صباح الخير والأعياد ..مرفق في التدوينة أدناه تهنئة العيد التي اعجبتني جدا ً وهنأت بها خاصّتي ، يليها فيديو العيد الأقصر من القصير .
التهنئة مقتبسة طبعا مو تأليفي نظرا لجفاف القريحة وانعدام رغبة الكتابة ..
“عاودتك السُّعود، ما عاد عيد، واخضرَّ عودٌ، تقبَّلَ الله منكَ الفَرْض والسُّنة، واستقبل بكَ الخير والنعمة، عاد السرور إليك في هذا العيد، وجعله مبشرًا بالجد السعيد، والخير العتيد، والعمر المزيد …”
ليلة العيد و صباحه :
أظن الجميع يعلم بالجدل الحاصل بين الزعاق و المركز الفكلي حيث أكد الأول أن العيد جمعة و الآخر جزم أنه السبت ، لذا كانت الرؤية غير واضحة تماما ، لكن كنت قد عزمت على تنظيف البيت مبكرا ً حتى لو كان عيدنا يوم السبت ، أرسل أخي بعد صلاة الظهر رغبته بذاك بحلا الطبقات الذي أعددته أحد أيام رمضان ، ما لا يعرفه أني قررت بعد انتهائي تلك المرة ألا أعيد الكرة أبدا ً ، لا احتمل أي صنف عبارة عن طبقات ..حلا مالح صينية أيا كان لا أملك الطاقة للصبر وتكرار الخطوات ، صفي طبقة بسكوت بعد تغميسه ثم صبي فوقه الخلطة ثم دخلية الفرن ثم صبي مدري ايش ودخليه الفريزر بعدها ضيفي كذا وارجعي رصي و صبي و..و..و.. كسلسلة خطوات لا منتهية من الصفصفة والصبصبة والفرن والثلاجة ، الحلا المذكور آنفا لم يتجاوز الثلاث طبقات بسكوت و خلطة ثم خلطة شوكلاته ختامية ومع هذا أتعبني ولم أجيده تماما لأني استعجلت و قمت بصب الطبقة الثالثة قبل أن تجمد السابقة تماما ولذا علق أخي ” بس سويه بدري وخليه يطول بالثلاجة ” الجواب كان النفي طبعا اعتذرت وبشدة و اقترحت شراء أي حلويات من برا المهم الا أزيد الصحون والاجهزة التي تحتاج للغسل وكنت وامي قررنا عمل سباغيتي حمراء بالدجاج كصنف رئيسي يعجب الأغلبية ، لم تعجبه اقتراحتي و قرر أن يتكفل هو بالموضوع ،نزلت وبدأت أعمل على المطبخ رتبتت الأطباق في غسالة الصحون و نظفت الفرن و نظفت الارفف قليلا ثم اخذت قسطا من الراحة ، بعد المغرب و عندما أعلنوا رؤية الهلال هرعت لأضع الحنة على شعري و لغطيتها بكيس بلاستك وعدت للمطبخ وبقيت أعمل و انظف بمساعدة من والدتي حتى الساعة الثانية عشر الا ربع تقريبا ً ، جهزت فناجيل القهوة و بيالات الشاي و الصواني الفضية و مسحت الارفف و الأرضية و غسلنا ما بعد الفطور ، بعدها كان وقت حمام العيد للآنستين ثم أنا ، ثم ارتيدنا بجامات العيد و ذهبنا للنوم ، اتذكر اني تقلبت كثيرا ولم انتبه متى نمت كانت الساعة ثنتين ونص ربما أو أكثر ..
قب السابعة كنت في الأسفل أتفقد الأرضيات واكنس بعض الفتات وامسح الغبرة هنا وهناك ، استيقظت توتة في الثامنة الا ربع وبدأت تجهيزها و تسريح شعرها ثم تلتها أختها ، انتهيت منهن قرابة التاسعة الا ربع وبدأت اتجهز واسرح شعري ، احتجت ساعة كاملة على ما يبدو نزلت بعد حضور الضيوف كالعادة ، واضطررت للركض هنا وهناك لاحضار ماء وترتيب الطاولة بشكل نهائي ، تختفي أختي عن الانظار كلما بحثت عنها لأخبرها ان تحضر شيء أو تعاونني بشي ما .
ثم توالى الحضور وازدحم مجلسنا بالأحبة ولله الحمد ، ضحكات وسوالف و حلوى وبالونات وكائنات لذيذة صغيرة بثياب و بشوت و شمغ مخيطة بالعقل ، لم تمتد يد العون كثيرا لا أعلم لا ، كل ما أعلمه أني تعبت من تتبع الفناجيل و تنقيل نظري بأيديهم الفارغة و مباشرتهم بالحلاأو المالح ولما جلست أخيرا أريد شرب الشاي و تنفس الصعداء بجواري بنت عمي تتحدث نادت أمي ” أسمااااء …” ولما رأتني قد قربت الشاي لارتشف لكني ابعدته لأرد على نداءها رحمت حالي ” يوه تبين تشربين شاي !! خلاص اشربي بعدين دوري عليهم بالفطاير ” ..” ان شاء الله يمه ” الشاهد اني نسيت وتفرغت لنفسي و خلصت بيالتي الباردة و قمت صبيت مرة ثانية ..كيّفت أخيرا على آخر الجمعه ..
الساعة الواحدة ظهرا كان الهدوء يعم بيتنا ، عدنا للبجامات المريحة و مسحت المكياج و ربطت شعري و أعطيت الآنستين هدايا العيد و تفرغن للعب بها و عدت لسريري لارتاح و اريح قدماي المتورمتان ، كل مرة أقول لنفسي سأضحي بالكشخة وارتدي حذاء مسطح مريح أو نعال مريحة بسيطة ثم أتراجع وارتدي كعب مهما كان طوله متوسطا لست معتادة فما بالك بارتدائه و خدمة الضيوف!
المريح هذه المرة أن الآنسات لم يذهبن لأعمامهم فلم افكر بمسألة أخذهم لقيلولة أو تأخرهم في العودة ليلا لأن والدهم ارسل مبكرا واعتذر عن اصطحابهم بحجة سفره و أنه سيحاول اللقاء بهم متى ما عاد ، وقتها تساءلت أمي ( تظنين أعرس ؟! ) ..( مدري ياليت عشان يفكنا ) ..صمتت أمي ولم تعلق بعدها بأيام قالت أنها تدعو أن اتزوج ثانية ممن يناسبني وانجب صبيانا وبناتا و حتى هو خصته بالأسم بدعوات بالتوفيق و الزواج مرة أخرى وأنها تأمل وترجو لنا أن ” نمشي بفالنا ” ولا نظل هكذا ، يبدو أننا_ كلنا _ تجاوزنا أخيرا فحمدا لله على الرضا وراحة البال .
نعود لمساء أول يوم عيد ، لم تنم الآنسات لذا استطاعو النوم قرابة التاسعة لشدة التعب والانهاك ، أما أنا فطلبت عشاء من أحد مطاعم الوجبات السريعة و تناولته أمام التلفاز بجوار أمي نحلل العيد و ثيابه و نسولف سوا .

اليوم الثاني :
السبت الثاني من شوال لعام ١٤٤٤
أوقظتني أمي أنا والصغيرات بحجة تعديل نومنا قبل الدوامات التي يفترض أن تبدأ الاربعاء !! آخ من وزارة التعليم و قراراتها العبيطة ، و يا لشوقي لعزّام الدخيل و مراعاته و اجازاته الحلوة ، المهم نعود للصباح ، رتبت قليلا بعد فوضى العيد وجمعت القمامة من كل الغرف في الطابق السفلي ، لم اجتهد لأن العاملة يفترض ان تحضر غدا قبل موعد اجتماع عائلة أمي لدينا .. ألم في حلقي و أعراض التهاب حلق من وجع عظام و ألم عام ، أتناول المسكنات و أتحامل و أدعو أن تمر هذه الوعكة خفيفة و سريعة لأستطيع استغلال اجازة العيد والاستمتاع مع الصغيرات والأقارب لأقصى حد يارب ..
العصر على طاولة المطبخ نتحلق أنا وأمي وأختي نخطط لعزيمة الغد والأصناف التي سنقدمها و من أين سنشتريها؟!
و صغيراتي متململات و لا ألومهن رمضان كان عبارة عن دوامات حتى ١٨ رمضان و لازمن البيت الا من مشاوير للسوبر ماركت معي أو مع والدتي ، قررت اصطحابهن للألعاب و ذهبنا بعد صلاة المغرب لأحد المولات و كان اختيار موفقا ً استمتعنا رغم الازدحام ، باذن الله سيكون هذا روتين العيد اليوم الثاني لمدينة الألعاب في حالة لم نرتبط مع أحد الأقارب ..
أكتب بعين نصف مغمضة و أفكر هل انزل التدوينة أم انتظر للغد ؟!!
سأحكي قليلا عن الفترة الماضية أقصد الترم الثالث أسأل الله أن يمضي باقيه على خير ..
تركت صديقتي الأقرب المعهد هكذا فجأة بلا مقدمات اختفت وبعد الحاح أخبرتني أنها تركت !
و على صعيد فقد آخر سافرت صديقتي للديرة بشكل نهائي كما أراد زوجها دائما ً تعلق رد على تذمري و تفاجئي ” الشكوى لله ..بس أنا قايلة بكبر دماغي .. و بشوف الايجابيات أكون جنب أهلي والله يعين ” ومنذ أن سافرت وأنا افتقدها ، انه شعور غريب ليس أن لقاءاتنا كانت مستمرة ومتقاربة لكن شعور القرب وأن تضمنا بقعة جغرافية واحدة كان يكفيني .
منذ بداية العام و الوضع كالتالي اتعرف على أحدهم و اختفي فجأة أو العكس على التناوب مرة أنا أَترك و مرة أُترك ، أقول لنفسي ” خلاص ماراح أصادق أحد أبدا ً ما أبغى enough is enough ” لكني أقع في الفخ في كل مرة .
كتبت عن أريج الرفيقة الجديدة التي اختفت على حين غرّة :
رفيقتي التي توثقت عرى صداقتنا في منتصف الفصل الدراسي ، ذاك النوع من الصداقات الخفيفة نتشارك الهموم والحلطمة وفي غرفة الدرس نتبادل النظرات و نحكي بصمت ، عندما تصوّب لي المعلمة في تقليل الألفات أو لها في اتمام الضم ننظر لبعضنا ، مرة مؤازرة و تشجيعا و مرة للضحك و نكتمه بصعوبه ، عندما أسأل سؤالا ما و يتضح سخفه من رد الأستاذه ألتفت لأراها تضحك وجهها محمر و تغلق فمها بيدها و تخفض رأسها لتتنفس قليلا و تكمل الضحك ، بعد اختبارات الحفظ والتلاوة تخرج كمن قد خرجت من غرفة ولادة تضمني عند ملاقاتي و تقول ( ابشرك أسوم خلصت ) ، ابحث عنها في الصباحات فأجدها خلف الأدراج مختبئة تغلق أذانها وتكرر الآيات فأناديها ، ترفع يدها وتشير بالسلام أشير لها ان تعالي فترد ( يرحم والديش أسوم خليني أحفظ ) ، ذات مرة وبعد اعلان الدرجات غرقت في حزنها ودموعها ، جلست بجوارها صامتة أقلب في عقلي كيف أواسيها كيف؟ افكر بنفسي أقصى مواساة وأحبها لقلبي الصمت بجواري وربما كيل السباب والشتائم لمن تسبب بحزني لكني لا احتمل فانهار بالبكاء لذا أفضل الصمت والمواساة الصامتة ربما تمرير منديل أو علبة ماء أو حتى دعوة للمشي في الخارج بعيدا عن كل شيء ستخفف عني ، لكنها لست أنا أحاول تهدئتها بالكلمات ولا أفلح ، اهرع مسرعة اقتحم غرفة الأستاذات و اتجه لأستاذتنا و أسألها كيف أرفع درجتي ؟ تخبرني أنها جيدة فأوضح لست أنا بل فلانة و أرجوها أن تمنحها فرصة دون جدوى ، لاحقت معلمتي لأجلها دون أن تعلم و سألتها عدة مرات في غرفة الصف و على الدرج وفي غرفتهم ولم انجح باقناعها .
يزداد قربنا نتحدث في الواتس اب نتحلطم غالبا و نتبادل النكات والملصقات ، نثرثر في الخاص والعام ، تسألنا احدى الزميلات ( بنات انتو جارات ؟) ترد عليها ( قلوبنا متجاورة ) لأننا فعليا في مناطق متباعدة شرقا و غربا ، نجتاز الامتحانات و يبدأ الفصل الدراسي الثالث ولا أثر لها ، اراسلها دون رد يبرد الخاطر ، يسألني الجميع عنها ، وأرد بالنفي او ارفع كتفي فيفهموا جهلي ، امازحها تارة و أكون جادة تارة أخرى والرد هو الرد ( لا أقدر ) ( عندي ظرف ) تتجاهل الحاحي بطريقة غريبة ، شككت لوهلة أن الجوال ليس معها أو أن زوجها قد منعها من الدوام ، تمر الأيام الثلاثة دون حضورها أسألها أخيرا ً هل ستنسحبين ؟ هل وهل لتجيبني بالاثبات و تؤكد شكوكي ، ارسل لها ملاحظات صوتية متتالية لاثنيها لكنها لا ترد ..نصمت لأيام ثم أعود للمحاولة فتخبرني بجزمها على قرارها وأنها تعبت من الضغط ولا تستطيع التحمل وأنها سعيدة بمعرفتي و تود لو نظل صديقات للأبد ! أي أبد هذا اللي انقضى قبل بدئه !!

نكتفي بهذا القدر ..و آمل أن أقاوم الثرثرة لحين العطلة الصيفية باذن الله ، من الأشياء التي شجعتني تدوينات العيد الماضية منذ أن افتتحت المدونة تبارك الله قلت سأكتب مهما بلغ التعب لأنها تبقى ذكرى جميلة ..تصبح على خير 💌
” لا باعد الرزاق عني جمعكم أبداً
ولا عدمت بكم سنواتي ❤ “