هواجس ليلية -٧-

Quote of the week ❤

فيم تفكر ؟
ومالذي يشغل بالك ؟ أنا أفكر بسلة الملابس النظيفة التي بقيت ممتلئة وصرت أعاملها معاملة الدولاب وآخذ الثياب منها عوضا عن تعليقهم وترتيبهم في مكانهم ..و أفكر بالسلة الأخرى المتسخة التي امتلئت و تنتظر دورها في الغسيل ..وأفكر بالألعاب التي صنعناها من الصلصال اللين وننتظر الغد بكل حماسة لتجف ..وأفكر أيضا في الدورة التي سجلت بها عن أنماط الشخصية و شغفي الأبدي بالموضوع و أفكر بغرفتي التي لم أتفرغ لتنظيفها تنظيفا ً عميقا ً مُذ عدنا و كذا بأكوام الثياب التي سأخرجها لأنها ما عادت تناسبني أو لأني كرفتها بما فيه الكفاية وبت لا أطيقها الآن ..و أفكر بالحلقة التي لم استعد لها جيدا ً وأفكر بنفسي وصغيرتي و بنا و بالمستقبل و الآخرة ..  بالضبط إنه عقل مزدحم .
أشتاق للبحر كثيراً و أود الذهاب والجلوس أمامه لساعات طويلة ولا يمنعنا حاليا ً سوى الرطوبة الفضيعة التي لا تحتمل ، في السفر مررنا بالمدينة المنورة و مكثنا ليلة إلا قليلا ً لم نكمل ال٢٤ ساعة للأسف ولا أدري علام الاستعجال ، المهم شعرت أنها مدينة مُثلى للاستقرار فيها وقضاء ما تبقى من العمر و قبل أن أغرق في الخيالات سألت أمي فجأة ” يمه المدينة فيها بحر ؟! ” نظرت إلي باستغراب و استخفاف أو استغباء ” هذا سؤال بالله ؟! يعني ما تعرفين ؟! روحي شوفي خريطة العالم واعرفي بنفسك ” لم أبحث لكن تيقنت ألا بحر فيها و حزنت كيف سأعيش بعيدة عن البحر ؟! إنني كالسمكة لا تقوى على ترك البحر ، هل لاحظت ما أعني حزنت على انتقالي و هي محض خيالات وأماني ! من قال سأنتقل أصلا ً حمد الله والشكر ..لنتكل أكثر و لنفكر أقل .

أعلاه كان يفترض أن تكون تدوينة البارحة أما الآن فلم يتغير شيء سوى أني حضرت الدورة وكانت خفيفة و نافعة لكن لم اقتنع بالنتائج تماما ً النمط i والدافع هو اعجاب الآخرين وثناءهم ؟!! أنا أسماء انتظر المديح لأتحرك لا يعقل !
ربما الشيء الوحيد الذي اتفقت عليه أنا وأختي أننا نمطان متعاكسان يكثر بينهما الشجار والتصادم .
قرأت أكثر بعد عودتي وا قتنعت نوعا ً لكني تحت تأثير الصدمة هل يعقل أن أكون أنا ؟!

المنتصف يخص نمط شخصيتي i

كانت الخطة تقتضي بتجاهل أوغست لكن مين تكون حتى أتجاهل عشانك ؟!

رجعت قرأت تدوينة البارح ولاحظت الخيال الشاطح ثم قائمة الصفات و الظاهر فعلا ً ما أعرف نفسي الشكوى لله 🥲💔

84 تشيرنغ كروس رود

البارحة في الوقت الذي كنت أبحث عن شيء خفيف للقراءة وصلني تنبيه اعجاب _لايك_ لتغريدة قديمة كانت رداً على سؤال عابر عن  أدب المراسلات، لعلها فترة شغفي بالرسائل و ما يتحدث عنها ، لفتني اسم أحد المقترحات و بحثت عنه و وجدت نسخة pdf سارعت بتحميلها كانت الساعة الثانية إلا قليلا بعد منتصف الليل ، هدوء وغرفة باردة وبطانية دافئة شرعت أقرأ و أقرأ لم اتركها إلا حين حان وقت الصلاة ، حاولت أن اتجاهل السبعون صفحة المتبقية والخلود إلى النوم لكني لم استطع ، وعند آخر صفحة شعرت بالأسى ليتني لم أكملها ماهذه النهاية البائسة والصادمة !! ذهبت أبحث أكثر واكتشفت أنها قصة حقيقية حدثت في عام 1949 م فهمت الآن سبب النهاية المبتورة للأسف ، نعم بالبطع أنصح بقرائته ، لِم ؟ لأنه أعجبني رغم بساطة الفكرة المتلخصة ببحث هيلين عن كتب معينة  الحقيقة دونت لدي بعض عناوين الكتب التي بحثت عنها  ربما أجد نسخة منها لأعرف هل كانت تستحق عناء البحث .

في الصورة المرفقة أعلاه تعلّق هيلين على الملاحظات وأتذكر نفسي عندما كنت قارئة نهمة أقرأ مع قلم بيدي لأحدد ما يعجبني وأطوي الصفحات وأعلق في الهوامش ، كانت كتبي على اختلاف أنواعها تحمل شيئا من “أسماء” و أفكارها ثم ماذا ؟ ثم امتلكت اللابتوب والجوال و تعرفت على عالم الكتب الالكترونية و قد أكون هجرت الورقية للأبد رغم الاهداءات التي تصلني كل بضعة سنوات من أحباب يتذكرون حبي للقراءة ، مكتبتي الورقية خاوية إلا قليلا ً لكن يوما ما ربما تحيا من جديد من يدري .


ليلة هانئة وأحلام سعيدة 💜

يكفيك أنك لم تزل حياً *

تناولت قبل قليل شوربة ساخنة وحارة أيضا ً رغم أن أمي تصفها بقولها ( شوي حويرّه ) فأعلم أن الانتهاء من تناولها يعني عيون دامعة وأنف أحمر وعرق متصبب .
أقلب الشوربة وأفكر في الليلة الماضية كنت قد ذهبت للسوق و عند بحثي عن مقاس ما اقترحت البائعة أن آخذ المقاس حتى لو كان كبيرا ً ( عشان لو انتفخت شوي بيضبط أو مثلاً أكلت عشا وكذا بيمسك ) ارعبتني إلا قليلاً ضحكت في البداية ثم قلت ( بسم الله عليّ من غير شر ، استغفر الله ) و ظللت استغفر واسمي من هول الفكرة .
رجعنا للبيت و عندما حان وقت النوم كان بحث تلك الليلة عن الرشاقة والتمارين و كيف يعود البطن لوضعه الطبيعي كما يقولون ( العيار اللي ما يصيب يدوش ) ربما لم تقصد شيئاً وكان عياراً طائشا ً لكنه أدوش و كاد يصيب ، ظهرت لي الكثير من المقاطع الرياضية ثم فجأة وصفات الرجيم الساحر والشوربة الحارقة و كيف أنها تنزل الوزن في أسرع وقت للحاجات الطارئة  فكرت بخاطري ( لو لقينا عروس لمحمد يبغالي أسويه قبل لا ادور فستان ) .

أمضيت وقتاً طويلاً بمشاهدة تلك المقاطع لسيدات يحلفن ويقسمن أنها طريقة ناجحة ..أطفأت جوالي وقلت لنفسي ( قولي حمد الله يالله الصحة والعافية والهداية ) ثم تذكرت قول ايليا ” يكفيك أنك لم تزل …حياً ولست من الأحبة معدما “
الحياة بحد ذاتها نعمة فمابالك بأحبة يحيطون بك ؟!
متعنا الله بالصحة والعافية وأحبابنا و أدامهم حولنا نأنس بهم طول العمر ❤

أهم حدث في عالم التدوين عودة أسماء العزيزة بتدويناتها المليئة بالأحاديث والأفكار ، أحبها و أحب ما تكتب و من هذا المنبر أبارك لك تخرجك يا أسماء جعلك الله نافعة أينما كنت https://lavender2001.wordpress.com

هنا تدوينة العودة :

اختم التدوينة بمقطع ثمين لنيل الثواب الجزيل خاصة لمن يتوانى أو يستثقل حفظ القرآن أرشدنا الحبيب لطريق آخر للحسنات ..

هواجس ليلية / ٦

– أسوم تعرفين تكتبين رسالة ؟
– ايه
– رسالة عاطفية ؟
– امم أحس يجي مني ، ايش القصة ؟
– رسالة عاطفية استنجادية تقريبا ً
– لحظة يعني يحب وإلا غرقان ما تجي الاثنين
– هههههههه لا عاطفية أكثر أظن
– أماا عاطفية يعني حبني وأحبك ؟ أحس نو  وي ! 🙄

بادء الأمر ظننتها مسابقة من نوع ما لكن كانت حواراتنا تلك  مبتورة في سبيل البحث عن حل لإحدى الصديقات التي تشتاق لأمها والمكث لديها لكن عماتها يتدخلن ويمنعن ذلك ، تربّت س و أختها لدى عماتهم ووالدهم و حرموا من أمهم لانفصالها عن أبيهم ، رغم أنه لا يفصلهم عنها سوى مسافة قصيرة ربما نصف ساعة بالسيارة ومع هذا لا تقر عيونهم برؤيتها إلا بزيارة عابرة مرة في الشهر وربما الشهرين، س في مثل عمري كبيرة وناضجة كفاية لتقرر أين تريد العيش لكنها القوانين المجحفة ثم قلقها وخوفها من المطالبة بما تريد ليست صديقتي المباشرة لكنها العلاقات المتعدية الطيبة فهي زميلة مخلصة لصديقاتي في الفيزياء و سعدت بمعرفتها ولو سطحياً ..
أفكر بها و بأختها ثم أفكر بي وبناتي و أدعو ألا تؤول حالنا لحالهم يوما ً ما وألا يفرقني شيء في هذه الحياة عن بناتي أبدا ً وحتى ما بعد الحياة ارزقني رفقتهم في الفردوس الأعلى من الجنة مع والدينا ونبينا و أحبابنا ، يارب أن يسعد قلبي بقربهم دنيا وآخرة لهي أعز الدعوات يا خالقي .. تلوح لي ذكرى جلسة الحضانة في المحكمة أمام القاضي يسأله إن كان يوافق على بقائهم معي وهل أنا أم صالحة كفاية  لتربيتهم ؟! وكيف يجيب بكل ثقة أنه سيسمح لي بأخذهم ماداموا صغارا ً ثم يردف ” لكن لو فكرت تتزوج لا تظن أني بتركهم لها ” ولا اذكر حينها ماقلته هل تراني سببت الرجال عامة أم الزواج و سنينه لكن القاضي أخمد المعركة قبل نشوبها بقوله أن الكلام سابق لأوانه ولكل حادث حديث ..
كيف يتجرأ الآباء و الأمهات على هذه المعارك ؟ كيف نتحدث عن قِطَعِ القلب كممتلكات وأشياء لاروح لها و لا قرار ولا مشاعر ؟!
لم لا يفكر أحد إلا بنفسه ؟!

هل تُرى تجدي الرسائل ؟! أم هو ما تنصح أمي به سجدة في جوف الليل و دعاء خالص كرجاء الغريق !

يارب لّم شملهم و اجبر خواطرهم و اسعدهم واكتب لهم الخير حيث كان وارضهم به وارض عنهم ..آمين

صورة أثناء انقطاع الكهرباء الفجائي بعد الواحدة فجراً ..للتوثيق وتذكر الليلة المقمرة الصيفية بامتياز
الترجمة : ملئت قلبي سعادة ، لا تنسيني يا أمي ماما ، أسماء حبيبتي يا ماما

هواجس ليلية / ٥

ليل الصيف قصير جدا ً ، ألا تعتقد ذلك ؟!
قصير لأنه بالكاد تضع خطة للسهر فإذا به قد انقضى قبل بدء تنفيذها حتى ..
ليس أني أخطط للسهر لكن مع نهاية الكتاب الذي أقرؤه من هاتفي أدركت كم مر الوقت سريعا ً ٢٣٧ صفحة بدأت بها قرابة الساعة السابعة مساءاً بعد أن وضعت حوض الاستحمام البلاستيكي للصغيرتين في الخارج ودخلت اراقبهم من النافذة تحت هواء المكيف البارد لم تكن البداية واضحة بسبب المقاطعات لكنها جاذبة كفاية لنيتي بالاستمرار توقفت للراحة ولممارسة الحياة الفعلية قليلا ً وعدت قبل قليل ربما قبل منتصف الليل بدقائق ..
جميلة لم تُخيب أملي كتلك التي قرأتها قبل شهر فأدخلتني في متاهة من المشاعر و البكاء و الخيبة التي دفعتني لالغاء متابعة من اقترحها أصلاً رغم أنه لم يكن اقتراحاً موجها ً لي منذ البدء لكني انتصرت لنفسي بصمت وألغيت متابعته ، أما هذه فهي رواية غريبة وممتعة بعض الشيء كتلك التي قرأتها مع صديقتي عندما كنت في فترة نفاس هند وهي قد عرفت للتو بحملها ..
لازلت لم أفهم تماماً النهاية ولعلي أعود فترة صفو لأعيد قراءتها لكن المهم اني انتهيت ، إنه انجاز أفخر به يا عزيزي رغم التفاهة فلم أعد أقرأ وأنهي ما بدأته ، بعد الرواية البائسة المذكورة آنفاً التي بدأت عادية ثم تحولت عن زوجين ينفصلان و طفلين وكيف تؤثر الأم على طفليها و تتسبب بايذاءهم معنويا ً بانهياراتها وهذه في نقطة ما بدت كأنها تحكي عنّا تجاهلت هذه الحقيقة وقلت لنفسي ” طول عمر الروايات فيها شخصيات أشكال وألوان يا أسماء ..أنت ِ قاعد تركزين زيادة عن اللزوم ” ظل الهاجس يبحث عن التشابه رغم انعدامه بعد انتصافها ، مايهم أنها كانت لطيفة وبنهاية سعيدة .

تصبح على خير وسعادة

عن عزيز

كان أسبوعاً حافلا ً ومتعبا ً نوعاً ما وقليل من الزكام والكحة هنا وهناك ، منذ بداية الأسبوع و نحن نخطط لدعوة الجيران لبيتنا و كيف يكون لقاء خفيفاً بلا تكليف كما تصرّ الجارات على أمي حين اتصلت بهن تدعوهن لبيتنا و استقر القرار أخيرا ً على تمر سكري فاخر مع القهوة و صينية فطائر مشكلة مع الشاي و مكسرات و للتحلية جح بارد مقطع مكعبات في كاسات بلاستك ومغلف .
كان المدعوات قرابة العشرة نسوة أو احدى عشر واعتذر النصف بظروفهن و حضر البقية ورغم قلة العدد إلا أنها كانت جمعة حلوة و خفيفة على القلب .
إحدى جاراتنا دكتورة جامعية متقاعدة قبل بضع سنوات تصرّ على مناداتها بأم محمد  فقط عوضاً عن تمييزها عن البقية بقولنا دكتورة .
كانت حكاية أم محمد وابنها عزيز هي الغالب في اجتماعنا القصير ذاك ، حسنا ً رغم الجيرة إلا أن كلا منا لديه ما يشغله لذا كانت آخر مرة التقينا في بيتنا قبل كورونا بسنة ربما .. أتذكر جارتنا أم بشار في زاوية المجلس تلاعب هند وتمتدح فستانها الوردي ثم تعيدها أمي للمشاية ، لم تكن هنده تمشي بعد !! يالله سنوات مرت فعلا ً ،
آنذاك لم تكن تتحدث أم محمد عن ابنها عزيز و مرضه لم أكن أعلم حتى البارحة أنه ذاك الشاب الذي كنت آراه في الشارع المقابل على كرسي متحرك بقدم مكسورة ، ظل فترة طويلة آراه بين حين وآخر حتى بعدما فكت الجبيرة و أجهل الحكاية و المعاناة ، رأيته في أول سنوات سكننا في هذا البيت ثم اختفى عزيز ولم أتسائل ولو لمرة أين اختفى ذاك الفتى ؟!
تحكي أمه و تتجمع الدموع بعينها وتتمالك نفسها وتكمل حديثها ..تحكي أوجاع ابنها وتدرج المرض وكيف فقد نفسه تدريجيا ً قدرة المشي ثم الحركة ثم التنفس فالكلام  و مؤخراً فقد بصره تقول أنها كادت أن تجن لولا رحمة الله ، تكاد تبكي تبلع ريقها وتكمل أنها كانت تراه يحتمل لأنه يرى جوال و أجهزه ويتواصل مع ما تبقى من عالم حوله ثم فجأة لاشيء ! تقول أنها تفهم ما يريد من كلامه الذي لم يعد يفهمه أحد على ما يبدو لدرجة يظن الدكتور أنها تقرأ الشفاة أو شيء ما لكنه لا يفهم معنى أن تكون أم أن يكون الألم مضاعف على قلبها مرة لأنه يتألم والآخرى لأنها عاجزة عن مساعدته ولا تملك من الأمر شيء ، أراها تحكي و تعود فتحمد الله وتطلبه ألا يحرم مريضها الأجر والصبر .
منذ البارحة وفي كل سكون وسهوات أتذكر ابن جيراننا و أفكر في عزيز الفتى مخاوفه وآماله وخططه التي كان قد رسمها في عز شبابه ثم رأها تتلاشى و تذوب بين يديه كيف تراه يشعر وماذا عساه يتمنى ؟!
العافية ولا شيء سواها ، حتى في أدنى الوعكات الصحية تتضاءل الملذات و تغلب رغبة العافية فإذا تعافينا نسينا و أسرفنا في الأماني ، العافية لا شيء من كنوز هذه الدنيا الفانية يعدلها، العافية التي علمنا رسولنا الحبيب أن نطلبها من الله في كل حين .

  ورد حديث عن العباس حينما قال :
” قلتُ يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ قال سلِ اللَّهَ العافِيةَ، فمَكثتُ أيَّامًا ثمَّ جئتُ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ، فقالَ لي: يا عبَّاسُ يا عمَّ رسولِ اللَّهِ سلِ اللَّهَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ “

إنها لنعمة عظيمة أسأل الله ألا يحرمناها ووالدينا وذرياتنا ومن نحب .
أما جارنا المكافح عزيز فأسأل الله بمنه وكرمه أن يحيي جسده ويبث فيه العافية و أن يمتعه ووالديه بالصحة والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة و أن يرزقه الرضا و الصبر و القوة و التحمل و أن يجبر خاطره ويؤنسه بطاعته  و يكتب له من الأجور أضعافاً مضاعفه و أن يثقل ميزانه ويرزقه الدرجات العليا من الجنة ووالدته يارب و ابن عمي ومرضانا ومرضى المسلمين اللهم آمين .

دائرة أكبر

البارح بعد قلق وهواجيس وحيرة عظمى جلست أرسل للدكتورة بالواتس استشيرها رغم أنه كان تالي الليل و ظليت ارسلها  التفاصيل المفصلة و نتايج التحاليل و ايش ممكن الأسباب و أيش الخطوات اللي لازم أعملها و..و.. بالأخير طمنتني نوعاً ما قالت بما أن الوضع مستقر والتحاليل مطمئنة ليش تخافين و تظلين في نفس الدائرة ..اطلعي لدائرة أكبر و عطتني قائمة اقتراحات عزمت أطبقها باذن الله و آمل تحل المسألة ولا احتاج لكل الخطوات ، والحقيقة كلامها وخلاصة الخروج من الدائرة لما هو أوسع منها في المشكلة رجعني لفيديو على اليوتيوب فتحته قبل كمل ليلة بعد نوبة عصبية و صراخ هربت من البنات للمطبخ وقفلت الباب وصبيت لي كاس فيمتو بارد وجلست على الكنبة _ ليش عندنا كنبة بالمطبخ ما أدري والله _ و شربت بهدوء وقررت أبحث عن حل و طرأ اليوتيوب على بالي وكتبت التساؤل كأول مرة لي بالنت سؤال طويل عريض موجه لشخص ( كيف أتصرف لو أطفالي كذا..كذا..كذا ) وفتحت أول مقطع كان لاستشارية مصرية محجبة اسمها هالة وأسلوبها جدا حلو و هاديء كانت تستقبل اتصالات و ردت على وحدة ولما خلصت المتصلة من السؤال ، سألتها من متى و كم سؤال سريع ثم سألتها خلك من كل هالمشكلة وقولي لي ( أنت زعلانة من ايه ؟؟ ) سكتت المتصلة وتغير صوتها وأنا خلف الشاشة خنقتني العبرة و غرقت عيناي بالدموع ، في التعليقات كل الردود تصف نفس ماحصل لي كلهن بلا مبالغة ، الجميع شعروا بأن السؤال موجه لهن و شرعن بالبكاء .. ياه رحمتك يارب بالقوارير ، وكما تقول روضة “وجعي على وجع النساء”
كان الحل هو معرفة السبب الأعمق الكامن في صدرها هذا الزعل الذي لا يراعيه أحد ولا يراضيه أو حتى يحنّ عليه ..

الآن بعد أن تنتهي من القراءة فكّر ايش مزعلك ؟! 
في أمان الله

هامش ماله علاقة :

عن تساؤل : ‏هل أنت مُطالب بأن تكون حياتك عبارة عن قصة محبوكة؟
يأتي الجواب الموزون من جدوع في هالفيديو

هواجس ليلية / ٤

عن الرسائل الحلوة التي تجبر الخاطر ، فجأة من أناس نُحبهم باعدت بيننا المسافات والظروف ، لا أملك هذه اللطافة التي تجعلني أبادر واغدق بالحب والمشاعر والاشتياق فأنا أفكر أكثر من اللازم ” لاتنشبين يا أسماء ” ، ” راح يقولون ايش الطاري ” ، ” لا تصيرين لزقة ” وغيرها من الأعذار الواهية التي تدفعني للكتابة والمحو آلاف المرات بعذر ( ماله داعي ) واشتاق للأصوات وافتح جهات الاتصال فأظل أتأمل فتخونني الشجاعة عن الاتصال لأكتفي بعدها برسالة ” ولهانة عليك ” و قد يغلبني الحياء في غير موضعه فألزم الصمت بلا ردة فعل أو رسالة أو أي شيء سوى انشغال القلب ، فإن وصلتني رسالة أرد ( حتى أنا والله ) وبخاطري أعاتبني ” تو الناس يا أسوم “..
أؤمن بتلاقي الأرواح وإئتلافها أو تنافرها فطالما أنا أحبك أعلم أنك تحبني في المقابل و إن كرهتك فهناك كره مقابل حتى لو لم نتحدث أبداً أو حتى نلتقي .
يارب جمع الجنة و نعيمها مع كل هؤلاء الذين أحبهم ، الطيبون الذين عرفتهم منذ أدركت الحياة ..آمين ❤

سوالف المشاوير 🚙

هذه الأيام تحرر التعليم نوعاً ما من قيود كورونا التي فرضت منذ دهر كما أشعر وعاد الطلاب للدوام الحضوري ككتلة واحدة بلا مجموعات A و B وبلا تباعد بالأدراج وعليه تغير نظامنا وصار النوم حالة استنفارية ضرورية لها ساعة محددة إن تجاوزناها أفقد السيطرة ويصابون بالأرق و أمضي بقية الليل بالتهديد والوعيد .
قبل النوم حمام دافئ و سريع للصغيرتان  للانتعاش لأن الصباح به ما يكفي من الطقوس ، و لأننا للتو غادرنا الشتاء استنكرت توتة أننا نستحم يوميا ً فقالت معاتبة ( كل يوم نتسبح كل يوم !!! مابي تعبت من التسبح كله تفركينا وتسبحينا وأنت لا !!) لا تعلم الآنسة أنني اتحين نومهم لأحظى بحمام دافئ أنا الآخرى ، أعطيتها محاضرة صغيرة عن النظافة و الصداقة و علاقتهما الوطيدة .
أما في الصباح فبعد أن ننتهي و نركب السيارة أخيرا ً مع والدي حفظه الله وأبقاه لنا ذخرا ً نبدأ بالسوالف والتعليم و..و..و.. 
نقول دعاء الركوب ثم أحثها على ترديد الأذكار من بعدي ، أحيانا ً تستجيب و تردد بكل حماسة وأحيانا ً تغمض عينيها و تُعلن ” خلاص ماما أبي ارتاح قبل الدوام ” فأكمل لوحدي بصوت خفيض رحمةً بها ، لأختم قبل نزولنا بطلب أخير :
– توتة اللهم اني أسألك ..؟
– ما أبغى أقووول ( وتبالغ في مطها وقد تصرخ حتى )
– يالله شاطرة بسرعة اللهم اني أسألك ..؟
– علماً نافعا ً

– و رزقاً طيبا ً
– و ع م ..؟
– وعملاً متقبلاً
– شاطره حبيبتي الله يحفظك يلا ننزل .

وعندما آتي لاصطحبها ظهرا ً تكون رفيقتي هنده نتحدث أو نخطط عما سنفعل لاحقا ً ، اليوم مررنا بباسكن روبنز فطلبت مني أن نشتري بعد اصطحاب شهد فقلت ” لا” ، ترجتني وتعللت بزكامها وأختها في الفترة الحالية وأنه لا يناسبهم ثم صمتنا قليلا ً وأردفت تسأل :
– ماما اذا صرت كبيرة كل شيء ايه ؟!
– هاه ..لا طبعا ً
– لا والله متى يصير كله اييي
– حتى الكبير المؤدب يسأل أمه و أبوه ويسمع كلامهم شوفيني أنا شلون صح
– لا مابي بصير كبيرة و اشتري باسكن روبنز وما تقولين لا

صدمني التمرد والآمال البريئة في آن معاً .. أن تكبر لتشتري آيسكريم و في سفرنا كانت أختها تأمل أن  تكبر بسرعة لتنام على سرير الفندق ، و أنا بدوري أدعو وآمل أن تقر عيني بهن نساء صالحات و زوجات وأمهات رائعات اللهم آمين .

أفكر أن اختم بتدوينة مفيدة عن “الواو الذهبية” تهيأ القلب لرمضان و أتوقف عن الثرثرة في الشهر الفضيل باذن الله ، تذكرت البارحة بعد التدوينة الأخيرة تلقيت اشعار من الوورد بريس كالتالي :

فور قراءتي كانت ردة فعلي كعجوز خائفة  فقلت : بسم الله علي ..ماشاء الله تبارك الله ..عين الحسود فيها عود ، ثم فكرت على رسلك يا محور الكون هذا الاشعار لا يعدو كونه برمجة ما ترسل للجميع ليس أن المدونة مراقبة مثلا ً و هناك مبرمج خاص يتحين تدويناتِ ليثني علي و يحثني على الاستمرار ، تنفست الصعداء وقررت ألا أكثر ثرثرة ..
علّي أعود قريباً بالفائدة التي حكيت عنها سابقا ً .
وإلى اللقاء .. مساؤك بارد و حلو باذن الله 

” عزاي أنك رجاي العذب لو كل الدروب عثور “
– مساعد الرشيدي رحمه الله –

حلقتي التي أحب ❤

كيف أتخلى عنهم بهذه البساطة ؟ وكيف تعلقت بهم أصلا ً رغم المدة البسيطة نوعاً ما !!
أربعة أشهر تقريباً توطدت خلالها العلاقات و ترسخت أصواتهن بالتلاوات في عقلي ويصبح اليوم الخالي منهن رمادياً بلا انجاز ..
لطالما زعمت أني لا أريد التدريس ولن أعود للمدارس الأهلية المرهقة لكنها مهنتي الأحب لقلبي التعليم فكيف إن كان تعليم القرآن ؟!
كان إعلان عابر في تويتر عن حلقة بحاجة لمعلمة في الفترة الصباحية و لأن التعليم كان عبر المنصة وفي الفترة المسائية بدا الأمر ملائم لي جدا ً ، قمت بتعبئة الاستمارة و تركت الأمر وبعد أيام تواصلت معي مسؤولة الحلقات للتأكد من اجادتي للتلاوة والتصويب و اتقاني للتجويد و بانتهاء المكالمة كنت فرداً من ركبِ ( مورد الهدى ) ثلة جميلة تقية ونقية لا يجمعنا على اختلاف بقعنا الجغرافيّة سوى القرآن .
يدرك الإنسان مؤخرا ً أن العلاقات الخالية من المصلحة هي تلك ذات الأهداف الأخروية ، وهي العلاقات الأسمى والأبقى فحتى الفراق فيها يكون على أمل لُقيا الجنان ويظل هناك وثاق الدعاء الذي يربطنا وإن بعُدت المسافات ، كانت صباحات بهيجة تلك التي تبدأ بأصواتهن ، تلاوة مي العذبة ، و حدر نهى و مجاهدة هند و وريف ،و مثابر سماح  و انضباط عبير و اتقان سلوى و استعجال غنيمة ماشاء الله تبارك الله زادهن الله من فضله وحفظهن وأحبابهن من كل شر  ، هي أشياء لا تشترى ..طالبتي و حبيباتي الآتي أجهل للحظة كيف أخبرهن بتركي للحلقة أدعو الله لي ولكنّ الثبات والسداد وأن يرزقنا سبحانه حفظ القرآن كاملا ً و لذة اتقانه و العمل به و أن يجمعنا واياكم على منابر من نور تحت ظل عرشه يوم لاظل إلا ظله ..
هنا بعض من محادثاتنا التي سأشتاقها ، قد أكون مثال للمعلمة النشبة التي توقظك صباحاً لكنهن لم يتذمرن يوما ً ولله الحمد ..الكثير من ايموجي العيون أو السبيكر والمناداة و علامات التعجب التي تؤتي ثمارها غالباً بالتعويض و الدخول و لو آخر الدقائق ، تصبحون على خير ❤

لا نكبر أبدا على كتابة أسماءنا للتعبير عن الحب فكيف لو كان على الثلج ❤

للتنوية : تم اضافة الجزء الثاني لبرنامج ( ذلكم الله ) الخاص بأسماء الله وصفاته وبالطبع يكفيكم التسجيل الأول لاتاحة الأنصبة الجديدة على نفس الحساب