نشرته أمامي لألقي نظرة وداعية ..لطالما أحببته لونه الأزرق الفاتح جدا ، بارد منعش كسماء أول الصباح ، رقيق أنيق بموديل أوربي كلاسيكي ، فضفاض ارتديته وناسبني مهما كانت تكويرة بطني لم يضغط أبدا ً ، حاولت ان استنشق رائحته لاشيء عالق من عطوري القديمة ولا حتى رائحة ملطف الملابس ، لاشيء سوى رائحة البلاستيك التي بقى حبيسا ً بها لوقت طويل .. قمت بطيه جيدا ً و بهدوء .. قبّلته و تنهدت قائلة ( كنت أحبه ) رد صوت في عقلي ( أم كنت تحبينه هو ! ) ونطقت ( اششش) ثم وضعته فوق كومة من الملابس التي سأتخلص منها ، دخلت أمي و رأتني ساكنة أتأمل ملابسي القديمة سألت ” خلصتي ؟ ” رددت : ” تقريبا ً .. هذي آخر معاقل التيه ” ثم ضحكنا سويا ً .. ختمت أمي بقولها ( فدا يا بنتي فداك هالهدوم كلها والصرف اللي صرفتيه كله ، المهم تعيشين مرتاحة ومحد ينكد عليك ) .
الرداء الأزرق الموصوف أعلاه يشبه ذا بلا أكمام
دعني أخبرك عن البارحة حينما وضعت احداهن إعلان عن حاجتهم لمتطوعات وسيكون العمل عن بُعد فرحت للفرصة اذ لا شيء يلوح في الأفق ، على الأقل بهذا الارتباط سأشعر بالإنجاز و النفع المتعدي و كل ما يلحقه من سعادة و رضا ، لم استطع النوم لشدة حماسي وظللت أتقلب في سرير حتى طلعت الشمس و تجاوزت الساعة ثم أوقظني المنبه بعد أقل من ثلاث ساعات لأنهض ركضا ً لألحق على المختبر لعمل تحليل دم بدل العينة المفقودة التي يزعمون أني لم أقم بها أبدا ً ، كنت آخر شخص بعدها توقفوا عن استقبال المراجعين في المختبر ..و في وقت متأخر كان الرد أشبه بالرفض ، أول شيء فكرت فيه ” خسارة الحماس و الأرق ” لكن لا بأس ليست آخر الفرص باذن الله و سيأتي العوض قريبا ً واثقة بذلك ، ستكون بيئة مناسبة و زميلات رائعات و دوام هادئ كما أحب . تصبحون على خير .. أسماء
لم أكن أرغب بالكتابة، فارغة وممتلئة بنفس الوقت لدي الكثير مما كان يشغلني وعكتي الصحية التي طالت و أجريت تحاليل عدة على أثرها و بدأ علاج فقر الدم الشديد الذي اتضح أني أعاني منه يستغرب كل طبيبة أو طبيبة أقابلها كيف تدنى إلى هذا الحد دون شعورك ؟! لا أعلم ، حقيقة لا أعلم في كل مرة يداهمني التعب كنت أخشى أن يكون الأجل و أغرق بالأسى وأنا أفكر بحال صغيرتي من بعدي في كل مرة يؤلمني بها قلبي أو صدري ..في كل مرة أجاهد فيها لأعيد أنفاسي لا أفكر بنفسي بل بصغيراتي قمري و شمسي ، وصلت للحد الذي بالكاد أقوى على آداء الصلاة و حتى النوافل لا استطيع آداءها وإن هداني ربي أديتها جالسة ، كانت أسابيع مقلقة جدا ً تعكر مزاج هنده أصبحت تبكي كثيرا ً و لا ترغب بسماع كلمة ” ماما تعبانة لا تأذينها ” تترك كل ما في يدها وتسرع إليّ ” ماما أنت مو مريضة صح ؟! أنت حلوة قولي لهم ” أطمئنها وأضمها و اتفقت معهم ألا يعيدوها فقد تأثرت من منظري المنهك بما فيه الكفاية ، شهد أصبحت تشكو مثلي تمسك صدرها وتقول يؤلمني تستلقي و تشكو أنها لا تستطيع النوم من آلامها ..أخبرها أنها بخير ولله الحمد أقرأ الفاتحة وأنفث و تضحك مع كل نفثة .. أتساءل كيف نتشارك ردة الفعل هذه دون علم منها ؟! .. لماذا أرغب بالكتابة ؟! للتذكير بحقيقة هذه الدنيا ، وقت مبكر هذا المساء كنت أتذمر من شجار الصغيرتين و بكاءهما على أتفه الأسباب و عندما دخلت معهما للنوم وجلست أقلب في جوالي فجعت بخبر وفاة مغردة تدعى ( هناء الماضي ) لم أصدق الخبر قبل ليلة كنت أقرأ تهنئة العيد في حالتها على تويتر كيف تموت ؟! انها شابة صحيحة معافاة قارئة نهمة نحسبها من الصالحات ..رحلت هكذا فجأة ! صدقت الخبر عندما قرأت نعي أخيها رحمها الله وغفر لها . لا أعرفها شخصيا ً لا أعرف شكلها أو حتى صوتها ، لا أعرف إلا حسابها في تويتر ومع هذا فجعت بفقدها فكيف بأحبابها ؟! تضج جنبات تويتر بالدعاء لها وذكر محاسنها وأتذكر وفاة الهذلي قبل رمضان أو أكثر هكذا ضجت الساحة لمدة طويلة ثم عاد الكل لممارسة حياتهم بكل طبيعية ممكنة ..تخيفني هذه الفكرة أن تصبح طي النسيان بعد أن كنت تضج بالحياة تتوارى في التراب و تظل في قلب أحبتك .. أفكر في كل الخطط التي أؤجلها مالذي سأتحسر عليه أكثر عندما أترك هذه الدنيا ؟! مقلق أن تكون قائمة الأمنيات الطويلة كلها للدنيا الزائلة ماذا عن الآخرة أين خطط اعمار دورها ؟! ماذا عن الأذكار المضاعفة ، الصلوات في أوقاتها السنن الرواتب ماذا عن صيام النوافل ؟! حفظ القرآن أو حتى تلاوته بهدف ختمه كل شهر على الأقل !! ان ديننا عظيم يجازينا على نوايا الخير ففي الحديث عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَالَ: “إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً”. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [رقم: 6491]، وَمُسْلِمٌ [رقم: 131]، في “صحيحيهما” بهذه الحروف. نصيحة لي ولمن يقرأ حرفي أن نبادر بتوبة نصوح و أن نتعلق بالله و نلجأ إليه وأن نؤدي ما فرضه علينا و أن نصبر على الطاعة و على ترك المعصية لعلّه سبحانه أن يشملنا برحمته وعفوه و أن يغفر لنا و يدخلنا جنته .. ومن أسهل الطاعات كذلك ذكر الله فالباقيات الصالحات غراس الجنة ( سبحان الله ، الحمد لله ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ) وكذا الثقيلتان في الميزان ( سبحان الله وبحمده ..سبحان الله العظيم ) ..
من قال : سبحان اللهِ وبحمدِه مائةَ مرةٍ غُفرَتْ له ذنوبُه وإنْ كانتْ مثلَ زبَدِ البحرِ .الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
ألم يأن الأوان أن نعيد التخطيط لهذه الحياة و نعيد ترتيب أولوياتها ونتعظ ممن سبقونا ؟! بلى والله قد آن فيارب عونك و معيتك في هذه الحياة وما بعدها أعنّا يارب على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. اغفر لنا الزلل و اغفر لأختنا هناء وارحمها وتجاوز عنها ووسع مدخلها وثبتها عند السؤال واجعل قبرها من رياض الجنة واربط على قلب أهلها وارحم موتنا وموتى المسلمين وارزقنا واياهم فردوسك الأعلى من الجنة من غير حساب ولا عذاب اللهم آمين .
بعض من آثارها ومقولاتها غفر الله لها وأسكنها فسيح جناته :
لا زالت في مرحلة ترتيب المكتبة و تجريدها مما يجب رميه والتخلص منه ، وفي هذه الأثناء وجدت دفتر وردي غلافه فرو عنوانه ( كتاب الأفكار ) سأضع صورة له من الخارج والداخل .
كان هدية من أختي ولا أذكر المناسبة ، لكن أذكر اني قررت تخصيصه للأفكار التي تطرأ على بالي وأظنها ستفيدنا في حياتنا لم يتجاوز الموضوع بضعة أفكار ثم تغير المنحى لملاحظات للحياة و التدريس ، بعد دخول الجامعة أعجبتني الحياة الجامعية وكنت آمل إكمال دراستي والتدريس كمعيدة ثم دكتورة لكن لم تتسنى الفرصة ، قدمت على الإعادة ذات حماسة وحصلت على قبول مبدأي وتواصلت مع الجامعة بايميل تطلب ارفاق الوثائق و التوقيع على تعهد باكمال الدراسة والحصول على الماستر خلال سنتين ، و اكمال الدراسة في تخصصي غير متوفر داخليا ً اذن هذا يعني السفر و هل سأقدر على الغربة ومن سيرافقني ؟! أيستحق الأمر تشتت عائلتي ؟! فمسحت كل شيء وتناسيت كأن لم يكن ، قبل اسبوع فقط رميت أوراق القبول المبدأية والاستمارات التي طبعتها دون تعبئتها ..ظللت محتفظة بها كل هذه السنوات لا أعلم لم ! نعود للحديث عن الدفتر الوردي كانت الفكرة أن أكتب ملاحظات مهمة رصدتها في الحياة من حولي اقتصر الأمر على التدريس ولم أكمل وعندما أتذكر حلقة وادي الأمان و ( كتاب الجدة) كما يطلقون عليه اشعر بأهمية الكتاب كفكرة فأم أمان حينما تضجر أفراد عائلتها من تكرار أطباقها وجدت الحل في الكتاب وكان احضار مكون سحري يتطلب سفرها و ابتعادها وبالتالي يفتقدونها وتتضح أهميتها و يشتاقون للطعم المتكرر الممل . تراودني تساؤلات عبيطة و مهمة كالتالي : – ماذا تفعلين عندما تضيق فساتينك المفضلة ؟ – كيف تختبأين من صغارك لتناول ما تبقى من الايسكريم وحدك ؟ – ماذا عليك فعله حين تسمعين بأن قريباتك قد اجتمعن كلهن ولم يقمن بدعوتك ؟ – هل يصح ارتداء ألوان مطابقة للحذاء و الفستان ؟ – كيف تعدين كوكيز لذيذ بأبسط المقادير ؟ – ما طريقة المثلى لدفع الأرق والهواجيس الليلية ؟ – ماذا لو طلب أحد الغرباء من النت مقابلتك ؟ – ماذا نفعل عندما نشتاق وتحول بيننا المسافات ؟ هكذا سيبدو الفهرس و ستكون الاجابات خطوات عملية قابلة للتطبيق غير مكلفة أو مجهدة ولعل الأنسب أن نسميه ( كتالوج التعامل مع الحياة ) فقط هذا مالدي ولعلي أضيف موضوعا ً مهم للكتاب : كيف تختمين تدوينة بلا تكلف ؟! لأنها حيرتي الأبدية
الساعة الواحدة بعد منتصف الليل على سريري أحدق باللوحة الموضوعة أمامي و أتذكر التكلمة ” ومن تناسى فإنا قد نسيناه ” هل نملك ذاكرتنا ؟ نقرر الاحتفاظ بذكرى و نقرر محو الأخرى ! أهو أمر بهذه البساطة ؟! قبل أيام كنت في الغرفة الخضراء أحضر الحلقة على الزوم وقد أقفلتها علي هرباً من الإزعاج، لم تنتظر شهده خروجي إليهم فبدأت ترسل مكاتيب الغرام من تحت الباب واستلمها دون أن افتحه ثم مدت أصابعها ونادت ” ماما امسكي أصابعي ” استلقيت على الأرض أمسك أصابعها ونضحك و عادت ذاكرتي للطفولة أول بيت أذكره ، كان مستأجرا ً و فيه باب في الصالة بيننا وبين جيراننا و أتذكر أني وابن الجيران نستلقي أمام الباب نتحدث و نضحك ونمسك أصابع بعضنا البعض هذه اللمحة هي فقط ما أتذكره وعندما سألت أمي أكدتها لي وقالت أننا كنا نقضي الكثير من الوقت خلف الأبواب نتحدث ونلعب خلف الباب المقفل أحضر العابي ويحضر ألعابه ونلعب ” عن بعد” لحين مللنا وانشغالنا بشيء آخر . تشغلني أشياء كثيرة كتبت قرابة الصفحة ثم مسحتها ..لازلت أكتب وامسح والتساؤل المُلحّ : أحد حالف عليك تكتبين يا أسماء ؟! تصبح على خير يا حلو
هامش : شفتو برنامج ” كلوب هاوس ” الموضة الجديدة المهم تويتر مستلمينه انتقاد لين أمس شفت مقطع ضحكني الله يسعدهم المصريين مسوين روم بس تقول آآه ويردون عليك الله بكل بساطة وتفاهة و تعال شوف التفاعل 😂😂 عموما الله يكفينا شر هالبرامج لأن فلسفته الظاهر على وزن ” هل نحن وحدنا ؟” الذي ناقشه شباب في حوض الوانيت أيضا مقطع حليو لمن يهمه الأمر مراجعة اليوتيوب طبعا ً كالعادة يتحول الهامش لتدوينة منفصلة ..
همسة لك أيضا ً ❤
نسيت الإجابة على السؤال الأول : لا ليس أمرا ً بهذه البساطة ، ترتبط الذكرى برائحة ما .. بلون .. بنكهة كل الأشياء المحيطة يحفظها عقلك دون أن تشعر في كل مرة تمر بك هذه الظروف تعود ذكرياتها لتهاجمك
بعد أن اخبرتني بنت عمي بزيارتها لنا مساء طلبت من جوسي تهيئة المكان للاستضافة و اعداد القهوة والشاي وقمت بتجهيز المكسرات والبسكويت المالح و المعمول و ” تمرbites “_ حسنا ً هي فقط نصف كيكة تمر متبقية من ليلة ماضية قمت بتقطيها و تزيينها بالكراميل والجوز لذيذة جدا سأرفق الوصفة التي اتبعتها في الأسفل 😋_ واتفقت مع أختي أن نطلب بيتزا للعشاء ، عندما حضرت الآنسة ريمي اكتشفت أنها لا تشرب الشاي أو القهوة 😳 احترت بها ، ذهبت للثلاجة و نظرت بسرعة في أنحاءها وفرحت لرؤيتي عصير التفاح فحملت الكؤؤس بيدي وذهبت مسرعة لها بلا صينية 🙃 شربت قليلا ربما لخاطري ، ثم بدأنا نلعب بعض الألعاب التي تحتفظ بهم أختي .. رومي و الدنيا دوارة وبعض المرات نلعب لعبة تسمى البنك تحتاج للكثير من أوراق الباصرة ، لعبنا بينما تسلينا بتناول الفشار الذي أحضرته معها والشيبس بنكهة الفلفل الحلو و تغميسة لذيذة حضرتها من الزبادي والنعناع 😋 خرجنا للتمشية في الحوش _ حديقة البيت أو فناءه _ وأخذوا جولات بدراجة أختي ثم برد الجو فدخلنا وقررنا متابعة فيلم ما ، حسنا ً الشاشة سامسونج ولا أحد يستطيع الاستفادة من خاصية السمارت فيو عداي 😎 اخترت فيلم انيميشن من أحد المواقع لكنه رفض أن يستدير بشكل أفقي ليتمدد على الشاشة وظل بحجم صغير جدا ً فاقترحت ريم أن اختار أي شيء من اليوتيوب .. اقترحت فيلم انميشن موانا سألتها إن كان به ” خرابيط ” لا تليق بصغيراتي قالت أنه نظيف وأنها رأته لكني اتذكر دعاية له انه يحوي مشاهد سحر وشعوذة و طاقة البحر وما شابه فعدلت عن تشغيله ” مو حلو عطينا اقتراح ثاني “ اقترحت تينكر بل ، بحثت ثم : – متأكده مافيه خرابيط ؟ – ايه حلو شفته – أقول .. جنيات تطير وعصا سحرية من جدك عاد ؟ غرقت في الضحك و أعلنت استسلامها بقولها ” مدري عنك أنت وبناتك اختاري على ذوقك ” قلبت قليلا ً ثم اخترت فيلم هايدي و قضينا السهرة أمامه وحتى تناولنا البيتزا أثناءه ، أفكّر كثيرا ً بتلك الفوضى التي حصلت سابقا ً أهي تعقيدات كما اتهمنني ؟! بالطبع لا ، لأني أعرف بناتي ومدى تأثرّهن بما يرونه فكيف سأقنعها أنه مجرد رسوم كرتون ولا يوجد هناك وحوش أو ساحرات أو ..أو ؟!! لا تفهم بعد معنى أنه رسوم كرتون وكثيرا ما كانت تلعب وتقلد الآليون الصغار عند استنجادهم بالقائد بادي ” أيها القائد بادي نحتاج للمساعدة ” و قبل أيام كنا نشاهد ” سالي ” فتبدأ الأسئلة .. ماما ليش سالي مسكينة ومحد يحبها ؟! ماما هذا صج ؟! ما عطوها أكل ؟! ماما وين أمها و أبوها ؟! أحاول ألا أكذب كثيرا ً لأن الطفل يميز ويعرف أن من يكذب في شيء ما سيكذب في بقية الأشياء ، لذا أجاهد أن تكون اجاباتي دبلوماسية بعيدة عن المثالية ، فقلت أن سالي سافر والديها للعمل ثم خسر التجارة و أصبح فقير فعاقبتها الآنسة منشن وأمرتها بالعمل حتى تدرس ، لكن طفلتي كلما شعرت بالأسى لحال سالي التفت إليّ بقلب كسير وسألتني ” ماما ليش ما تروح لأمها وأبوها ؟! “ فعلى صعوبة شرح قصة سالي لطفلة لا تتجاوز الخامسة إلا أن شرح السحر والطاقة والخرافات سيكون أضعاف الصعوبة ولن تميز بين الواقع والخيال ، لا بأس من التعقيدات و الممنوعات طالما أنها ستحمي صغيراتي ومعتقداتهم فلا بأس .. وبقدر ما أظن أني أم ديموقراطية إلا أني دكتاتورية إلا قليلا ً فالشروط كثيرة لا يشاهدوا كذا ولا يذهبوا لكذا ولا تقولوا أمامهم كذا وكذا ، لا تكذبوا ولا تساوموا ولا تكافئوا بلا سبب و لا تضحكوا للأخطاء و لا تتحدثوا بلهجة مكسورة ولا ..ولا .. ولا.. ولا .. يطمأن قلبي ماقالته دكتورة سارة مرة أن كلمة لا تربي الطفل والقوانين والروتين يضمن سلامته النفسية وتوازنه ، بالطبع هناك الكثير من ” نعم ” لكنها تأتي خفيفة و سلسة بلا تكلّف ، والحق أنيأحيانا ً أتجاهل قوانيني وارضخ لصغيراتي لكني أفضّل الثبات على القيم والمبادئ علّها تُغرس في نفوسهم ، فهذا خطأ وهذا مؤذي وهذا حرام و هذا لا نفعله لأننا مسلمون وهؤلاء نحبهم لأنهم مسلمين و هؤلاء نساعدهم وهكذا ..
لعبة رومي ونسيت تصوير ” الدنيا دوارة ” رغم فوزي بها 😎
في المزاحمية انتابتي تساؤلات من نوع هل أصبحت شخصية مملة ..مجرد أُم ؟! وكان السبب تافه جدا ً 😂😂 نامت الصغيرات قرابة العاشرة والنصف وذلك لاستيقاظهم منذ الثامنة وقضاءهم معظم الوقت في الخارج حيث الهواء النقي ، المهم أن بنت عمتي وأختي كانوا سهرانين يتحدثون بحماس ويشربون الشاي ويتدثرون جيدا بالجاكيتات فماذا فعلته حينما صارت الساعة ١٢ ؟! قررت النوم و ذهبت للسرير ولم أنم حقيقة إلا بعد الواحدة وقد يكون السبب لأني أفكر هل كان ينبغي أن أسهر أم لا !
أجريت حسبة سريعة لو بقيت ساهرة فهذا يعني أن أنام مع الفجر أو بعد صلاة الفجر و بعدها بساعتين ستستيقظ الفتاتان و سأضطر للقيام معهن 🙃 فآثرت مصلحة الجميع وتركت السهرة باكرا ً لست أتذمر بالعكس تخبرني إحدى قريباتي أنه في رحلة الأمومة عليك أن تستمتعي بها قدر الإمكان فالصغار يكبرون و ستمرّ سريعا ً ، أفكر بكلامها واتذكر صغيراتي مرحلة الرضاع فالبكاء والنوم لساعات قليلة و السهر المتواصل ..ثم الفطام والبكاء أيضاً مع تحسن نومك نوعا ً ما ..ثم مرحلة الحمام ثم ..ثم فجأة تجدينهم قد كبروا واعتمدوا على أنفسهم ولا يحتاجون إلا حُبكِ الغير مشروط و آذانك الصاغية ❤
يارب قرّ أعيننا بصغارنا وبلغنا بهم كل خير و احفظهم بحفظك ولا تفجعنا بهم يا كريم .. آمين
في غرفتنا من الكنبة البيجية الخالية من الايدي ، ومثل السابقةالتي كانت تحيرني بكيفية الجلوس أو الاستلقاء فالحيرة هنا أضعاف سأرفق صورتين قبل و بعد . تجازوت الساعة منتصف الليل و برأس مثقل بالصداع فكّرت لِم لا أكتب شيئا ً ! أي شيء ، ولأنه وقت النوم فعنه سأكتب _ على أساس أن تدويناتي دايم لها سبب 🙃_ في السابق عندما كانتا ” شمسي و قمري ” أصغر سنّا ً كان الموضوع أسهل لأنه متعلق برضّاعة أو مثلا ً لهاية للآنسة نواد وفي ليالي الدوام عندما كنت موظفة كنت أترك هند عند أمي وأذهب لغرفة النوم مع شهد ريثما تنام ثم أعود لاستلام هند وفي الغالب تكون قد نامت هي الأخرى ثم أنام أخيرا ً ، كبرت نودا وصارت تتمرد وترفض أن أتركها وأقفل الباب وتبدأ بالصراخ والبكاء فصرت أدخلها للنوم في نفس الوقت وهذا يعني مزيدا ً من اللعب وأحيانا ً العراك والضرب فأضطر لتفريقهم واخراج الصغرى لأمي لننعم بالهدوء ، مؤخرا ً وأعني قبل كورونا ببضعة أشهر صارحتني أمي أنها تعبت من السهر بلا هدف مع هند ، لساعة أو ساعتين فقررت أنه حان الوقت لنعتاد على النوم معا ً بنفس الوقت _ على الأقل هما الاثنتان وأنا سألحق بهم بعدها _ بدأت الطقوس بغسل الأسنان والأيدي والأقدام للأنتعاش وأحيانا ً الاستحمام الدافئ ثم نلبس البيجاما النظيفة ونستلقي في السرير لأروي لهم قصة ما ، الروتين في ظاهره لطيف لكنه غالبا ً يفشل بالمهم و نخوض بعد القصة شجارات وتهديدات وأحيانا استعين بأمي لأسيطر على الوضع 😩💔 وقبل مدة لجأت لاستخدام شطة” أبو ديك” كتهديد لمن تجرؤ على الكلام أو الصراخ بعد انتهاء القصة ، مؤخرا ً استبدلت فقرة القراءة لهم بأن تمسك كل واحدة قصة وتقرأ لنفسها ، لا يعرفون القراءة بعد لكن معظم القصص قرأتها لهم وغنية بالصور لذا التأليف وتذكر الأحداث سهل نوعا ً وإن احتاجوا للمساعدة رفعوا الكتاب ” ماما هنا شنو يقول ؟؟ ” أو طلبا ً للتأكيد ” ماما هالولد ما يسمع كلام أمه مو حلو صح ! ” ومع هذا أضطر أحيانا ً لإخراج أحداهن خارج الغرفة وقفل الباب عنها ليهدأن قليلا ً بعد نوبة من بكاء ” الشرهة “_ حسيت الكلمة مو واضحة 😅 يعني يتشرهون أو زعلانين وشايلين بخاطرهم ان طردتهم _ في الليالي التي أكون فيها قمة الارهاق اتركهم يعبثون ويلعبون إلى أن يستسلموا بدون كلمة واحد وأحيان أخرى أكون غاضبة أو مرهقة فتتعكر ليلتنا حسب مزاجيتي و تختم بصراخ وبكاء وعندما ينامون يبدأ تأنيب الضمير و لوم النفس ومشاعر الفشل ودموع اليأس 😩😢 اعتدت لدى قراءة القصص أن اختمها بعبارة ” وعاشوا عيشة سعيدة ” فلما أنهي أي قصة بدونها يذكروني ” ماما غلط ما قلتي وعاشوا عيشة سعيدة !! ” ومرّات تبدأ شهده تقص وتألف خرابيط وإذا عصبت وهاوشت .. – شهده خلاص مابي اسمع القصة – بس شوي بكملها – تسكتين وإلا تطلعين تكملينها برا ؟؟ فتختمها فجأة : – طيب ، وعاشوا عيشة سعيدة.. الحين خلصت وغالبا ً أظل صاحية بعدهم بساعة أو ساعتين بحسب الطاقة أمضي بعض الوقت مع نفسي أقرأ أو اتصفح النت أو أتناول شوكلاته دارك دون أن أشاركها 😋 و أحيانا امضي الوقت أحدق ببلاهة في الجدار محاولة ألاّ أفكر بأي شيء فقط دقائق من السكون . وأحيانا أمارس طقوسي بعدهم ..استحمام دافئ فقميص نوم قطني مريح و بخّة من العطر أو اثنتان شرط ألا تزود وإلا فسأضطر لتغيير ثيابي لئلا اختنق وأحيانا أشرب كوب من الشاي أو النعناع أو الحليب بالشاي بحسب المتوفر ويبدو أني سأضيف ال” كوفي ” للمشروبات لخاطر آنساتي ولأواكب العصر الحديث 😛 سمعت قبل أيام شهده تلعب مع أختها وتسوق دراجتها وتمثل أنها ذاهبة للكوفي وتقف لتطلب ” لو سمحت عطني واحد كوفي و واحد شوربة ” 😂😂 كدت أقطع صلاتي بسبب الضحك فالآنسة تسمع بالكوفي ولا تعرفه لذا قد نتغير قليلا ً..
علاوة على طلباتها المستمرة أن ارتدي الكعب لا أحذيتي الرياضية المسطحة أو الصنادل المفتوحة المسطحة أيضا ً😗 قبل فترة عندما هممت بالخروج وارتديت حذاء جلد بني عملي ورسمي غضبت ” ماما كل يوم هذا كل يوم لا ما أبغى ..ألبسي كعبك الأبيض حق العروسة ” وارتديته كما أرادت وشعرت بالغرابة عندما وصلنا أمضيت معظم الوقت أتمشى ” حافية ” 😩 ولسان حال شمسي ( كنك يابو زيد ما غزيت )
دمتم بخير حال ودامت لياليكم وطقوسكم آمنة مطمئنة ❤ أسماء
هامش : سألحق صورة الكنبة السابقة فيما بعد فقد أضعتها
الكنبة البيجية المستبدلة بتلك ووسادة الظهر مدحوشة بين سريري وسرير توتة لأنها تسقط بتلك المساحة الضيقة بيننا دعاء ما قبل النوم و تصبحون على خير 💕الصور غير واضحة واعتذر لهذا 😩
اكتب الآن مستلقية على الأريكة الصفراء والساعة قد جازوت الواحد بعد منتصف الليل بخمسة عشر دقيقة بهدوء تام واضاءة خافتة و بلا تكييف حتى ، وقد جزمت للتو بالتغييب عن الحلقة الصباحية غدا ً فلم أحفظ أو اراجع شيء حتى اللحظة _ دخلت لغرفتي الثانية على الأريكة ذات اللون التركوازي نوعا ً ما _ انتهيت قبل ثلث ساعة تقريبا ً من الجزء الثانية لرواية طويلة ، وحين أقول طويلة فهذا يعني أنها تجاوزت الأربع مئة صفحة بخمسين على الأقل ، لا أعلم كيف قرأتها لأني مؤخراً لا أشعر برغبة بقراءة مطولة واكتفي بتويتر كمصدر معلومات سريعة و قصيرة، كيف وجدتها إذا ؟! عن طريق الصدفة في بحث على تويتر ذات مزاج قرائي داهمني صبيحة الجمعة الفائتة و تذكرت اني شاهدت لقطات من الفيلم الممثل للرواية ثم اكتشفت أن لها جزء ثاني ، فالتهمت الأول في يومين وكذا الثاني ،تبدو القراءة مهمة صعبة نوعا ً ما خاصة في عدد صفحات هائل كهذا ،كانت آخر مرة قرأت شيئا ً طويلا ً رواية السجينة و أكملتها على التناوب في إحدى السهرات من بنت عمتي عندما كانوا يبيتون عندنا في إحدى العطلات الصيفية ربما عام ٢٠١٠ لا أتذكر سوى انبهارنا و حماسنا لدرجة مواصلتنا السهر لنقرأ و كانت معنا اختها الأصغر منّا تسألنا عند كل صرخة حماسية وتعود لتغمض عينيها وتنام بكل هدوء ، أتذكر ضحكنا عليها كيف استمرت تسمعنا وهي نائمة 😂😂 لماذا تبدو مهمة صعبة ؟! لأنك بشر تحتاج لأن تتناول الطعام و تنهض للصلوات أو للحمام ثم بقية الواجبات ، واضافة لمقاطعاتي الشخصية كانت مقاطعة الحلوتين للذهاب للحمام فجأة وعند قمة اندماجي تصرخ ” ماما حمام ” فأرمي كل شيء ونبدأ بالركض ، في بداية مشوار التدريب على الحمام كنت أظن أنني استطيع التمهل بعد العبارة السابقة لكني أدركت بعد كم من الحوادث والسراويل المبللة والسجادات المبقعة أن هذا النداء هو الأخير لأنهم يحاولون التماسك حتى آخر لحظة _ هذه المعلومة تدركها الأمهات متأخرا ً دائما ً _ ، أتذكر قبل اسبوع كنت في الغرفة الخضراء وقد جاء دوري للتسميع و عندما بدأت أتلو فتحت الباب فجأة ” ماما حماااام ” .. ” بسرعة اركضي ” قلتها هامسة ومدهوشة وقد طارت مني الآيات ظلت تناديني فأخبرتها اني سألحقها واكملت بسرعة و خرجت للحاق بها ، حسنا ً أعود للرواية لذا تقطعت كثيرا ً بسبب أو بدون سبب ، لم تعجبني كثيرا ً إلا أن النهاية السعيدة تشفع لها الإطالة المملة و المشاهد الإباحية العرضية _ إن صحت التسمية _كنت انظر بطرف عين وأمرر الشاشة لحين وصولي لنقطة أمان لإكمال القراءة وتجاوز التفاصيل المقززة التي لا تؤثر حقا ً بجوهر الرواية وكان يمكن للكاتب أو المترجم تجاوزها من الأصل . عندما اغمضت عيني ومررت الشاشة وأنا استغفر 😗 تذكرت براءة بنات خالي في احدى الليالي التي قضوها عندنا واقترحنا أن نسهر على فيلم أنمي خفيف فكانت تلك مهمتي رغم أني لا أتابع الانمي إلا نادرا جدا ً و ربما بتوصية من أحد _لأني أظنه للأطفال والمراهقين بطبيعة الحال _ ولأن أعمارهن كانت تتراوح من بين ١٦ وحتى ال ٨ رأيت أنها فكرة جيدة و اخترت شيئا ً مناسبا ً جدا ً ، وأعني بذلك خالي من أي حب وغرام كأساس للحبكة ، وبالفعل جلسنا نشاهده جميعا ً وفي إحدى اللقطات كانت البطلة الشابة ستترك القرية فجاء صديقها لتوديعها واقترب منها ليقبلها فجأة صرخن كلهن و قمن بدفن رؤوسهن بالوسائد و تولت الكبرى تغطية عينا اصغرهن 😂😂. ضحكت كثيرا ً مع أختي على ردة الفعل القديمة والبريئة قلت لأختي ” يالله من زمان عن البراءة “وقلنا لهن أنه لا بأس نوعا ما ً جاء الرد مستنكرا ً -لااااا عيييب – بس هذا أنمي يعني ورق بالأخير رسوم كرتون !! – حتى لو البوسة عيب وكركرن و رمين الوسائد باتجاه بعضهن البعض وأنا وأختي نضحك وتذكرت السهرات مع بنات عمومتي والأفلام الأجنبية القديمة في بيت جدي و دفن رؤوسنا لحين مرور اللقطة بسلام وحتى اللحظة لا أدري مالعلة في بقاء الأكبر سنّا يحدقون ويعلموننا بانتهاء مرحلة الخطر . على ذكر رسوم الكرتون وأنها ليست إلا ورق أتذكر المرة الأولى التي قالها لي أخواني الأكبر سنا ً كنت أحب إحدى الشخصيات _للأسف لا أذكر هل كان زورو أو رابح أو حتى أحد أبطال الرمية الملتهبة _كنت أحبه كثيرا ً ولا أرضى أن يتكلم فيه أحد إلى أن علم أخي الأكبر بذلك فضحك كثيرا ً علي ّ وعلى هذا الحب الغبي – ترا تحبين ورقة تدرين ؟! – لا مو ورقة هذول ناس – لا مو ناس يالغبيةهذي رسمة طالعي زين تيقنت من صدقه لكن أبيت الإستسلام والرضوخ و تعلقت بذلك الحب وصرحّت للجميع : – أحبه حتى لو ورقة كيفي مالك دخل – مجنونة تحب ورقة اضحكوا عليها هاهاها في الحقيقة لم استمر بحبه وتحطم قلبي عندما عرفت أنه مجرد ورقة 💔😭 لكنّي لم أرغب بالاعتراف لأخي بذلك و اعلان انتصاره عليّ وعلى حبيبي الورقي ، ومع هذا لم أفقد الأمل وعقدت عهدا ً أن اسمي ابني على اسمه و لكم تعاركت مع أختي لأننا نحب نفس الشخص _ الورقة _ وبالتالي كلتانا ترغب بتسمية ابنها عليه ولم نكف عن تبادل الضرب في كل مرة إلا بأمي تفرقنا ثم تضربنا وتعود كل واحدة لسريرها تتوعد الأخرى بأحقيتها بالأسم ” أنا أحبه أكثر منك ” ..” لا والله مو بكيفك ثانيا ً أنا أحبه قبلك ترا “ نتذكر هذا في بعض الأحيان و نضحك حتى تدمع أعيننا في كل مرة ، فيما بعد حقيقة الورق هذه أصبحت طريقتي بالتخفيف عن أخي الأصغر الأكثر حساسية فينا في كل مرة نشاهد حلقة من سالي يلوذ إلى سريره و يغرق في البكاء لقسوة ما تواجهه تلك الفقيرة المسكينة و يفقد شهيته بتناول الطعام فكنت أنجح بمواساته كل مرة أنها فقط ورق لا تستطيع الآنسة منشن _ أو أي أحد _أن يؤذيها . كيف آلت هذه التدوينة للحديث عن الورق ؟! لا أعلم لكنني اشعر بالنعاس ولن أكلف نفسي عناء التدقيق ..
اليوم الأربعاء والساعة الآن تجاوزت منتصف الليل على الأريكة البيجية .. مرّت ثلاث أيام على عودة الدوامات بدوني ! ، في ليلة الأحد أُرسِلت رسالة في قروب الواتس اب ترحيبية بالعودة وبقائمة طويلة من الاحترازات وبتعليق يؤكد حضور المدرجة أسماءهن في الجدول ، تصفحت القائمة أكثر من مرة ولم أجد اسمي 🙃 لعله سقط سهوا ً كما يسقط دائما ً فبادرت بسؤال المشرفة عن دوام الأحد بالنسبة لمن لم يذكر أسمها فقالت لا تحضر فقط الموجودين ، عدت للقائمة وبدأت أقرأها وأتفقد الزميلات ، حسنا ً الكل موجود عداي أنا وآلاء !! هل أرسل لآلاء ؟! تراجعت في اللحظة الأخير اذا كيف ستدري وانتظرت مرّ الأحد طويلا ً ، في الليل أُرسِلت قائمة أخرى لحضور دورة مختلفة واسمي أيضا ً ليس بها ، تساءلت إن كانوا قد استغنوا عني فماذا ينتظرون ؟! كثرت رسائل الزميلات عن غيابي و تشوقهم للقائي وأنا كذلك والله مشتاقة لكني معلّقة ، رغم أني أفكر بالاستقالة منذ تلك اللحظة التي اخبرتني فيها المديرة أنها ستحضر لترى إن صدقت اتهامات الأهالي فستتخذ اجرائها _ أي الاستغناء عني _ فأجبتها بثقة أنه لا بأس وهو حقها بالأخير أن تبحث عن مصلحة الطالبات _ورضا أمهاتهن على ما يبدو _ لكن توقفنا بسبب كورونا ورغم هذا ” عافهم الخاطر ” كما يقال شعرت بخيبة إذ كان يبدو أنهم ينتظرون الفرصة السانحة للتخلص مني ..هكذا بكل سهولة ، تلومني احداهن على عزة النفس المبالغ فيها لكنها لا تعلم شعور التهديد بالتخلي عنك ، ومبدأي في الحياة القائم على المثل الشعبي ( من باعنا برخص بعناه بتراب ) ، كرهت ذلك الوضع كثيرا ولازلت ولأني أحبهم وأحب ذكرياتي معهم تمنيت أن أخرج من عندهم بطريقة لائقة كيفما كانت ، لكن أن أترك هكذا ويتم تجاهلي دون ايضاح أو تبرير لماذا ؟ لست أفهم ، لِم ينسى الناس الحفاظ على العِشرة ؟! ألا تستحق بضع السنوات تلك و هذه ال” أسماء” قليلا ً من التقدير ؟!
غالبا ً يقال أن مشاعر وقت الغضب حقيقة ١٠٠% لأنها تخرج مكنون قلبك بلا تفكير ولهذا فأنا أصدقها مهما اعتذر مصدرها وتعذر بفورة الغضب قد أسامح لكن أعجز عن النسيان ، حسنا ً ماذا عن بوح الاستحمام ؟!😅 أهو حيلة دفاعية أم مشاعر صادقة في لحظات امتنان ؟مؤخرا ً تفصح صغيراتي عن حبهم الكبير لي أثناء الاستحمام خاصة قبيل فقرة غسل الشعر فشهد مثلا ً قبل أن أضع الشامبو على رأسها : – ماما ترا أنا أحبج وايد ( جيم مشبعة شرقية بجدارة😂) – حتى أنا أحبك حييل حييل كثر البحر وأكثر _ أصب الشامبو وأبدأ تفريك _ – قلت لك أحبببببببك ( بصراخ ) أحبك ما تفهمين !؟ – حتى أنا أحبك وبغسل شعرك عادي نصير نظيفين ونحب بعض 🤭 أما الآنسة الصغيرة : – ماما لا تغسلين راسي – لازم نغسل ونصير حلوين – ماما أسماء ترا أنا أحبك – حتى أنا أحبك _ نصب الشامبو ونفرك _ – 😭😭😭 دموع أربع أربع وتهديد ووعيد ما آخذك معانا للطلعة ولا الكشتة وأنت مو حلوة و..و.. من ألفاظ كسرة الخاطر 💔😢 التي تتلاشى ولله الحمد بعد ارتداء الملابس وتعود لفقرة ماما أحبك و بآخذك معاي كل مكان 🤭❤
أحيانا ً أظن أني أبخل بالمشاعر على بناتي ولا أوفيهم حقهم نظرا ً لتهم الجفاف والقسوة الموجهة لي دائما ً 🙃 والبارحة فآجئتني شهدة حبيبة قلبي بأنها تحبني بكل حلاتي وعلى حد قولها : ” حتى لو صرخت علي وإلا عصبتي أو ما شريتِ لي حلاوة أو ما وديتني الألعاب بعد أحبك “ فديتها سويداء قلبي ❤ في السابق كنت لا أصدق بأن الحب اللا مشروط يصدر من أحد إلا من الأم تجاه أبناءها لكن بعد فيض مشاعرها لربما كان الأبناء يمنحون أصدق المشاعر وأدفاها ..حب نقي غير مشروط 💕 أدام الله قلوبنا مفعمة بالحب والدف وقرب أحبابنا ولا حرمنا الله منهم..
أسماء أكتب لكم هواجيس هذه الليلة_ المخالفة لسابقتها إذ لا يشغلنا سوى موضوع العودة وهل سيستغنى عنّا أم لا ؟! ، وهل يفضل تقديم عز النفس والكرامة في حالات كهذه أم الأفضل أن نتحلى بالصبر ومزيد من الصبر فقط ( كان مفروض بين الشرطتين توضيح صغير لكنه تحول لتدوينة منفصلة لاحول ولا قوة إلا بالله هذي يوضح حقيقة أسماء المتشعبة🙂 )_ من على الكنبة البيجية في غرفتنا اليوم السبت الموافق ٣من محرم لعام ١٤٤٢
الساعة تشير للثانية والربع صباحا ً أكتب وأنا مستلقية على أريكتي الصفراء شاهدت شيئا ً على التلفاز و تأثرت وأنا أعلم أنه ليس حقيقة ومحض تمثيل لكن الدموع أبت إلا أن تجتمع في عيني كيف دافعتها ؟ قمت لأجمع قطع التركيب المتناثرة بجانبي في المرة الأولى ..و مرّت العبرة بسلام والمرة الثانية قمت لأغسل وجهي و أتنشط و لأخاطب انعكاسي في المرآة أن” كفى !! “ جلست بعدها أفكر في حالتي مؤخرا ً وهذه الحساسية المفرطة والبكاء السريع وتذكرت اني قلت في تدوينة العيد أني سأخصص تدوينة للدموع فأتيت لأكتب عنها ، ولا أدري لم أبرر لكن جرت العادة فحتى دفاتري التي لا يقرأها أحد أبد بسرد المبررات 😅 سأعود بالزمن للوراء عندما كنت طفلة في الابتدائية بمريول كحلي و حذاء أسود و جواريب بيضاء طويلة وشرائط بيضاء لشعري لا أذكر كثيرا إلا أنهم يقولون ” دلوعة ” و ” صياحة ” لأني عند أي عتاب مهما لطُف لفظه تتغير نبرة صوتي ثم تنهمر دموعي ، لازلت أتذكر ذلك اليوم الذي تغيرت بعده ، كنت في الصف الثاني الابتدائي وصادف أحد الأيام أن تأخرت والدتي في الاستيقاظ ففاتني الباص وذهبت متأخرة قليلا مع والدي ، عندما وصلت كانت العاملة قد جلست على كرسي أمام المدخل الرئيسي تأمرنا نحن المتأخرين بالوقوف وانتظار المديرة للتهزيء 🙃 انتهت الاذاعة بعد وصولي بدقائق قليلة وبدأت الجموع بالصعود وكنت انظر للطوابير تمر أمامنا وتكمل طريقها للسلالم رفعت احداهن صوتها ” ياويلكم ..ياويلكم ” بالكاد بلعت ريقي وأنا أفكر ماهي عقوبتنا ؟ كانت المرة الأولى لي بالتأخير 🤷🏻♀️ أتت المديرة ( بهية ) كانت تخيفني فلا انظر حتى لوجهها لأنها تضع ظل أسود كثيف حول عينيها وبدأت تصرخ بنا عن أهمية الالتزام بالوقت وعدم التأخر و..و.. ولم أشعر إلا وأنا أبكي وأمسح دموعي لئلا تراني ..كنا ثلاثة أو أربعة فقط صرخت بي : ارفعي راسك وطالعيني وأنا أتكلم ..رفعت رأسي انظر إليها وأنا ابكي صدمتها دموعي ألتفتت تسأل الوكيلة الواقفة : مين هذي أول مرة تتأخر ؟! خلاص حبيبتي خلاص وطبطبت على ظهري وامرتني بالذهاب إلى فصلي ..وأنا امشي سمعت الفتيات يتهامسن صيّاحة ..خوافة، في الأعلى رميت حقيبتي أمام دورة المياه ودخلت اغسل وجهي وأتأمل المرآة ” أنا مو خوافة أنا قوية ” وعدت للصف وبعدها شكيت الحال لصديقتي بيان فقالت أنهم على حق وأني أُكثِر البكاء حتى على أتفه الأسباب لا أتذكر كلامها حرفيا ً لكن بالمعنى شدت على يدي وقالت لا تخافي ولا تبكي وأنا سأدافع عنك ..وبالفعل هذا ما حصل توقفت عن البكاء وصرت أتماسك وأبلع العبرة قبل أن تفلت مني وأكرر دائما أني (لا أخاف أحدا ً إلا الله )ولو كنت بداخلي ارتجف و اظهر القوة لهم 😂 ولو اضطررت للبكاء كنت ابكي في دورة المياة دمعتان فقط وآخذ نفسا ً عميقا ً واخرج لئلا اسمح لنفسي بالانهزام ظللت متماسكة إلى مرحلة الثانوية في الصف الثاني ثانوي قامت احداهن بالوشاية والافتراء علي فكنت عند دخولي الصف تلتفت الأنظار لي و يزداد الهمس ولم أفهم العلة إلا بعد مرور وقت طويل انهكني كثيرا ً والمؤسف اني كنت وحيدة إلا من بنت جيراننا كزميلة وفية و صديقاتي في الفصل المجاور ، عرفت صديقتي بالصدفة البنت التي تسببت في المشكلة واخبرتني صعقت حينها لأنها تظاهرت بالصداقة وتقربت لي فكيف طعنتني بهذا الشكل ، عندما عرفت السبب بدأت بشن هجوم مضاد فصرت عندما أدخل وتبدأ الجماعات بالوشوشة اذهب لعندهم و اشارك بالحديث و أفضح تلك الواشية لأنها اتهمتني بما فيها بعد عدة أيام عاد الاستقرار وتأكدت البنات من براءتي من التهم الملفقة 😭❤ لم تمض تلك الكاذبة أكثر من شهر بعدها لتنتقل من المدرسة ” أحسن ” أقولها بملء فاهي* _ *شلون أقول بملء فيه بس على بنت وصيغة المتكلم مو الغائب ..احترت 😂😂_ المهم تلك الفترة كنت أبكي كثيراً لكن أمام صديقاتي فقط لم أكن لأعطي أعدائي فرصة للشماتة ، وأحب مؤازرتهن لي ..في الواقع أنا من النوع الذي عندما تواسيه يبكي كثيراً ، فكنت اشكي لهن عما يحدث معي و هن يدافعن عني و يواسونني فأبكي ..يصمتون ثلاثتهن وأنا أبكي بصمت ، تُخرِج غدير منديلا ً لتناوله لي و تمد فاطمة عبوة الماء لأبل ريقي و تبدأ جوهرة بالحديث عن الطقس وحرارته ..أحبهن كثيرا ً ❤ هن الزاد رغم تفرقنا وبُعد المسافات لكن صداقتهن كانت من أحلى الأشياء في حياتي وأسأل الله أن يحفظها ويديمها حتى الظلال حتى الجنة يارب على سرر متقابلين 🙏🏼❤ ولذا فإن مدونتي السابقة وحتى هذه كان عنوان الURL يحمل كلمة 4friends كنا أربع أخوات رائعات . نعود للبكاء تجاوزت الثانوية بفضل الله بسلام رغم كل ما حدث ، في الجامعة لم أبكي كثيرا ً كانت تخنقني العبرة كثيرا ً لكني انجح بالتماسك ، كانت أسماء منذ الابتدائية وحتى الجامعة هي الفتاة القوية الصلبة التي لا تبكي إلا نادرا ً لدرجة أني استحث الدموع أحيانا ً وتستعصي ، فوصفوني على حين غرة بقسوة المشاعر و ” ما عندك احساس ” 💔🌚 جاءت بعدها سنين عجاف بكيت فيها أكثر مما تماسكت ، أتذكر اني بكيت مرة أمامه وكانت المرة الأولى فاتهمني بالدلع والبكاء اللامبرر ؟!! لم أبك بعدها إلا منفردة وكانت كلها بسببه ، لم أكن أبكي لأتدلع أو للفت انتباهه فأنا لا أبكي إلا قهرا ً أو حزنا ً لوفاة أو فقد لكنه لم يصدق _ لم يصدقني أبدا ً ولم يعرفني حتى أدركت الآن فقط _ ثم بعدما أصبحت أما ً بكيت و بكيت وبكيت صرت هشة جدا ً تبكي شهد ولا تنام فاحتار معها وابكي ، عندما كبرت وكانت تقع أو تصطدم أو أي شيء تتعرض له كأي طفل .. أبكي ربما حتى قبلها 😔 لم أعد أملك دموعي بعد ولادتي ، أقول لأمي ممازحة لعل الدكتورة قطعت سلك الدموع ولذا لا أستطيع التماسك . أظن أني وصلت لمرحلة البكاء بسبب أو بدون 🤦🏻♀️ الفيديو الذي أرسلته صديقتي لي ليلة العيد بكيت لحظة سماعه ، قبل أيام أرسلت صديقتي مقطع لبنت أختها بمناسبة التفوق بكيت وأنا اشاهده اتذكر ظروفهم و يتمها وأبكي 💔 حتى الدعايات الحزينة و الروايات تبكيني لقد فقدت السيطرة شعور كريه الهشاشة و القلب المتوجع الذي لا يملك إلا البكاء .. قرأت هذه العبارة عن البكاء :” دموع العالم كمية ثابتة؛ إذا بدأ شخص بالبكاء في مكان ما، توقف آخر عن البكاء في مكان آخر، نفس الشيء يحدث بالنسبة للضحك .صمويل بيكيت” حسنا ً لربما الشخص الذي تكفل بالبكاء عني طيلة سنوات القوة حان دوره ليتماسك وأنا لاستلام زام البكاء والتخفف من هذه المشاعر واطلاق سراحها . في خاطري كانت التدوينة ستكون وثائقي عن الدموع، وماهي وكيف تنشأ ودواعيها وماذا قيل عنها
بتجرد نوعا ً ما وانتهت لتكون هكذا ولا بأس فهذه أسماء التي أعرفها تخطط الخطة ثم تسير بجانبها 😂 أسأل الله أن يبعد عن الحزن والبكاء وأن يغدق علينا نعمه و يرزقنا الرضا ..آمين
اسمي فاطِمة في العقد العشرين من العمر ولأن افكاري وكلماتي صارت اكبر من قدرتي على حبسها وسط روحي قررت ان يكون لي زاويه صغيره من هذا العالم اسمها " حكايات فاء "ادون بها خُلاصه تجاربي وتساؤلاتي من لُجة الحياة/مراجعاتي للكتب/ انشر قصصي القصيرة/ أجسّد شخصيات قد اختلقتها في-حكاية-.