مهما عثرت فلا تقف .. يوميات -١٧-

يداهمني التثائب و اتجاهله فاليوم أربعاء ونيس ينبغي أن أعامله كخميس و اجاهد للبقاء مستيقظه و اتنعم بالسهر بشوكلاتة وأشياء أخرى أحبها ..
بجواري كومة الملابس المغسولة منذ السبت الفائت رفعتها للتو من منشر الملابس عازمة على تسفيطها وادخالها بالدولاب ، حضرت في اليومين الفائتة دورة تأهيلية وقد لا أكملها رغم أنها ليست سوى عشرة أيام لكن المخططات كثيرة و أجلت الثياب حتى هذا الحين وألاحظ أني أمسكت جوالي أكتب عوضاً عن طيهم .
انهت توتة اختباراتها اليوم ولا أعلم هل هذا يعني بدء عطلتهم أم ماذا ؟! هل يعقل اسبوعين قبل الاجازة الفعلية !!
ماذا عن الدورة والطموحات ! وهل سترضى نودي بأن تخرج صباحا وأختها متغيبة ؟!
هذه الدورة تجري في رحاب عائشة لذا أشعر بالسعادة بمجرد حضورها كحمامة دار تألف الجدران و الزوايا ، ألتقيت بناس لطفاء و كما يقول البروتوكول نظرة فابتسامة تكون البداية تبادلنا النظرات فرحبت بي و سحبت كرسي بجوارها جلست و بدأنا نثرثر عن كل شيء و تبادلنا الطموحات و رغبات الفترة و في فترة الراحة عندما خرجت لم اجدها و رأيت شلة بنات متحلقين بزحام فجلست بمفردي على طاولة وبعد دقائق ظهرت وبقية الفريق اللطيف تبادلنا الأحاديث و تشاركنا بسكوت ويفر بالككاو _وهو عيش وملح على أية حال _ اتفقنا بحب الشرقية وأنه ليس كمثلها مثل تنهدات عميقة وضحكات صادقة ..وأكملنا بعدها ثم انتهى اليوم سريعا و في الصباح التالي اختفت مريم وكانت أقصر قصة صداقة لم تكتمل سألت من كانو معي عنها فقالت واحدة اعتذرت عن البرنامج ولا تريد الاكمال لظرف ما ..في اليوم الأول خرجت مسرعة حتى دون سلام أو كلمة الى اللقاء  لاصطحب هند ولئلا نتأخر على شهد و تأخرنا رغم كل ركضي ، وصلت وكانت الفتيات قليلات لقيتها ممسكة بيد دانة تائهتان وسط أمواج الفتيات الوردية امسكتها وأختها وخرجنا مع دانة في الخارج كان ينتظر والد دانة ويعاتبها لم تأخرت وأنا انادي منذ عشر دقائق ؟! واسمعها تقول انتظر أم صديقتي ، في كل مرة أتأخر على شهد تتأخر دانة و يخاصمها والدها ويرفع صوته بالخصام فأظنني المقصودة واسرع للسيارة ( لا تتأخرين مرة ثانية ، خلاص لا تطولين ..و..و.. ) أعرف لست محور الكون ولست المقصودة لكنه تأنيب الضمير ..


لم اهتم مسبقاً بأن أودع أحد قبل ترك مكان ما أقصد عمل أو دورة أو حلقة لطالما كنت من نوعية المباغتة بالاختفاء هكذا كفص ملح يذوب فجأة دون أثر سوى ملوحة تظل فترة ثم تختفي هي الأخرى ..
ولعلي كبرت أو تغيرت وعقلت إذ أحاول أن أودع و اخرج بطريقة لائقة و دعوات بلقاءات أخروية تلم الشلم ولو آجلاً ، في العمل الأخير الذي استقلت منه كنت قد خرجت مسرعة يوم ٢٠ اكتوبر قبل نصف ساعة من نهاية العمل لأن البنات على وشك الخروج ولا أريد أن أتأخر فانهيت ما استطيع من عملي و اخذت بعض الأوراق وركضت مسرعة يومها لم أودع الرفيقات وقلت سأعود لوداعكم في يوم لاحق حينما انهي أوراق كاملة واخرج من ذمتهم تماماً وليتني ودعتهم وارتحت ، مر أسبوع ولم تتواصل معي الادارة وتجاهلو استقالتي تماماً وفي نهاية الاسبوع قررت المرور للسلام على البنات قبل عودة الدارسات لا أريد التسبب بفوضى ومزيد من التساؤلات عن لماذا خرجت ! كانت الصدمة كبيرة لطالباتي خاصة وأن تلك الادارية الكريهة كفانا الله والمسلمين شرها قامت بحذفي فجأة من قروب الواتس وكنت نويت الانتهاء لحين نزول درجاتهم وتوديعهم برسالة لائقة لكنها أزالتني فجأة وانهالت الرسائل والأسئلة من طالباتي اللاتي أحبهن ، اخبرتهم الحقيقة المبسطة وتعذرت بأن المكان لا يلائمني ولم ارتح كفاية للبقاء ، ومع هذا شعرت بتأنيب الضمير لعدم اخبارهم وتوديعهم في الخميس ٢٠ اكتوبر كان اختبارهم وكنت أتأمل وجوههم وأحاول حفظ ملامحهم وأتبسم في كل مرة تلتقي عيني بعين أحدهم ضحكت ولم أعبأ بحقيقة أنه اختبار وسمحت بالحديث عكس المادة الأولى كنت اريده وداع لطيف يذكرونني فيهوكنت أتأملهم وهم يكتبون  وأفكر هل ستتقاطع دروبنا في هذه الحياة أم سيكون لقاءنا التالي في الجنان ، ربما من يدري لكن الرجاءات بالكريم أن يعوض انقطاع الأحبة بلقاءات فردوسية جابرة للخواطر .


ماذا عن رفيقات الطريق ومن تشاركت معهم الحلوة والمرة  والشاي والغرفة ؟! كنا ٩ نساء تتراوح الأعمار من ٢٦ وحتى آخر الثلاثينات ، ضحكنا و حتى حزنا معا ً وكنت أود البقاء لسببين لأجلهم و للطالبات ولأن أحب الحاسب لكن الراحة قبل كل شيء وفي الحياة متسع فلِم اتحمل كل هذا الضيق ..لأجل من ؟!!
في الخميس التالي قررت الذهاب واخذت معي فطائر ساخنة من مخبز قريب وشاي و هدايا تذكارية صغيرة واخبرت السكرتيرة و رجت أن أخبر المديرة ، فأرسلت لها رسالة واتس ويبدو لم تستلمها وعندما ذهب ودخلت كانت الطامة صرخت الادارية تنادي وانا اصعد الدرج و تتأكد إن كنت فعلا أنا ، اختفت ولحقت المديرة بي تركض على الدرج كنت قد وصلت أمام غرفتنا فنادتني ” أسماء لو سمحتي ما أبغاك تقابلين البنات ” بكل ما تحمله الوقاحة وقلة الأدب والذوق من معنى ، قلت أنا جاية بسلم عليهم وأطلع وهذي فطاير ما بغيت أدخل يدي فاضية كررت ما قالته بعبارة أخرى و عندما أحست اصراري صعدت قبلي وتظاهرت أنها تفاجئ البنات ” شوفوا من جبت لكم ؟! ” و مثلن عليها لأني كنت اخبرتهم بحضوري قبلها ودخلت تفتش مكاني السابق ثم اخبرتني ألا اطيل البقاء فأكدت أنها لن تتجاوز النصف ساعة ..جلست و تحدثت قليلا وأعطيتهم الهدايا و هم يراقبون بصمت و صدمة من ردة فعل الادارة على مجيئي ! بعد خمس دقائق ارسلت السكرتيرة تطلب مني النزول لمكتبها واخبرتها اني سأنزل حالا فور وصول السائق وهو بعد نصف ساعة فخجلت وتركتني ،ثم ارسلت المديرة رسالة في الواتس تطلبني النزول حالا لمكتبها و تجاهلتها كما تجاهلت رسائلي الأخيرة كلها ..فصعدت بكل جرأة تطلب أن انزل لأنها تريد ” بتكلم معاك شوي ” وبكل وساعة وجه تلتفت على رفيقاتي وتقول ” راح اخذها منكم وان شاء الله تلتقون بأماكن ثانية وحنا ماكان ودنا تتركينا ولا ودنا تطلعين ولا..ولا..” هنا فار دمي فرددت ” ايش اللي متمسكة فيني وما تبغيني أطلع وأنت واقفة فوق راسي تبغيني اطلع الحين بهاللحظة رجاءا لا تعيدين هالكلمة وأنا قلت لك نص ساعة يعني ايش تتوقعين بخرب البنات عليكم وإلا جاية اقولهم افصلوا والا ايش ” تفاجئت وتلعثمت بالرد واخبرتني انها تنتظرني تحت وخرجت نظرت بعدها للبنات فرأيت تأييدا على ما قلت سألت وضحى ” شلون صرتي كذا ماشاء الله شلون صرتي قوية ؟!” لم تعلم وضحى اللطيفة أن دمعتي توشك أن تسيل ولكني أحاول التماسك تنهدت وقلت ” مدري كثرة الصقعات يمكن ؟! ” لم البث طويلا نزلت للمدعوة مديرة وخضنا نقاشا حادا ً ولعله أقرب للهواش منه للنقاش وكانت معنا السكرتيرة ترتدي سمعات بلوتوث وأظنها مع منصور على الخط ليستمع لنا تجسساً _ لا ليست نظرية المؤامرة صدقوني شفت العجب العجاب لدرجة أنه احضر موظفة بمسمى متطوعة لتتجسس على أحاديثنا لكننا عرفنا قبل وافشلنا المخطط في مهده _ والله أعلم لست أجزم أو اضع في ذمتي ثم خرجت وسلمت على السكرتيرة التي طلبتني مرارا أن أعود للداخل واسلم على المديرة لكني رفضت ، الغريب في الأمر انها تطردني وتتظاهر بالتودد فحتى في مكتبها نهضت وامسكت الباب تفتحه وتقول بكذبة أخرى ” ماكان ودنا تتركينا ..وهاه شرايك ترجعين تغيرين رايك ؟ “
كان الرد أنه ربما فكرت وتراجعت لو لم ألق هذا التعامل وهذه الوقاحة في استقبالي ذاك اليوم ، قالت أن الانسان لا يعلم المكتوب قلت ” الله لا يحوجني لكم وعساني ما أطب ذا المكان لو على قص رقبتي ” لذا لم تستحق أي سلام ووداع مني ..واليوم حظرتها بالواتس عقوبة لها وردعاً لأمثالها بعدما سمعت عن موقفها السيء تجاه وضحى كفاني الله ورفيقاتي شرهم وأبدلنا خيرا منهم ..
ركبت السيارة ونطقت فقط ” روح البيت ” ثم شرعت بالبكاء انتحب واشهق بصمت حتى وصلنا للبيت القريب جدا ربما ٥ دقائق ، دخلت بأنف أحمر و دموع تسيل لقتني أمي وشرعت تدعي ” جعل من حر بنتي ما ينام الليلة إلا ذايق حرتها يالله يارب فلان وفلانة وفلانة ما ينامون الليلة إلا الحرة بقلوبهم ” فقمت اتحدث وأبكي و أكرر بين دموعي ” بس ما صحت قدامهم ”
أكرههم جدا أسوء ادارة في الحياة و آمل أن يكون القادم أجمل وألطف وألا أقابلهم أو اشباههم مرة أخرى اللهم آمين ..
تعكر مزاجي بعد التذكر والآن احتاج شيء يشتت التركيز فهل أقرأ !! وماذا عساي أقرأ :[ نعمة الأم السعيدة ] أو [من رُئي بعد موته فسئل ما فعل الله بك ؟ ]
اعلم أن الحل الأمثل التحدث مع صديقتي لكنها مسافرة ..كتكات صغيرقد يفي بالغرض  ! أو هل أعود للملابس المركونة بجواري 😂
تصبحون على خير وخميس ونيس بارد ومنعش أتمناه لي ولكم

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s