طرشي يجلب الشجن 🍃

على طاولة الطعام وبعد أن انتهيت من اطعام الصغيرتين _ أعلم انهما أكبر من أن اطعهمهم لكن لظروف العناد والاضراب والمعارك اليومية في سبيل لقمة العيش _ أقوم  لأغير مكاني وأبدأ بتناول غدائي  بجواري صحن طرشي بعد والدي التقط منه قطعة خيار و آكل منها ينتشر الطعم بفمي و تعود الذكريات لعقلي  في بيت عمي و للحظات الحلوة التي ارتبطت بالطرشي ..
كنت وبنت عمي ندرس في نفس الابتدائية وبيتهم أقرب للمدرسة فكانت تأتي أمها لاصطحابها مشياً وكنت أعود لبيتنا بالباص و بعض الأربعاءات كنت أزورهم بعد إذن أمي وأبي فآخذ قطعة ثياب واضعها في كيس داخل حقيبتي و أخبر سائق الباص مسبقا أني لن أعود معه و أمضي بقية اليوم مبتهجة أخبر الجميع سري الجميل ” ماراح أرجع البيت بروح مع هاجر اليوم ” وتلمع عيناي وأنا أوشوش كل واحدة واريهم ملابسي للتأكيد على روايتي ، عند الساعة الحادية عشر والنصف اخرج مع بنت عمي لنجد أمها بانتظارنا نمسك ايدينا و نأرجحها طوال الطريق ، يالسعادتي بذاك المشي في الشارع بالنسبة لبيتنا كان من الممنوعات يخاف أبي فلا يسمح بذلك إلا نادراً واضطراراً ، نصل لبيتهم و نسارع بتغيير ثيابنا و بدء اللعب بالباربي لحين مناداة زوجة عمي لنا بالغداء ، عند الغداء نجلس على الأرض بسفرة عامرة مع عمي وزوجته وهاجر واخوتها والضيفة الصغيرة أنا ، و على غرار صغيراتي ربما تميزت بالعسارة فهذا لا أحبه وهذا لا أتناوله وهذا لا يعجبني ، وعلى سفرتهم صحن طرشي كبير يتشاجرون عليه أضحك وأتناول غدائي انتبهت زوجة عمي أني لم آخذ منه و سألت ” سماسم ماحطيتي لك طرشي ذوقية يطير العقل ” ..” لا خالة ما أحبه ” ..” شلون ما تحبينه هذا أنا مسويته كل الناس تحبه ..حامض ومالح راح يعجبك ” ..وربما مع الاصرار تذوقته في احد الزيارات و أحببته تماما ً كما تنبأت و صار من ضروريات الزيارة طرشي مع غداءها اللذيذ ..كانت زيارات الأربعاءات تمتد حتى المساء ، في العصر يأتي والدي ليأخذني وهاجر لبقالة الأرض الطيبة و يعطي كل واحد ١٠ ريالات لنشتري كل مانريد ويوصينا بالشراء لبقية الاطفال في البيت ثم يعيدنا ويذهب للعمل كنا نصعد للسطح فقرة تأمل الغروب من فوق خزان المياة مع كيس مليئة بالحلوى ، نأكل و نتحدث طويلاً نتأمل قصور الباحسين و نتمنى لو كان لدينا بيت كبير مثلهم ، كنت نتشارك الوقوف على طوبة مهجورة في السطح لنرتفع بها ونتأمل بقية الأسطح ..يحل المساء و يأتي والدي قرابة السابعة لأخذي لينتهي يومي الرائع كانت أيام هانئة لا يشوبها شائبة لكأني بلحظتها قد حزت الدنيا ..
اتناول قطعة أخرى وأصف لأمي ذكرياتي لتبتسم وتقول لعلك تعيدينها لبناتك يوما ما و لعلهم يحضون بزيارات وسعادات كتلك …آمين

هامش مهم :
أولاً : استقلت من عملي ،ولعلها اسرع استقالة في تاريخي المهني لايهم عموما ً ..
الأمر الثاني : المدونة عطلانة و يبدو محجوبة في السعودية ولا استطيع فتحها و سأجرب النشر في تطبيق الجوال ولعل وعسى تضبط معنا

هامش آخر للتنويه :صباح الخميس الونيس
انرفع الحجب وصار الوضع طبيعي جدا وتفتح المدونة مثل الحلاوة
الاثبات على الحجب ؟! في تويتر خانة البحث اكتب وردبريس وشوف القلة القليلة اللي حست بالحجب مدري من متى حقيقة لكن شخصيا من لما استقلت وأنا بكتب وكنت حاذفة التطبيق بكبره و عساس راح أدون بالاونلاين بس ما قدرت لأنها ما تفتح رغم اتصالي بالانترنت

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s