن تشاركني النوم فيه 🙂
إلى درجة أن الآنسة هند صرّحت مؤخراً : ” ماما أنا ما أحب فراسي مو حلو نعطيه الناس ، لأن ما عدهم “_ يا عيني على الإيثار يا هنيدة قلبي 😂_ سبقتها طبعاً نوبات فزع و شكوى من الوحش الموجود بسريرها ولذا أحاول ألا أضغط عليها ، لكن الأخت الكبرى ترفض و تصر على مشاركتها سريري و آمل كما تصالحت السعودية والكويت على المنطقة المقسومة وخيراتها أن تتصالح الصغيرتان وترضيان بالتناوب 🤭❤
حسنا ً لماذا عدت لأكتب !؟
لأني هذه الفترة ربما أعاني من القلق أو التوتر أو شيء ما لا أعلم كهنة يجعلني أتنفس بصعوبة ، كأني كنت أجري وأتوقف لالتقاط نفسي كل دقيقة 🙆🏻‍♀️
في المرة الأولى التي مررت بهذه الحالة كانت في الصف الثالث ثانوي في الفصل الدراسي الثاني .. أتنفس بصعوبة لدرجة أن أمي تقول أن لوني يزرق 😐 وذهبت للاطمئنان على صحتي و الحمد الله كان العارض نفسي ليس إلا ، لازلت أخاف من هذه النوبات بالطبع لكن الخوف يقل حين أتحدث مع عقلي بهدوء محاولة فهم القلق و حلّه ..
ولماذا كل هذا القلق ؟! يؤسفني القول أنه مرتبط بقرب الدوامات 😅🤭
فلم يبقى سوى أسبوع ونعود باذن الله ، قلقة ومتخوفة لأني أفكر جديا ً بالاستقالة ولعلي لمحّت في بعض التدوينات عن ذلك ، ولم أكن لأفكر هكذا إلا بسبب المضايقات الأخيرة و التلميحات بالاستغناء عن خدماتي ولأن الكرامة قبل كل شيء قررت الانسحاب ..
ليس قرارا ً قطعيا بعد فالأفكار تأخذني كل منحى فماذا سأفعل وكيف سأجد وظيفة أخرى تعجبني و بيئة مريحة كهذه ؟! بالإضافة إلى أني لا أرى نفسي إلا معلّمة أحب التعليم وسمو رسالته والثمار التي تجنى وراءه على مر السنين و أطفالك الذين يكبرون أمامك ،أحبه كثيرا ً ولذا أتنفس بصعوبة كلما فكرت بتركه 💔😩
أقول تركه لأني في حالة تركت هذه المدرسة فليس لي رغبة بإعادة الكرّة في مدرسة أهلية أخرى سأنتظر مع المنتظرون الوظائف الحكومية ولعل وعسى تفرج قريبا ً .
قبل كورونا كانت المديرة قد لمّحت بإعطائي فرصة أخيرة قبل الاستغناء عني فأنقذني الله بكورونا 😂 والآن لا أعلم رغم أن القرارات اتخذت الليلة وصرّح وزيرنا اللطيف أنها ستكون عن بعد لمدة ٧ أسابيع قابلة للتمديد بحسب المقتضيات الصحية ..

أسأل الله أن يكتب لي الخير في حياتي حيثما كان ويهدني إليه ويرضني فيه ❤🙏🏼 فاللهم يقينا ً راسخا ً بك وحبا ً وتعلقا ً لا يتبدل ولا يقل .. آمين

قال ابن القيم رحمه الله:

“لو كشف الله الغطاء لعبده، وأظهر له كيف يدبر له أموره،

وكيف أن الله أكثر حرصا على مصلحة العبد من نفسه،

وأنه أرحم به من أمه !

لذاب قلب العبد محبة لله ولتقطع قلبه شكرا لله “

هامش :
الصورة أدناه لمنطقتنا المقسومة😂 وتليها صور طلعتنا المشمسة للحديقة .

فراغ أم وحدة !

بعض أوقات الفراغ الموحشة التي تجتازك وتحتار بها أهي فراغ أم وحدة ؟ وهل يعقل أن تكون وحيدا ً بعالم مزدحم !
عائلتك التي تحبك وأطفالك و أصدقائك حتى لو كانوا بعيدون حد المدى وكان آخر لقاء جمعك بأحدهم قبل ٥ أشهر
وجوالك الممتلئ ببرامج التواصل الاجتماعي و خططك التي رسمتها و البرامج التي تفكر الالتحاق بها .. كل هذا الازدحام وتنتابك الوحدة يا عزيزي ؟!
حسناً لن نسميها وحدة فالكلمة بحد ذاتها مخيفة ولو أردت رأيي فهو فراغ فقط ربما ينتابك اشتياق لأحدهم و تعرف مسبقا ً أنه لا يهتم ولذا تضطرب مشاعرك ، هل توافقني !
أرأيت يا عزيزي لا ينقصنا سوى لقاء دافئ وكوب شوكلاته ساخن أو كولا قزاز و ضحكات صادقة و أحاديث سخيفة متواصلة نتجدد بعدها وترتوي أرواحنا .
أنت محق هذه الآثار الجانبية للعزلة أو الحظر كما يطلقون عليه ، نفتقد الأرواح ، صحيح أن التقنية بصفنا لكن هذا لا يكفي ، قد يكفيك أنت أن تترك مسافة مع من تحبهم لكني لا أطيق هذا اعتدت على الازدحام والضجيج والفوضى في حياتي وبرغم كل تعقيداتي طلبا ً للهدوء وصعوبة نومي.. مؤخراً صار يزعجني الهدوء تخيل !! أسماء التي توشوش دائما ً في محاولة تسكيت الآخرين لا تتحمل الهدوء !
قبل عدة ليالي كنت مع الصغيرات يلعبن بجواري وأنا أقرأ تلك الرواية على جوالي واندمجت كثيرا ً ثم فجأة هدوء تام لا أعرف أين اختفوا ..أكملت القراءة وطمأنت نفسي أنهن عند والدي لكني لم استطع التركيز بسبب ذلك الهدوء واضطررت لقراءة السطر عدة مرات ببال مشغول لأرميه بعدها وألحق بهم ..
تسألني مالحل ؟! لا أدري من قال بأني خبيرة بهذه الأمور ! كيف اجتازها ؟
أكتب أحيانا ً أو أقرأ و أحيانا ً أختار أذناً صاغية أقضي الليل في التحدث وارسال الرسائل الصوتية ..

وأحيانا ً أبكي ، ألا يحق للأقوياء أن يبكوا ؟!
المهم في كل هذا ألا أغرق بالتفكير ، تمسك جيدا ً ولا تغرق أنت الآخر ..


* على غرار أحاديث ليتا و سانتي *

” ويح الأرض مترفة المدى ..وبخيلةجداً بشبر عناق “

تساءلت إحداهن : هل ستتغير طريقة السلام بعد كورونا ؟
لم أجب ولكنه ظل يعبث برأسي ويدور هل ستتغير يا ترى ؟
السلام والقبلات على كلا الخدين هل سنكتفي بالمصافحة ! أو سنبالغ بالحذر فنكتفي بالنظرات !!
يالله وكيف نعبر عن المحبة والاشتياق إلا بالعناقات الطويلة و سيل من القُبلات ..لدرجة أننا نحكم قبضتنا لحين تدخل شخص آخر طالباً دوره ، سواء بالترحيب أو الوداع أو التهنئة كل أشكال الانفعالات تتطلب عناقاً ما عند الحزن _ أبعده الله عنّا وعنكم وعن أحبابنا _ و الفرح بشتى مناسباته ، وأظنه أمرٌ قديم بِقدم الخليقة فالبشر لا يعرفون تصرفاً آخر يعبّرون به عن هذا النوع من المشاعر ، أترانا سننسى ؟ نتجاوز أو نتكيف ؟
قبل تعليق الدراسة وحتى انتشار كورونا اقترحت إحدى الزميلات أن نكتفي بإلقاء السلام دون المصافحة إذا اعتدنا أن نصافح الكل في كل صباح مرفق بسلام أو سؤال عن الحال أو تصبيحة فاخرة بحسب المزاج ، لا نتجاوز هذه الفقرة إلا في حالات التأخير وتحصل كثيراً لي فأدخل وأسلم وارمي عباءتي والشنطة وأهرع للفصل ، وأنا اركض في الممر أتذكر سجل الطالبات فأعود لجلبه ..ثم أتذكر أقلامي فأعود ثانية وثالثة حتى تكتمل أغراضي و يضيع مزيدا ً من وقتي 😅
نعود لاقتراح تلك الزميلة لم يلق قبولا ً وعندما سألناها قالت لم يرد في السنة شيء كهذا خاصة وأننا نلتقي يوميا ً فلم نتصافح ! حاولت أن تكتفي بالقاء السلام لكننا لم نسايرها فشعرت بالحرج وعادت للمصافحة ..
كنّا نظن أنه في رمضان سيرفع الحظر فكنت اخبر لأمي كم اشتاق لأقاربي فردت : من زمان ما شفناهم شلون بنسلم عليهم ؟!
– ان بغى بالكمامة بالعباية بالحواجز المهم نسلّم ونحب ونلّم*

لا أظنني أقوى على ذلك أقصد السلام أو المواساة والتهنئة من بُعد .. وهل يقوى أحد ؟!

هامش :
* نلّم : من اللم والمقصود هنا الضمّ والعناق و بشكل أعم معناها يجمع وهي عامية الظاهر ..أحبها أكثر لأنها رقيقة و خفيفة حروفها (( مثال : توتة تعالي لمّيني حيل ❤ ))

تذكير أخير : بدأت العشر الأواخر فلا يفوتنا الأجر فيها من الصدق والصلاة وقرآءة القرآن جعلنا الله وإياكم من عتقائه من النار ..آمينKAMY-YI-5D-DIY-Diamond-Painting-Embroidery-Mother-and-daughter-Full-Square-Round-Diamond-Mosaic-DiamondIMG_٢٠٢٠٠٥١٣_١٨٥٩٠٧

عودة المدارس

صباح الخير ، الحقيقة أني بت لا أعرف كيف أدخل وكيف أبدأ بكتابة التدوينة ، وكثيرا ً ما فكرت ثم أنثني لشعوري بعدم فائدتها !!

هكذا هي كثرة التفكير تفقد الأشياء أهميتها ، عدنا كنذ آخر أسبوع في ذي الحجة بدأنا بلا طالبات وكانت المدرسة خاوية وكريهه ، بعد أسبوع فقط امتلأت بالضحكات وصراخ الصغيرات وخطواتهن اللاتي تتسابق في الممرات وازداد العمل والمهام ووزعت الجداول ، للمرة الأولى منذ التحاقي بالتدريس أكون معلمة دين و تحديدا ً توحيد وفقه ، اضطررت في أحد المرات للتغطية مكان زميلتي مدة شهرين تقريبا ً في مادة الفقه وكان الوضع صعبا ً جدا ً ..

إذاً كيف حالي الآن ؟!

لا أعلم للتو لم نكمل شهرا ً من العطاء ! لكن يبدو مقرر أول ابتدائي خفيف مبدئيا ً أما صف ثالث فالدفعة مزعجة ومتذمرة أسأل الله أن يصلح أحوالنا جميعا ً .

لازالت ساعة النشاط موجودة رغم كل القرارات والدعوات بأن تزال _ ساعة يومياً للأنشطة فرضتها وزارة التعليم _ ساعة منهكة وتبدو أحيانا ً أزلية لا تنتهي فهي لا تدخل في نصاب الحصص ولا تعتبر من التكاليف وكأنها فرض الزامي غير قابل للنقاش ..فمثلاً كنت أحاول بالمشرفة تعديل جدول الحصص حيث لدي في يوم ثلاثة و يوم خمسة فأصرت أنها أربعة وليست خمسة وعندما أشرت لساعة النشاط قالت بالحرف الواحد ” من متى نعد النشاط حصة ؟” وعليه فلدي أربع حصص والخامسة النشاط _ من أصل ثمانية _

غير مهم فالله هم المعين على كل حال ، هذا على الصعيد المهني أما شخصيا ً فقد اكتشفت أني اضحيت شخصية حساسة من نوع آخر ، كنت قبل أيام أتابع مسلسل صيني في جوالي وتأثرت لقصة الحب و كيف كافح البطل ليتزوج حبيبته وكل المشاعر الرومانسية وجدتني وعيناي مغرورقتان بالدموع ألهج بالدعاء لابنتي أن يرزقهن الله أزواجا ً صالحين يحبونهم بشدة ويبادلنهن ذلك وأن تكون حياتهن وردية وسعيدة تعوض ما قد يحسونه من فرق أو اختلاف في طفولتهن ..أن يارب آمين .

صرت هكذا لو سمعت قصة حب أو زواج سعيد أفكر بصغيرتي وآمل أن ينالوا من الحب والسعادة أضعاف مضاعفة و أخاف حين أفكر ماذا لو تعرضت احداهن لما تعرضت له ..ثم استغفر الله وأحسن الظن به سبحانه أنه سيجبر قلوبهن ويسعدهن واثقة يارب برحمتك و لُطفك ..

المعضلة الثانية يا أعزاء كيف أختم التدوينة ؟! لا أعلم وأشك اني كنت مدمنة تدوين يوم ما 😅

* الصورة المرفقة من شخابيط شهد وهند بالألوان المائية ، حفظنا الله وأياكم وأحبابنا ❤