اليوم الجمعة والساعة تشير للخامسة و تسعة وثلاثون دقيقة قبل المغرب ، أكتب من الغرفة الخضراء في الطابق السفلي على غير العادة وذلك لأن الخطة كانت شراء مكيفات النجوم للتوفير في الكهرباء ، اتفق أبي مع أحد المحلات وجاء العمال وعبثوا بالمكيف دون جدوى ليقرروا أن النوع الجديد يحتاج لثقب بالجدار وتمديدات أخرى فألغى أبي كل ذلك وبقيت هذه الغرفة بلا مكيف حيث انزلوه أرضا ً ، أحب هذه الغرفة وأقضي معظم ساعات النهار بها لذا افتقدتها كثيراً، بعد اسبوعين من الشتات أحضر أبي عامل وأعاد تركيبها لتدب فيها الحياة من جديد ومن شدة الشوق زادت مرابطتي هنا 😂
ندخل في صلب الموضوع مع بقائي هذه الفترة بالمنزل أدركت الفوضى التي تعم غرفتي و تملأ الأدراج والدواليب وكثرة المقتنيات التي لا احتاجها و أتعلق بها دون جدوى ولذا وضعت هدف عام لشهر يونيو هو : التخفف ، يونيو هو شهر ميلادي ولعل التخفف أفضل هدية أقدمها لنفسي 😁
التخفف minimalism هو التقليل والتخيف من الاستهلاك والاكتفاء بالقليل

التخلص من الأشياء ليس بالسهولة التي يبدو عليها خاصة لشخص مثلي يقدس الذكريات ، اعلم جيداً أن ما اسميه ذكريات وأبالغ بتقديره يسميه غيري نفايات لكنها خصال متأصلة سأجاهد على تغييرها أو التقليل منها ، كنت احتفظ بالكثير من القصاصات والأوراق فهذه من فلانة وهذا غلاف حلوى من عرس فلان وهذه الوردة المجففة من ” مسكة ” أحد العروسات و غلاف هذه العلكة دونت عليه تاريخ وعبارة( على خط الرياض) في إحدى السنوات الغابرة 🙃 لعلها ذكريات يسهل الاحتفاظ بها لكن ماذا لو امتد الأمر للأشياء ؟
فهذا أول فستان اشتريته لتوتة فور أن عرفت أنها فتاة وقبل أن نعود للمنزل مررنا على محل أطفال واشترينا ذلك الفستان كان أبيض صيفي بورود ملونة لم أفكر جيدا ً إذ أن شهد ولدت في الشتاء أول ديسمبر ولذا لم يتسنى لبسه إلا مرة واحدة ومع هذا لم يعطيني قلبي أن اتخلص منه كنت أظن اني سأكتفي به لكن تتابعت القطع الظريفة جدا والتي يصعب التخلص منها 😩 و احتفظت بالطبع بقطع أخرى لهند .
منذ البارحة وأنا أرتب وارمي القطع القديمة المستهلكة جدا ً مباشرة أما التي تبدو قابلة للاستخدام قمت بقصها لتبدأ دورة حياتها كممسحة 😂
بعض فساتيني القديمة التي فصلتها عند الخياط ” أبو يوسف” الباكستاني المتقنة جدا ً تبارك الله لم استطع اخراجها عدا واحد لأنه يذكرني به* أصفر بارد بزهور زرقاء متناثرة و أبة بحرية من الاورقانزا الزرقاء و ضعته مع كومة الملابس بدم بارد لكن أمي لم تحتمل اخراجه وطلبت مني الاحتفاظ به بغض النظر عن الذكرى التي يرتبط بها قالت أنه جميل جداً علي واني أحبه كثيرا ويجب أن يبقى معي .
أفكر هل تخلصي من هذه التراكمات يعني تخلصي من الذكريات ؟ لا بالطبع فالذكريات ترتبط بقلوبنا و عقولنا .. بالروائح والأماكن وحتى بالأشياء .
على صعيد آخر كنت أفكر بالقراءة وأعددت قائمة صغيرة لكني أتثاقل في البدء كبقية الأشياء التي أنوي القيام بها كإعادة ترتيب أثاث الغرفة والتخلص من الأدراج البنية الكبيرة و تصفيف مكتبتي العزيزة التي تتحول تدريجيا ً لمخزن يلم الفوضى ويبعدها عن الآنستين 🤭 سأرفق صورة لها علما ً أنها مرتبة جدا ً مقارنة بالوضع المزري السابق .
أحاول الإنجاز وأداء المهام ، أعود الآن في التاسعة والثلث تقريباً في غرفتي مقابل الزحليقة الحمراء التي أفضل الكتابة أو القراءة وأنا جالسة تحتها 😅 لا أعلم ماهذه التصرفات لكني منذ بيتنا القديم أجلس تحت طاولة مكتبتي لأكتب لعلها كانت بقعتي المنفردة في غرفتي المشتركة مع أختي المهم لازلت لم انتهي بعد لأني اقطع عملي في الجرد كل نصف ساعة تقريبا ً الحل الأمثل لمراقبة الصغيرات كان ادخالهم معي في الغرفة وقفل الباب ورفع المفتاح .. كأنها مهمة لن تنتهي في كل قطعة أُخرِجُها أتأملها لوهلة وتطوف بي الذكرى متى اشتريتها و مالمناسبة ومتى ارتديتها ومع من ،وكذا الحقائب و _أعزكم الله_ الأحذية ، وكلما ترددت قلت لنفسي : تخففي يا أسماء تخففي ، حتى صغيراتي أريدهن أن يعتادوا على التخفف والتقليل وهذا ما سأحاوله باذن الله بدء بهذه العطلة الصيفية .
كنت في حيرة من أمري في مصير هذه الملابس والمقتنيات التي لم أعد بحاجة إليها وبحث في تويتر ووجدت مشروع كسوة يتكفلون بإرسال سيارة لاستلام الملابس مهما كانت حالتها و يعطونها للمستحقين أو يعيدون تدويرها على ما يبدو وبنفس الوقت تعرف أمي احدى الجارات التي تتكفل بهذا ، لذا فالوجهة محدده ولله الحمد ، كنت سأنتظر لبعد رفع الحظر يوم الأحد للتدوين أو حتى لبعد لقاء انتظره بفارغ الصبر لكن لا بأس بحسب الحماس يتقرر التدوين 😁..في أمان الله ❤
* لسان حالي بعد تخلصي من كومة الذكريات تلك ..
رباه أشياؤه الصغرى تعذبني ..فكيف أنجو من الأشياء رباه ؟!

في رواية أحلام مستغانمي الوحيدة التي قرأتها على شكل صدفة أو ربما لقاء تعارف ، ” عابر سرير ” قال خالد لفرانسواز عندما سألته قائلة : ماذا تفعلون إذًا بالأشياء التي ماعادت لكم حاجة بها ؟
_ ليس في حوزتنا أشياء لا نحتاجها ، لأنها حتى عندما تتهرأ و تعتق ، نحتاج حضورها المهمل في خزانتنا أو في مرآب خردتنا ، لا عن بخل ، بل لأننا نحب أن نثقل أنفسنا بالذاكرة ، و نفضِّل أن نتصدق بالمال على أن نتصدق بجثث أشيائنا ، و لهذا يلزمنا دائمًا بيوت كبيرة ، ثم واصل ضاحكًا : أليس في الأمر كارثة !؟
أسووم ، يسعدني أنك مجنونة بالذكريات مثلي ، لا تتخلَّصي من الكثير أرجوك ، أخشى أن تندمي كما فعلتُ ذات غضب !
و احتفظي بحرص بتلك الأجزاء الصغيرة من طفولة شعر البنات الوردي الذي يزيِّن حياتك ، سيسرُّهنَّ ذلك كثيرًا عندما يكبرن .😍
تخفَّفي ، و لكن لا تسرفي فتطيري دون ذكريات ؛ و دمتِ بخير ❣️
آه بالمناسبة الصورة مُلهِمة ( و الله ) أحب المناظر هذي ، فاعذريني عن التمعُّن ، ممكن ألاقي شي مُلفِت و مُلهِم ، الفوضى المرتبة هذه مغرية 😁💗
إعجابLiked by 1 person
اقتباس باهر جدا ً وللمرة الأولى يمر علي فعلا ً نحن نثقل أنفسنا بالذاكرة 💔
لا أعرف أحلام إلا برواية نسيان دوت كم حيث كانت البطلة تجاهد لنسيان حبيبها وتأثرت جدا ً لدرجة أني طبقت تماما ً ما جاء بالخاتمة من كتابة تعهد النسيان ولازالت تلك الورقة في احدى مذكراتي أضحك عليها كلما تذكرت لأننا لا نملك ذاكرتنا وليس النسيان شيئا ً نختاره قد نتجاوز لكن لا ننسى ..
باذن الله سأحتفظ بذكرى لهن ولي كزاد للأيام السعيدة والتذكر المنعش 😍 ..
تأمليها كيفما شئت 🤭 لو كنت أدري لوضعت الصورة المبعثرة لأجلك أما هذه فهي مرتبة الا قليلا 😂
حسنا ً دعنا من تدوينتي الحق اني اقرأ مدونتك باستمرار لكن ليس هناك زر للاعجاب مثلا ً ليظهر لك أني مررت و للأسف تكرر أكثر من مرة أكتب تعليق طويل ثم بحركة عشوائية من اصبعي يخرج من صفحتك فاغضب و اغلق الصفحة 💔😩
ما رأيك لو انتقلت للورد بريس ؟ أليس عالم مغري 👀
يسهل القراءة والتعليق ، لكنك تشبهيني في التعلق فلن يهون عليك ترك مدونتك 😌
إعجابLiked by 1 person
كما قلتِ تمامًا قد نتجاوز و لكننا لا ننسى ، و قد تتعجَّبين إن قلتُ لك بأن هذا جيذِد جدًا و لكننا لا نلحظه و نحن في حفرة تشويش تفكير …
أعتقد أن معي عقدة مع الأشياء المرتبة ، و أصاب بفضول غير معقول مع الأشياء الكثيرة الموجودة في صورة واحدة ( خصوصًا إذا كان بينها كتب ) ! 😂
أوه أسووم الحبيبة انا أرى تواجدك من خلال الإحصاءات ، و لا تهمُّني التعليقات دائمًا ، أشعر برضا أكبر بعدد مشاهدات من أريد 😄
و بالنسبة للتعليقات المتطايرة أتفهم شعورك و آسفة لأجلك ، أتدرين هذه معضلة لا تقعين فيها وحدك ، خسارة عظمى شعرين و كأنك قد استنفدتِ كل قواك فيما طار و تخبت حماستك ، الأمر مؤذي رغم سخافته 🤕
قد أنضمُّ قريبًا لقافلة وورد بريس و لكن عليَّ الحذر قليلًا فقد سمعتُ بوجود شيء يشبه نقل المدونة كلها و لكني لا زلت ابحث ، و على أيَّة حال وورد بريس تزعجني لغته الإنجليزية و لا أخفيك أنني فاشلة بها بشكل أسطوري بل و أكرهها ، سأحاول أن أجد حلًا لهذا مع الوقت ، و أقدِّر تواجدك و كم أسعد به 💓
إعجابLiked by 1 person
وأنا كذا والله أحب مرورك الخفيف وتواجدك 💕حمدالله على الأقل البلوق عنده خاصية الإحصاءات 😭
أنا استعمل التطبيق على جوالي وأظن أن هناك نسخة عربية للوردبريس لكنه صعب بعض الشيء ، لعلي أبحث معك في ما يتيسر من وقتي وان وجدت شيئا ً سهلا ً شاركتك به .. تصبحين على خير يا أسماء ❤
إعجابLiked by 1 person
رحلة تخفف سعيدة إن شاء الله😁
أخبرينا كيف ينتهي الحال معك؟ وما هي الأمور التي أحسست بتغيرها بعد قيامك بذلك 🙂
وشكرًا لأنكِ تكتبين أكثر
إعجابLiked by 1 person
باذن الله لازلت المرحلة قيد التطبيق ، المشكلة قلبي ما يعطيني يختي 😂😂 وصلت لحد استشير شهد شرايك أخليها أو لا ؟ 🤭
إن شاء الله لو حسيت بتيجة فارقه ذكرتها مستقبلا ً
العفو يا نوار و يسعدني مرورك وتعليقاتك❤
إعجابLiked by 1 person
لطيف
حتى أنا من الأشخاص الذين يحتفظون بالأشياء التي يصاحبها ذكريات سعيدة ، قمت العام الماضي بالتخلص من الكثير من الأشياء و لا زال لدي المزيد منها، و سبحان الله حتى أنا في هذا الشهر أعمل على تعزيل غرفتي و التخفف من الكثير من ما فيها 🙂
آمل لك أيامًا سعيدة و خفيفة على قلبك🌸
إعجابLiked by 1 person
لابد من بعض الذكريات الخفيفة التي لا تملأ المكان أو تضطرنا لمسح الغبار عنها ، اتمنى لك تعزيل ونفض موفق 👍🏻
آمين ولك أضعاف آمالك اللطيفة ❤
إعجابLiked by 1 person