تساءلت إحداهن : هل ستتغير طريقة السلام بعد كورونا ؟
لم أجب ولكنه ظل يعبث برأسي ويدور هل ستتغير يا ترى ؟
السلام والقبلات على كلا الخدين هل سنكتفي بالمصافحة ! أو سنبالغ بالحذر فنكتفي بالنظرات !!
يالله وكيف نعبر عن المحبة والاشتياق إلا بالعناقات الطويلة و سيل من القُبلات ..لدرجة أننا نحكم قبضتنا لحين تدخل شخص آخر طالباً دوره ، سواء بالترحيب أو الوداع أو التهنئة كل أشكال الانفعالات تتطلب عناقاً ما عند الحزن _ أبعده الله عنّا وعنكم وعن أحبابنا _ و الفرح بشتى مناسباته ، وأظنه أمرٌ قديم بِقدم الخليقة فالبشر لا يعرفون تصرفاً آخر يعبّرون به عن هذا النوع من المشاعر ، أترانا سننسى ؟ نتجاوز أو نتكيف ؟
قبل تعليق الدراسة وحتى انتشار كورونا اقترحت إحدى الزميلات أن نكتفي بإلقاء السلام دون المصافحة إذا اعتدنا أن نصافح الكل في كل صباح مرفق بسلام أو سؤال عن الحال أو تصبيحة فاخرة بحسب المزاج ، لا نتجاوز هذه الفقرة إلا في حالات التأخير وتحصل كثيراً لي فأدخل وأسلم وارمي عباءتي والشنطة وأهرع للفصل ، وأنا اركض في الممر أتذكر سجل الطالبات فأعود لجلبه ..ثم أتذكر أقلامي فأعود ثانية وثالثة حتى تكتمل أغراضي و يضيع مزيدا ً من وقتي 😅
نعود لاقتراح تلك الزميلة لم يلق قبولا ً وعندما سألناها قالت لم يرد في السنة شيء كهذا خاصة وأننا نلتقي يوميا ً فلم نتصافح ! حاولت أن تكتفي بالقاء السلام لكننا لم نسايرها فشعرت بالحرج وعادت للمصافحة ..
كنّا نظن أنه في رمضان سيرفع الحظر فكنت اخبر لأمي كم اشتاق لأقاربي فردت : من زمان ما شفناهم شلون بنسلم عليهم ؟!
– ان بغى بالكمامة بالعباية بالحواجز المهم نسلّم ونحب ونلّم*
لا أظنني أقوى على ذلك أقصد السلام أو المواساة والتهنئة من بُعد .. وهل يقوى أحد ؟!
هامش :
* نلّم : من اللم والمقصود هنا الضمّ والعناق و بشكل أعم معناها يجمع وهي عامية الظاهر ..أحبها أكثر لأنها رقيقة و خفيفة حروفها (( مثال : توتة تعالي لمّيني حيل ❤ ))
تذكير أخير : بدأت العشر الأواخر فلا يفوتنا الأجر فيها من الصدق والصلاة وقرآءة القرآن جعلنا الله وإياكم من عتقائه من النار ..آمين